«الناعسة» سيدة بسيطة دفعتها ظروف المعيشة الصعبة الى الزواج برجل سبق له الزواج أكثر من مرة، وقد استجابت لرغبة أبيها بهذه الزيجة وانجبت منه ولدا وبنتا، ووجدت نفسها فى صراع مع زوجاته الأخريات، ولم يمر وقت طويل حتى رحل الرجل عن الحياة تاركا وراءه أولادا كثيرين، وراحت الناعسة تحتضن ابنيها وتصارع الحياة لتوفير لقمة العيش للأسرة إذ لم يترك الزوج شيئا يسدون به احتياجاتهم، وكان عمرا الولد والبنت 7 و5 سنوات، فلجأت الى الفلاحة والعمل باليومية فى الأراضى الزراعية تارة، وفى خدمة البيوت تارة أخري، ومرت السنوات، وهى تكافح من أجلهما حتى كبرا، وتقدم للبنت شباب للزواج منها، ولكن ما باليد حيلة، ولم تجد السيدة البسيطة سوى أن تواصل العمل ليلا ونهارا حتى انهكها التعب، وتوالت آلامها وصرخاتها بعد اصابتها بسرطان الثدي، وقد أجريت لها جراحة وتم استئصال الورم لكنه امتد الى قدمها اليسري، وتم بترها الى جانب استئصال حوض المياه، وتستلزم حالتها شراء بامبرز بشكل دائم، ولا بديل عن اجراء جراحة لتركيب حوض جديد، ولكن من يسمع صرخات الناعسة؟ صفاء عبد العزيز