كان من ابرز وعود رئيس الوزراء الكندي الجديد جوستان ترودو لناخبيه اثناء معركته الانتخابية انه سيغير استراتيجية كندا في التعامل مع التحالف العالمي لمحاربة داعش، ليعود بكندا لدورها الاساسي كدولة تسعى للسلام العالمي عبر دعم المفاوضات والوسائل السلمية لا عن طريق المشاركة العملية وارسال القوات للمشاركة في ضرب داعش. وهو ما أكده في تصريحاته على هامش قمة العشرين في تركيا التي قال فيها ان كندا مستمرة في دورها مع حلفائها لمحاربة الارهاب، لكن هذا لا يمكن ان يغير قرار سحب القوات الكندية المشاركة في التحالف. واضاف ترودو ان كندا مستمرة في دعم التحالف عبر تقديم الخدمات و التدريبات للجيوش المحلية كي تستطيع محاربة داعش بشكل مباشر.. وهو التصريح الذي فتح جدلا واسعا في الاوساط السياسية الكنديةبين مؤيد ومعارض،حيث تلقت رونا أمبروز الرئيسة المؤقتة لحزب المحافظين الكندي تصريحات رئيس الوزراء بقلق وقالت : ان سحب القوات الكندية المشاركة في التحالف الدولي قد يعطي رسالة خاطئة في هذا التوقيت بعد الهجمات الارهابية على باريس. واضافت انه على كندا ان تقف بقوة مع حلفائها وان المساهمة الرمزية بطائرات مقاتلة مع التحالف أمر مهم ، ولقد قمنا بها من قبل بناء على طلب من الدول المشاركة في التحالف. وعلى مستوى آخر فإن العمليات الارهابية الاخيرة التي شهدتها باريس قد اثارت جدلا أكبر داخل كندا خاصة في ظل قرار الحكومة الكندية الجديدة توطين 25 الف لاجىء سوري في كندا قبل نهاية العام الحالي. والذي اعلنت وزيرة الصحة الكندية جين فيلبوت قرار التوطين انه قرارا اساسيا لا سبيل إلى التراجع عنه، مؤكدة في ذات الوقت ان عملية التوطين واستقبال اللاجئين تخضع لفرز صارم من قبل الحكومة الفيدرالية، وان الاعتبارات الامنية دائما ما تأتي على رأس الاولويات. واضافت الوزيرة أن احساس الصدمة والالم اصابنا جميعا بعد ما حدث في باريس ، وان امن الكنديين دائما نصب اعيننا لكن هذا ايضا لايمكن ان يؤثر على مشاعر الرحمة داخلنا ولا على دور الدولة الكندية في المساعدة تجاه هذه الازمة الانسانية. من جانبها دعت رونا امبروز, زعيمة حزب المحافظين المؤقتة الحكومة, إلى التمهل في تنفيذ قرارها باستقبال هذا العدد من اللاجئين قبل نهاية العام الحالي، من أجل الحفاظ على امن الكنديين الذي يجب ان يكون الاولوية الاولى لدى الحكومة في الوقت الراهن. في حين يرى خبير الأمن القومي ويسلي ارك أن الهجمات على باريس، ليست سببا يدفع الحكومة الكندية لتأخير اجراءاتها في استقبال اللاجئين السوريين، حيث يقول انه لا يعتقد ان تنظيم "داعش" يمكن ان يلجأ للتسلل عبر اللاجئين السوريين. فإذا كان يخطط لهجوم ما وينسق له من خارج كندا فإن اخر ما يمكن ان يفعله هو الاعتماد على عناصر من بين اللاجئين. أما إيرويل مينيز, أستاذ القانون بجامعة أوتاوا, فيقول انه لا يمكن مقارنة تدفق المهاجرين الفارين من سوريا إلى أوروبا والتي لا يمكن السيطرة عليها، مع خطة كندا لقبول اللاجئين والذين يأتون من مخيم تديره الأممالمتحدة. مشيرا إلى أن رقم 25 الف لاجيء يبدو ضخما لكن اذا ما وضعنا في الاعتبار ان عشرة الاف منهم بالفعل تم الانتهاء من اجراءات الفحص الامني لهم عن طريق مفوضي الاممالمتحدة لشئون اللاجئين فإن الامر يأخذ شكلا مختلف عند التعامل مع الرقم. هذا بالاضافة الى اللاجئين سوف يخضعون لفحص امني اضافي بمجرد وصولهم لكندا. وهو ما يجعل اجراءات قبول اللاجئين في كندا تبدو اكثر تنظيما وانضباطا من مثيلاتها في اوروبا، على الاقل في الوقت الحالي. وفي اجراء قد يذهب البعض لتفسيره على انه رسالة طمأنة للجاليات المسلمة في كندا سحبت الحكومة الفيدرالية امس الاثنين القضية التي رفعتها حكومة هاربر السابقة امام المحكمة الكندية العليا والخاصة بضرورة خلع النقاب اثناء اداء قسم الحصول على الجنسية.