جاءت كل التحركات الدولية من الأممالمتحدةوالولاياتالمتحدةالأمريكية ومعظم العواصم الأوروبية فقط من أجل أمن إسرائيل، الذى تزلزل أمام حراك الشباب الفلسطينى الأعزل، فلم ير العالم الدم الفلسطينى المتدفق بامتداد الجغرافيا الفلسطينية، ولم تر الدول الكبرى الإعدامات الميدانية ولا مقتل الأطفال ولا هدم المنازل، فجاء التدخل يستهدف الضغط من اجل تهدئة الشارع الفلسطينى الملتهب منذ اول أكتوبر الماضى لكى لا تتصاعد الهبة الجماهيرية وتتحول الى انتفاضة شعبية. وذهب نيتانياهو الى ألمانيا فى جولة أوروبية ليست لتهدئة الوضع بقدر ما هى محاولة لتصوير إسرائيل على انها ضحية موجة إرهابية تستهدف وجودها وكيانها وهى بحاجة الى دعم وتغطية سياسية دولية لتبرير جرائمها، فقال بان كى مون «من حق إسرائيل ان تدافع عن نفسها ضد موجة الإرهاب»، ومارست الولاياتالمتحدة ضغوطا ضخمة على السلطة الفلسطينية لوقف الهبة الشعبية المتصاعدة وهددت ومازالت تهدد بوقف المعونات، وفى لقاء الرئيس الامريكى أوباما نيتانياهو فى واشنطن تعهد اوباما من جديد بمسئوليته عن أمن إسرائيل، ومارست كل الاطراف الدولية بل واطراف عربية ضغوطا على السلطة الفلسطينية لإبقاء الوضع على ماهو عليه، فيما تدرك السلطة انها ليست المسير والمسيطر على الأرض وليست معنية بالعملية التصاعدية للهبة الشعبية وإبقائها فى إطارها الحالى ضمن الفعل ورد الفعل، نتيجة لحالة الانقسام والتشرذم التى ألمت بالنظام السياسى الفلسطينى وأضعفت أداء مختلف مكوناته، وكان الجديد هو حديث أمريكى لأول مرة عن حل الدولة الواحدة، حيث القى مستشار الرئيس اوباما لشئون الشرق الاوسط روف مالى القنبلة حين قال: نتج واقع جديد فرصة استئناف المفاوضات باتت ضعيفة جدا وواهية وعلى إسرائيل ان تفكر فى حل الدولة الواحدة ثنائية القومية لشعبين. وتنكر إدارة اوباما لحل الدولتين هو بالضرورة مرحلة جديدة لإدارة الصراع وليس لحل الصراع كما وصفه الشارع الفلسطينى اعتبرها محللون ومراقبون مرحلة جديدة تمهد لها الولاياتالمتحدة بالشراكة مع إسرائيل لإبقاء الوضع على ما هو عليه، حيث ترفض إسرائيل هذا الطرح القديم بدولة ثنائية القومية ووصفها بعض قادة إسرائيل بأنها فكره مجنونة لإنهاء إسرائيل، وكان الرئيس السابق لإسرائيل شيمون بيريز ابرز المعارضين للفكرة وتحدث بأن انهاء حل الدولتين سيقود الى كارثة على الشعب اليهودى تحت مسمى دولة واحدة ثنائية القومية، وحسب صحيفة هآرتس هناك مجموعة فى مركز صناعة القرار الأمريكى آخذة فى الاتساع تضم كبار المسئولين فى الادارة الامريكية يعتقدون بضرورة بلورة الولاياتالمتحدة سياسة للتعامل مع وضع موت فكرة حل الدولتين، والتفكير فى صياغة شكل العلاقات المستقبلية مع اسرائيل من ناحية المصالح والقيم المشتركة. ويعتقد افراد هذه المجموعة بضرورة قيام الولاياتالمتحدة بلجم ووقف الاتجاه الحالى للتصعيد والعنف ويتوجب على الرئيس