تصميم غرفة الطفل له أبلغ الأثر على حالته الصحية والنفسية من خلال اختيار الأثاث وتوزيع تداخل الغرفة وإختيار الإضاءة والألوان فيحدد كل ذلك مدى نشاط الطفل وحيويته فيها. وتقول الدكتورة نبيلة الوردانى أستاذ إدارة المنزل والمؤسسات بكلية التربية النوعية جامعة بور سعيد أن هناك علاقة متبادلة بين التصميم ونفسية الطفل من ناحية والنمو الجسمانى وعدم حدوث تشوهات جسمانية نتيجة التصميمات الخاطئة من ناحية أخرى لذلك لابد أن يتعاون المتخصص النفسى والمصمم المعمارى لغرفة الطفل ليصلوا الى تصميم متكامل تتوافر فيه الراحة النفسية والمتعة الكاملة للطفل .فالتركيز على الشكل فقط لم يعد صالحا فى الوقت الحاضر لأن حجرة الطفل بمحتوياتها تساعد على إشباع حاجته للإنتماء، وكل ذلك يتحقق إذا كانت نسب المكان ومحتوياته وأبعاده مناسبة لحجم الطفل . وغرفة الطفل وتصميمها هى أكثر أماكن المنزل التى يجب أن تكون محل إهتمام الأسرة، وقد يشكل ذلك عقبة لأن خبرة الآباء والأمهات محدودة فى مجال اختيارالألوان والأثاث الذى يفضل أن يكون مفرحا نهارا وباعثا على الهدوء ليلا، ويساعد الأطفال على تنمية قدراتهم الخلاقة.. لذايجب أن نتنبه عند تصميم حجرة الطفل إلى أن نجعل رغباته فى المقدمة ولا نجبره على رغباتنا. وتضيف الدكتورة نبيلة الوردانى أن هناك بعض القواعد لابد من مراعاتها عند تصميم غرفة الطفل منها : اختيار أفكار مبتكرة تجمع بين الجمال الشكلى وتحقيق الأمان النفسى والبدنى، فيجب أن توضع قطع الأثاث فى الأماكن الملائمة وأن تكون متناسبة مع حجم الطفل. أن تتضمن شروط السلامة أن تكون الجوانب منحنية غير حادة وقطع الأثاث مرتكزة على الأرض وغير قابلة للانقلاب وسهلة الحركة والنقل وخفيفة الوزن مع توافر المتانة وقوة التحمل والابتعاد عن خامات الأثاث الضارة بالصحة مثل حشو الكرتون والبلاستيك المطلى. أن تكون قطع الأثاث سهلة الطى والتنظيف ويفضل اختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض. يراعى عدم تكدس الأثاث فى مكان واحد وعدم احتوائه على اكسسوارات كثيرة حتى تتحقق الراحة النفسية للطفل مع مراعاة عدم حدوث ضوضاء أثناء استخدام الأثاث المتحرك بوضع قطع من الكاوتشوك أسفل قطع الأثاث. اختيار الألوان الباعثة للسرور والبهجة لما لها أهمية كبيرة على صحة الطفل، فالألوان المتجانسة تبعد الطفل عن القلق... كما أن الألوان لها تأثير فسيولوجى فمثلا اللون الأخضر مسكن ومهدئ للغضب واللون الأزرق له تأثير مسكن بوجه عام واللون البرتقالى يعطى إحساسا بالراحة والمرح واللون الأصفر منشط لخلايا التفكير واللون الأحمر من الألوان الدافئة التى يتعرف عليها الطفل بسهولة خاصة فى السنوات الأولى من عمره.. ويفضل اختيار الألوان المصاحبة للمرح كالبرتقالى مع الأخضر الفوسفورى أو البرتقالى . والإضاءة لا تقل أهمية عن الألوان فهى تسهم فى تهيئة الجو الصحى للطفل، فالإضاءة الساطعة تسبب الحيرة وتلهى الطفل عن اللعب وتسبب له الضيق النفسى. كما أن ضعف الإضاءة يؤدى الى الضيق وعدم الارتياح، لذلك لابد أن يكون الضوء كافيا وملائما للمكان، وأن يبرز جمال تصميم الغرفة ومساحة الفراغ داخلها والتى عادة ما تكون مخصصة للعب مما يجعل الغرفة بيئة جاذبة للطفل. استخدام الأقمشة القطنية للستائر والتنجيد واستخدام القطن فى تنجيد المراتب وتجنب استخدام الألياف الصناعية والنايلون والابتعاد عن استخدام الموكيت مع الحرص على استخدام الاخشاب الطبيعية. كل ذلك يؤدى الى استقرار ملكات الطفل وامكانيات الخيال والإبداع منذ السنوات الأولى من عمره.