هناك حالة من الذعر الكامن فى مبنى ماسبيرو.. ذعر من كلمة تقولها مذيعة فيتم تصويرها على أنها قضية أمن قومى.. ذعر من كلمة نقد يتم تصويرها على أنها انفلات إعلامى.. ذعر يؤدى إلى ضياع مجهود كبير يقوم به جيش من الإعلاميين الدارسين والمحترفين الذين تلقوا دورات على أعلى مستوى سواء داخل مصر أو خارجها.. ناهيك عن غياب سياسة إعلامية متطورة يخنقها جهاز بيروقراطى تسيطر عليه مفاهيم وزير إعلام الدولة الشمولية صفوت الشريف الذى حكم هذا المبنى بالحديد والنار بهدف خلق تابعين وتابعين للتابعين وفى النهاية ضاعت جهود المؤسسين الرواد لهذا المبنى العريق . ينبغى ألا ننسى أن هذا المبنى يحتوى على تراث مصر الفكرى فى القرن العشرين.. موسيقى العظيم محمد عبدالوهاب وصوت مصر المعبر عنها فى فرحها وحزنها أم كلثوم والبرامج الإذاعية لأحد العقول الفذة التى صنعت قوة مصر فى النصف الأول من القرن العشرين. لكن كما حدث التدهور فى مؤسسات أخرى حدث أيضا فى ماسبيرو بعد اختراع تعبير الإعلامى والإعلامية على يد من عملوا فى القنوات الخاصة لدرجة أن تقوم القنوات الخاصة بالتحريض على مقدمى ومقدمات البرامج فى تليفزيون الدولة بهدف إنزال العقاب بهم والتحقير من شأن هذا الصرح الكبير بهدف هدمه أو السيطرة عليه من بعض رجال الأعمال والسبب يكمن فى الأيادى المرتعشة التى تخضع للضغوط والتى لا تعرف الصالح العام، والتى لا تريد بلورة مشروع واحد للتطوير يلبى طلبات الشعب المصرى ومقتضيات المهنية والدفاع عن حرية التعبير فى مجتمع يسعى الى الديمقراطية . لن ينصلح الحال الإ بتشريع يضمن عمل الإذاعة والتليفزيون كهيئة عامة يمكن لها أن تتلقى دعما من الموازنة العامة وأن يتم فرض ضريبة مبيعات على أجهزة التليفزيون لصالح ماسبيرو كما تفعل البى بى سى وإعادة هيكلة العمالة وإعادة توظيف المبنى ونقل ما لا يلزم إلى مدينة الإنتاج الإعلامى وتشكيل المجلس الوطنى للإعلام الذى يجب أن تديره شخصيات عامة مستقلة نزيهة لا مصلحة لها فى قنوات القطاع الخاص الحالية . لمزيد من مقالات جمال زايدة