أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس على دور مجلس حكماء المسلمين الذى يكتسب أهمية مضاعفة فى المرحلة الراهنة لنشر الصورة الحقيقية للدين الإسلامى بسماحته ووسطيته واعتداله، ومواجهة الهجمة الشرسة التى يتعرض لها، وهو الأمر الذى يصضع مسئولية على عاتق علماء الدين باِعتبارهم المسئولين بشكل مباشر عن التعريف بصحيح الدين ونشر الوعى والتنوير بين جموع المسلمين ومواجهة الفكر المتطرف والمغلوط. جاءت تصريحات الرئيس خلال استقباله أمس أعضاء مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وبحضور أعضاء المجلس ومن بينهم المشير عبد الرحمن سوار الذهب رئيس جمهورية السودان الأسبق ورئيس مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية، والأستاذ الدكتور محمود حمدى زقزوق وزير الأوقاف الأسبق ورئيس مركز الحوار بالأزهر الشريف، والمرجع الشيعى اللبنانى السيد على الأمين، فضلاً عن كوكبة من علماء الأمة الإسلامية من إندونيسيا ونيجيريا ودولة الإمارات وتونس والولايات المتحدة. وتجدر الإشارة إلى أن مجلس حكماء المسلمين يُعد هيئة دولية مستقلة، تهدف إلى إقامة مجتمعات آمنة توقر العلم والعلماء، وترسِّخ قيم الحوار والتسامح واحترام الآخر. وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باِسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس أشاد أيضا بدور الأزهر الشريف الفاعل فى التعريف بالقيم الإسلامية السمحة باعتباره منبراً للاعتدال والوسطية فى العالم الإسلامي. ومن جانبه، ذكر فضيلة الإمام الأكبر أنه يتعين الفصل التام بين الإسلام ومبادئه وثقافته وحضارته، وبين قلة قليلة لا تمثل جموع المسلمين المسالمين المنفتحين على الشعوب فى مختلف أنحاء العالم، مشيرا إلى ضرورة مواجهة الفكر الإرهابى من خلال منظومة متكاملة، تشارك فيها كل قطاعات الدولة وفئات المجتمع، بالإضافة إلى تجديد الخطاب الدينى ليصبح مُعبراً عن حقيقة الإسلام وشريعته. وأضاف فضيلة الإمام الأكبر أن الواقع الراهن يحتم تجنب الفرقة والانقسام ويفرض وحدة المسلمين وتصديهم مجتمعين لدعاوى التطرف والإرهاب. وقد أشاد الحضور بدور مصر المشرف فى نشر تعاليم الدين الإسلامى وقيمه النبيلة، والذى امتد على مدار التاريخ بحضارتها العريقة وأزهرها الشريف، واستمر فى الوقت الراهن من خلال تصديها الواعى والحثيث للممارسات الخاطئة والأفكار المغلوطة، مؤكدين على أهمية مواصلة مصر لدورها الرائد على الصعيدين العربى والإسلامى لخدمة قضايا الأمة والدفاع عن مصالحها بالتعاون مع أشقائها من الدول العربية والإسلامية. كما استعرضوا الجهود التى يقوم بها المجلس لمواجهة الإرهاب والفكر المتطرف حيث بعث المجلس بقوافل السلام إلى العديد من دول العالم من أجل التعريف بسماحة الدين الإسلامى وإيضاح نبذه التام لأية أفكار تحض على العنف والكراهية. وأكد الحضور على أهمية تصويب الخطاب الدينى بما يحافظ على ثوابت العقيدة ويضمن التصدى لأى فكر مغلوط يشوه الإسلام وينال من سماحته، مشيرين إلى أن التجديد يُعد آلية ناجحة لتحقيق هذا الهدف باِعتماد وسائل الحوار البناءة وبمراعاةٍ الظروف المجتمعية. وأضاف المتحدث الرسمى أن الرئيس أكد على أن دعم مصر للأزهر الشريف يُعد أمراً أساسياً وحيوياً، مشدداً على أهمية تعظيم دوره فى عدم اختزال الدين فى مفاهيم ضيقة، ومن بينها اختزال مفهوم الجهاد والذى يشمل جهاد النفس والجهاد فى العمل إلى غير ذلك من المعانى الحقيقية لهذا المفهوم. كما أشار الرئيس إلى أن الواقع الحالى يفرض على المسلمين جميعاً تعظيم مساحات التفاهم والتلاقى فيما بينهم فى مواجهة كافة محاولات إلصاق الإرهاب والتطرف بالدين ذاته دون الالتفات إلى أن الممارسات الفكرية الخاطئة لبعض الأفراد والجماعات هى السبب الحقيقى وراء التطرف والإرهاب. وشدد الرئيس على أن الإسلام يحترم حرية العقيدة والعبادة لجميع البشر، مؤكداً على أهمية الموعظة الحسنة لإحداث التفاهم المنشود لصالح البناء وعمارة الأرض، وتحقيق التعارف والتعاون بين مختلف الشعوب والثقافات فى مناخ إيجابى تسوده قيم التسامح والرحمة.