كان اللقاء الاول بينى وبين الرئيس محمد انور السادات وانا طفلة لم يتجاوز عمرى وقتها 6 سنوات كان ذلك عبر شاشة التلفيزيون المصرى يوم اغتياله. فا للمرة الاولى ادرك ان لدينا رئيسا يغتال الان امام عينى،ومنذ ذلك الحين صار للسادات موقعا متميزا فى ذاكرتى كلما كبرت اجدنى اسعى لمعرفة المزيد عنه ..قد يتفق البعض معى بأنه كان قائداَ عبقرياَ ذو عقلية مميزة وقلب يخشع بالإيمان لا اجد تعبيراَ يمكن ان يصفه سوى التعبير العامى(معجون بتراب وحب البلد دى)،وقد يختلف البعض معى ويرى ما لا اراه فلكل منا رأيه ولكل منا وجهه نظر،لكننى اليوم لا أنوى ان اثير جدلاَ او نقاشاَ حول مواقفه كرئيس للجمهورية. لكننى اليوم قررت ان اتحدث معكم عن حدث مميز احتل مكانه فى عقول الكثيرين ممن عاشوا تلك اللحظه ليس المصريون فقط ولكن على مستوى العالم فاليوم يمر 38 عاما على إلقاء السادات خطاباَ فى الكنيست تلك الزيارة التى فاجأ بها العالم حين اعلن عن استعداده لخوضها داخل البرلمان المصرى قائلا(ستُدهش إسرائيل عندما تسمعني أقول الآن أمامكم إنني مستعد أن أذهب إلى بيتهم، إلى الكنيست ذاته ومناقشتهم) حينها علّق الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر بعد سماع الخطاب قائلا : ( السادات يشبه أول رجل صعد إلى سطح القمر) كان خطاب السادات فى الكنيست من وجهه نظرى انتصارا دبلوماسياَ يضاف لانتصاراته الحربيه ،هنا يجب علينا ان نقف لنسأل انفسنا من هو كاتب ذلك الخطاب؟وقد اجابت عن ذلك السؤال السيدة الاولى جيهان السادات فى احد اللقاءات مع الاستاذ مفيد فوزى قائله إنه موسى صبرى و لكن السادات كعادته قام بعمل بعض التغييرات فى الخطاب . لن يسعنى الوقت ان أصف رؤيتى الخاصة لقاعة الكنيست حينما شاهدت الخطاب عبر اليوتيوب،لكن كل ما يمكن ان اقوله ان السادات ورجاله كانوا يبارزون العالم فكريا ،لقد كان ذلك الخطاب يحمل جملا ذات رنينا َ مميزا منها: • المقدمة (السلام عليكم ورحمة الله, والسلام لنا جميعا, بإذن الله. السلام لنا جميعا, على الأرض العربية وفي إسرائيل, وفي كل مكان من أرض هذا العالم الكبير, المعقَّد بصراعاته الدامية, المضطرب بتناقضاته الحادَّة, المهدَّد بين الحين والحين بالحروب المدمِّرة, تلك التي يصنعها الإنسان, ليقضي بها على أخيه الإنسان. وفي النهاية, وبين أنقاض ما بنَى الإنسان, وبين أشلاء الضحايا من بنِي الإنسان, فلا غالب ولا مغلوب, بل إنَّ المغلوب الحقيقي دائما هو الإنسان, أرقى ما خلقَّه الله. الإنسان الذي خلقه الله, كما يقول غاندي, قدّيس السلام, "لكي يسعى على قَدَميه, يبني الحياة, ويعبد الله. وقد جئت إليكم اليوم على قَدَمَيْن ثابتَتَيْن, لكي نبني حياة جديدة, لكي نُقِيم السلام. وكلنا على هذه الأرض, أرض الله, كلنا, مسلمين ومسيحيين ويهود, نعبد الله, ولا نشرك به أحدا. وتعاليم الله ووصاياه, هي حب وصدق وطهارة وسلام.)
• لقد كان بيننا و بينكم جدار ضخم مرتفع حاولتم أن تبنوه على مدى ربع قرن من الزمان و لكنه تحطم في عام 1973 . • و لكي نتكلم بوضوح فإن أرضنا لا تقبل المساومة و ليست عرضة للجدل. • لا معنى لاي حديث عن السلام الدائم و انتم تحتلون أرضا عربية بالقوة المسلحة فليس هناك سلام يستقيم أو يبنى من إحتلال أرض الغير . • فيا كل رجل و إمرأة و طفل في إسرائيل شجعوا قيادتكم على نضال السلام ،و يأ أيتها الأم الثكلى، و يا أيتها الزوجة المترملة ، و يا أيها الإبن الذي فقد الأخ و الأب ، و يا كل ضحايا الحروب ، إملاءوا الصدور و القلوب بآمال السلام و اجعلوا الأنشودة حقيقة تعيش و تثمر. • إجعلوا الامل دستور عمل و نضال و إرادة الشعوب هي من إرادة الله.
اعتذر لكم لعدم قدرتى على سرد نص الخطاب نظرا لصغر مساحة المقال ،لكن اسمحوا لى ان ادعوكم لسماعه عبر ذلك الرابط https://www.youtube.com/watch?v=jB0a_9gmS-s
اللهم انصر مصر و اعز اهلها لمزيد من مقالات نيفين عماره