أكد السفير خالد يوسف، قنصل مصر العام فى شنغهاي، أن هناك عدة مشروعات للتعاون بين مصر وشنغهاى فى مجالات مختلفة، فى مقدمتها المشروع المتكامل لتوليد الكهرباء فى «الحمراوين» بتكلفة 7 مليارات دولار، مشيرا إلى أن حجم التعاقدات المصرية مع شركات من شنغهاى بلغ 15 تعاقدا فى 2014، كما تم للمرة الأولى تخصيص منح فى جامعة شنغهاى لطلاب الدراسات العليا المصريين. وتحدث يوسف فى حوار ل «الأهرام» عن المشكلات التى يتعرض لها المصريون فى شنغهاى والمدن المحيطة بها، والخدمات التى تقدمها القنصلية لهم، وحذر من عقد صفقات أو تحويل أموال لشركات صينية مجهولة عبر الإنترنت. وفيما يلى نص الحوار: { العلاقات المصرية - الصينية تشهد نموا متزايدا، فما مظاهر هذه العلاقات المتميزة فيما يتعلق بمدينة شنغهاى ؟ {{ شنغهاى لها أهمية كبيرة كمركز مالى فى الصين، وعلاقاتها الاقتصادية متنامية مع مصر، حيث بلغ حجم التبادل التجارى بين الجانبين عام 2014 نحو 508.9 مليون دولار، بزيادة 8.6% عن العام السابق، وتمثلت معظم الواردات المصرية من شنغهاى العام الماضى فى الآلات والمعدات وقطع الغيار والمنتجات المعدنية والملابس والألياف، فى حين تركزت الصادرات المصرية فى الكيماويات غير العضوية والألياف والأسمدة والمعادن غير الحديدية، وقد بلغ إجمالى قيمة الصادرات المصرية لشنغهاى 57.91 مليون دولار فقط، وهو ما يعنى وجود عجز كبير فى الميزان التجارى بين الجانبين، وتسعى القنصلية نحو إدخال بعض السلع التى تتمتع فيها مصر بمزايا نسبية إلى السوق الصينية، ومنها المنتجات الزراعية. وقد قمت بعقد عدة لقاءات مع مفوضية شنغهاى للتجارة، وهى الجهة المعنية بالتجارة الخارجية هنا، لحثهم على إيفاد بعثة مشتريات إلى مصر فى أقرب فرصة، للنظر فى السلع التى يمكن لشنغهاى استيرادها من مصر، وفتح قنوات مباشرة بين المصدرين المصريين والمستوردين من شنغهاي. { وماذا عن استثمارات شركات شنغهاى الكبرى فى مصر؟ {{ حجم التعاقدات المصرية مع شركات من شنغهاى بلغ 15 تعاقدا العام الماضي، وقد بدأت عدة شركات عملاقة العمل فى مصر، مثل مجموعة «شنغهاى إليكتريك» التى وقعت مذكرة تفاهم مع وزارة الكهرباء فى مارس الماضى للمشاركة فى إقامة مشروع متكامل لتوليد الكهرباء من الفحم بمنطقة الحمراوين شمال مدينة القصير، يتضمن إقامة عدد من محطات توليد الكهرباء وميناء ومخازن للفحم وخطوط لربط إنتاج المحطات بشبكة الكهرباء المصرية، بتكلفة إجمالية 7 مليارات دولار، وهناك شركات أخرى تعمل فى مصر بمجالات الإنشاءات، وكذلك شركة شنغهاى لبناء السفن التى طورت مؤخرا ترسانة الإسكندرية. { ما المدن والمناطق التى تخدمها القنصلية المصرية العامة فى شنغهاي؟ {{ القطاع الجغرافى لعمل القنصلية يشمل 4 مناطق، هى مدينة شنغهاى ومقاطعات جيجيانج وجيانجسو وآنهوي، وتشكل معا مركز الثقل الاقتصادى والمالى والسكانى والثقافى الرئيسى للصين، وتمثل نحو نصف حجم علاقات مصر الاقتصادية مع الصين، حيث بلغ حجم التبادل التجارى بين مصر والمناطق التى تقع فى نطاق عمل القنصلية حوالى 47% من إجمالى حجم التبادل التجارى بين مصر والصين عام 2014، متضمنا 33% من إجمالى صادرات مصر إلى الصين، و48% من واردات مصر من الصين. كما أن الشركات الصينية فى هذه المناطق تمثل ثلثى حجم الاستثمارات الصينية فى مصر. { وكيف تتواصل القنصلية مع المصريين المقيمين فى نطاق عملها؟ {{ المصريون المسجلون رسميا لدينا يبلغ عددهم نحو 200 مصرى ومنذ وصولى إلى شنغهاى فى يناير الماضى حرصت على أن يكون للقنصلية العامة تواصل مباشر مع أبناء الجالية المصرية فى نطاق عملها، ولذلك أنشأنا حسابا رسميا للقنصلية على موقع التواصل الاجتماعى الأكثر استخداما فى الصين «ويتشات»، للتيسير على الجالية، لأن معظمها فى مدينة «إيوو» على بعد 200 كيلو من شنغهاي، ويتم نشر التعليمات القنصلية على هذا الحساب والأوراق المطلوبة من المواطن لإجراء أى تعاملات قنصلية، وكذلك يتم التواصل لتوجيه أى رسالة للجالية عبر هذا الحساب، مثل ما يتعلق بامتحانات أبنائنا فى الخارج، ودعوات الانتخابات. من ناحية أخرى للتواصل مع الصينيين أنشأنا للقنصلية حسابا على موقع «ويبو» الأكثر انتشارا، ووضعنا فيه الأوراق المطلوبة للتأشيرات وشرح أنواعها، كما نروج من خلاله لمصر ثقافيا وسياحيا. { وما نوعية المشكلات التى تواجههم هنا؟ {{ بالنسبة للمشكلات فأكثرها تداولا والتى نحذر المصريين دائما منها هو شراء البضائع وعقد صفقات تجارية وتحويل أموال عبر الإنترنت، كما ننصحهم بالبعد عن الإتجار فى السلع المقلدة والأعمال غير المشروعة حتى لا يقعوا تحت طائلة القانون، وقد تعددت حالات ضبط مواطنين مصريين فى الصين لقيامهم بالاتفاق مع موردين صينيين على شراء سلع مقلدة لشحنها إلى مصر، ومن بينها نظارات شمسية وأدوية وعقاقير طبية. { استقبلت القنصلية الناخبين فى المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية.. هل ترى أن الإقبال كان مناسبا؟.. ولماذا؟ {{ الإقبال كان أقل مما يجب، وهى مسألة نرجعها بشكل أساسى إلى ضعف الدعاية التى قام بها المرشحون بالمرحلة الأولى لأنفسهم وبرامجهم الانتخابية فى الخارج، الأمر الذى ألغى الحافز لدى الكثير من المواطنين للمشاركة فى التصويت، وذلك رغم الجهود التى قامت بها القنصلية لدعوة المواطنين للمشاركة، سواء من خلال وسائل الإعلام أو وسائل التواصل الاجتماعى أو الاتصال المباشر، ويجب تلافى هذه المسألة فى المرحلة الثانية. كما يمكن اعتبار المساحات الشاسعة للصين أحد أسباب عدم إقبال المواطنين على التصويت، حيث هناك صعوبة وتكلفة للانتقال بين المدن الصينية، يضاف إلى ذلك انتماء معظم المواطنين المصريين فى الصين إلى محافظات المرحلة الثانية، ومن ثم نأمل أن يكون مستوى الإقبال والمشاركة أعلى فى هذه المرحلة. { بذلتم جهودا كبيرة خلال الفترة الماضية للترويج الثقافى والسياحى لمصر فى شنغهاي.. فما أهم النتائج؟ {{ المناطق التى تغطيها القنصلية العامة فى شنغهاى هى الأعلى فى مستوى دخل الفرد بالصين، حيث يصل متوسط الدخل إلى 15 ألف دولار أمريكي، وهو ما يعنى أهمية التركيز على المنطقة ثقافيا وسياحيا، خصوصا مع اهتمام الصينيين بالثقافة والحضارة المصرية القديمة، وقد عقدت لقاءات واجتماعات متعددة مع المسئولين بحكومة شنغهاي، وقمت بزيارات لعدد من الجامعات، وتمت بلورة عدة مشروعات للتعاون، منها تخصيص منح فى جامعة شنغهاى العريقة لأول مرة لطلاب الدراسات العليا المصريين فى مجالات الطاقة المتجددة والغذاء والمياه والصحة وهندسة النقل. كما اتفقنا على تنظيم أسبوع ثقافى مصرى خلال العام المقبل بمشاركة فرقة فنون شعبية مصرية وفرقة للموسيقى العربية بمناسبة مرور 60 سنة على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين، ونجحنا أيضا فى تفعيل بنود اتفاقية التوأمة بين شنغهاى والإسكندرية، ونحث شنغهاى على إبرام مزيد من اتفاقيات التوأمة مع المدن المصرية، للاستفادة مما تملكه هذه المدينةالصينية الكبيرة من خبرات وتقدم فى مجالات عديدة، وهناك مشروع مذكرة تعاون بين القاهرةوشنغهاي، ويجرى حاليا التفاوض بشأنه، تمهيدا لتوقيعه من الجانبين قريبا. { تشهد الصين تزايدا سنويا فى أعداد السياح المسافرين منها إلى الخارج.. فكيف تستفيد مصر من ذلك؟ {{ الإحصائيات الصينية تشير إلى أنه سافر 100 مليون صينى إلى الخارج فى 2014، ومن المتوقع أن يصل العدد إلى 150 مليونا العام الحالي، وقد بدأت مصر فى استعادة أرقام عام 2010، والذى يعد عام الذروة السياحية، بل وتجاوزها فيما يتعلق بالصين، حيث زار مصر نحو 80 ألف سائح صيني، فى الفترة من يناير إلى أغسطس 2015، مقارنة ب60 ألفا فقط زاروا مصر خلال عام 2014 كاملا، لكن رغم ذلك فإن مصر لم تجتذب حتى الآن العدد الذى يتناسب مع ما تملكه من إمكانيات سياحية كبيرة، وعلينا جذب المزيد من السياح الصينيين بتنويع المنتج السياحى وتوفير المرشدين والأطعمة الصينية.