اوباما ان يتحدث حاليا عن واقع الدولة الواحدة ليس من باب التهديد النظرى بل كواقع آخذ بالتبلور فى الميدان على مرأى ومسمع من العالم أجمع، ولما بات حل الدولتين يلفظ انفاسه الأخيرة، وترفض إسرائيل حل الدولة الواحدة ولا تريد اكثر من المحافظة على الوضع الحالى وهو وجود سلطة حكم ذاتى تدير شئون الفلسطينيين فى الضفة الغربية، وإبرام اتفاقات جانبية مع سلطة حماس فى غزة، المح نيتانياهو فى كلمته امام الكنيست فى ذكرى اغتيال اسحاق رابين الى نية حكومته اتخاذ العديد من الخطوات لمنع الاحتكاك مع الفلسطينيين حتى فى ظل غياب شريك فلسطينى للمفاوضات «حسب زعمه»، وهذا ما ذهب به نيتانياهو الى واشنطن وطرحه على الرئيس اوباما، بزيادة تواجد السلطة الفلسطينية فى مناطق C الخاضعة للسيطرة الاسرائيلية الكاملة ومنح امتيازات اقتصادية لفلسطينيى الضفة، والعمل على تسوية طويلة الأمد مع حركة حماس. مؤكد ان ما ذهب به نيتانياهو الى واشنطن لا يزيد عن قرص للصداع يقدمه الى مريض السرطان فلا يستطيع به ان يسكن حراكا للشعب الفلسطينى المتعطش للحرية، ولا يفك اسر الآلاف فى سجون الإحتلال، ولايهدىء أهالى الشهداء الذين حملوا عشرات الجثث من الشباب والأطفال الى مثواهم الأخير، كما لا يمنحه آمنا لدولته ومواطنيه ولا يفرز على الأرض سلاما، ولم يقدم اية افكار للقدس والمسجد الأقصى، ولكن اللقاء جاء حميميا على غير المتوقع حتى من الإسرائيليين انفسهم، حيث كان اللقاء بالمكتب البيضاوى فى البيت الأبيض وجدد رئيس الحكومة الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو تأكيد أنه لن يتخلى عن حل الصراع الفلسطينى الإسرائيلى وفق مبدأ حل الدولتين، ونقلت القناة العبرية العاشرة عن أوباما أدانته للعمليات الفلسطينية ضد الإسرائيليين، مرسلاً تعازيه لأهالى القتلى، وقال: إن لإسرائيل الحق فى الدفاع عن نفسها، وأمنها ضمن أولوياتنا والولاياتالمتحدة مسئولة عن أمن إسرائيل، وعقب نتنياهو: صداقتنا مع الولاياتالمتحدة مهمة وأريد أن أشكر أوباما للمساعدة فى حماية أمن إسرائيل، وفى يوم الإثنين الذى التقى فيه رئيس الوزراء الإسرائيلى بالرئيس الأمريكى واصل اليهود المتشددون اقتحاماتهم للمسجد الأقصى ودلف العشرات من باب المغاربه الى باحات المسجد فى حراسة قوات الجيش وأدوا صلاة تلمودية فى استعراض لإستفزاز المرابطين الفلسطينيين. وكأن موعد لقاء نيتانياهو واوباما كان ساعة الصفر لعشرات المستوطنين الذين باتوا يسعون الى المس الجسدى بالفلسطينيين وعدم الاكتفاء بالمساس بأملاكهم، فانتشر افراد فرقة يهودا والسامرة التى تمارس الإرهاب والعنف فى كافة المدن الفلسطينية بالضفة الغربية، فى عمليات إعتداء ارهابية تصنفها قوات الاحتلال تحت مسمى «جرائم على خلفية قومية»، شملت تدمير ممتلكات فلسطينية وحرق اشجار الزيتون والمزارع ومواجهات عنيفة دموية ضد السكان الفلسطينيين اسفرت عن عشرات الإصابات.