أدت حالة عدم الاستقرار السياسى والأمنى والعسكرى التى اجتاحت الشرق الأوسط فى السنوات الأخيرة إلى إدخال تطوير وتغيير ملموس على القوات البرية فى العديد من جيوش دول المنطقة. فقد أكدت عمليات المتابعة والرصد التى قام بها خبراء التسليح أن التهديدات المصاحبة للمراحل الانتقالية فى الشرق الأوسط إلى جانب الصراع المسلح فى اليمن أدت إلى حدوث طفرات فى تطور القوات البرية فى أنحاء الشرق الأوسط وخاصة منذ بداية عام 2015. ووفقا للإحصائية الصادرة عن مكتب استشارات وأبحاث «ماركتس أند ماركتس» بولاية تكساس الأمريكية ونشرها موقع «ديفنس نيوز» المعنى بالتسلح فإن دول المنطقة يتوقع لها أن تنفق 344مليون دولار بحلول عام 2016 على الذخائر فقط فى الوقت الذى أدى نشاطها فى مجال الشراء إلى تنشيط سوق المركبات المدرعة وخاصة السوق الآسيوية. وتظهر الإحصائيات أن الجانب الأكبر من طفرة صفقات الشراء جاءت نتيجة تنامى مشتريات السعودية والإمارات لظروف قتالهما فى اليمن. ودخلت العراق أيضا مجال صفقات الشراء حيث أقدمت على عقد صفقات شراء معدات عسكرية جديدة ومستخدمة من حلفائها وشركائها بهدف تغطية احتياجاتها فى حربها ضد «داعش» فى العراق. وتشير المعلومات الواردة إلى أن وزارة الدفاع العراقية تعتزم شراء 500 مركبة عسكرية رباعية الدفع قبل انقضاء العام الحالى لتعويض خسائرها فى الحرب ضد »داعش«. ووفقا لما سربته »وكالة التعاون الدفاعى والأمنى الأمريكية« فقد لجأ العراق منذ بداية قتاله ضد »داعش« للولايات المتحدة من أجل الحصول على ألف سيارة «همفي» مصفحة من طراز «إم1 151 إيه 1» وألف مدفع رشاش طراز«إم 2» وألف قاذفة قنابل يدوية طراز «إم كيه 19» عيار 40مم وأجهزة راديو ومعدات اتصال وقطع غيار وتدريب بقيمة 579 مليون دولار. كما طالب العراق بشراء 175 دبابة طراز «إم 1إيه1» أبرامز مزودة بمدافع محسنة عيار 120مم و15 مركبة إصلاح دبابات معدلة طراز «إم 88إيه2» و175 مدفع رشاش «إم 2». وخلال العام الماضى أدخلت الإمارات وقطر نظام التجنيد الإجبارى لأداء الخدمة العسكرية بهدف رفع مستوى الجاهزية وزيادة القوة البشرية. وفيما يتعلق بالسعودية فقد تناول قدراتها البرية بالتحليل أنطونى كوردسمان من «مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية». وأشار كوردسمان إلى أن السعودية تمتلك أكبر قوات برية على مستوى دول تجمع مجلس التعاون الخليجى ولها رؤيتها الخاصة المتعلقة بتطوير قواتها البرية. وقد تم تزويد القوات السعودية البرية بسلاح حديث عالى القدرة. وعلى الرغم من أن آخر معارك برية خاضتها القوات البرية السعودية فى السنوات الأخيرة تعود إلى حرب تحرير الكويت «حرب الخليج الثانية» عام 1991 فإن القوات السعودية خاضت الكثير من العمليات القتالية منذ عام 2003 وخاصة على الحدود اليمنية منذ عام2009. وبوجه عام يؤكد الخبراء أن القوات العربية الخليجية اكتسبت خبرات كبيرة ومكثفة منذ دخولها فى صراع مع الحوثيين باليمن منذ شهر مارس2015. ووفقا لتحليلات سوق المركبات المدرعة فإن هناك اتجاها متصاعدا لحيازة السيارات المدرعة المزودة بعجلات، حيث شرعت الحكومات فى البحث عن المركبات السداسية أو الثمانية الدفع لقدرتها على التعامل مع الأراضى الوعرة ولانخفاض تكاليف صيانتها. وفى شهر يوليو الماضى حصل موقع «ديفنس نيوز» على معلومات تفيد نشر السعودية 45 مركبة مدرعة مضادة للألغام ومجهزة للتصدى للكمائن طراز «أوشكوش إم ايه تى في» التى تتمتع بمواصفات قياسية مميزة: فوزن الهيكل 12500 كيلوجرام والوزن الإجمالي: 14700كيلوجرام والطول 6,270 مليمتر والعرض 2٫490 مليمتر والارتفاع2,700 مليمتر. وقد استخدمت الإمارات 50 مركبة إماراتية الصنع طراز «نمر» الرباعية الدفع والمتعددة الاستخدامات بالإضافة إلى نشر 25 مركبة قتال مشاة إماراتية الصنع طراز »إنجما« الثمانية الدفع. وتعد تلك هى المرة الأولى التى يتم فيها نشر المركبات طراز «انجما» والتى ظهرت لأول مرة فى »معرض أبوظبى الدولى للدفاع» فى فبراير الماضي. وقد تم إنتاج المركبة الجديدة بواسطة شركة «الإمارات لتكنولوجيا الدفاع» بأبوظبي. كما كشفت الإمارات عن مركبة جديدة فى شهر سبتمبر الماضى طراز «إن 35» إنتاج شركه النمر الدفاعيه للمركبات ومقرها ابو ظبى والتى تقوم بتوسيع نشاطها فى السوق العسكرى عن طريق طرحها للعربه المدرعه ذات العجلات الجديدة»إن35«. المركبات القتالية المدرعة ذات العجلات الجديده الرباعية والسداسية الدفع طراز «إن 35» هى تطوير لمدرعه «آر جى 35» . تتميز المدرعة الجديدة «إن 35» بانها بمثابة (قلعة للطاقم) وتحمى الجنود من الالغام والعبوات الناسفة وكافة التهديدات. ويمكن استخدامها للدوريات والاسعاف بالاضافة للاعمال القتالية. ويمكن لهيكل ال«إن35» ان يوفر حماية اعلى من المستوى الرابع وحماية ضد الالغام تصل لمستوى يتحمل تفجير10 كجم من مادة »تى ان تي« بضغط انفجار نشط تحت اى عجلة من العجلات. والمدرعة الجديدة مزودة بمحرك ديزيل يوفر طاقة بمقدار 450 حصان مع ناقل حركة اوتوماتيكى ب6 سرعات وتستطيع المدرعة ان تحمل 9 أفراد بعتادهم بما فى ذلك القائد والسائق وتصل سرعتها القصوى لحوالى 105 كم /ساعة.