أبوالنصر: ربط أسيوط بالقاهرة جويًا خطوة استراتيجية لدعم محبي التراث الروحي    ارتفاعات وشيكة في أسعار الذهب.. اشتري قبل فوات الأوان    بعثة زيسكو تصل القاهرة لمواجهة الزمالك في الكونفدرالية    حسام حبيب لتامر حسني: ربنا يطمن كل اللي بيحبوك عليك    اسعار كرتونه البيض للمستهلك اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    إزالة تعديات وإسترداد أراضي أملاك دولة بمساحة 5 قيراط و12 سهما فى الأقصر    رئيس جهاز الثروة السمكية: صحة المصريين تبدأ من الطبيب البيطرى.. حارس الأمن الغذائي للبلاد    318 مليون شخص يواجهون مستويات كارثية، برنامج الأغذية يحذر من أزمة جوع عالمية    روسيا: أوكرانيا تستخدم صواريخ أتاكمز الأمريكية طويلة المدى مجددا    شقيق إبستين: كان لدى جيفري معلومات قذرة عن ترامب    "السيسي وبوتين".. صداقة متينة وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين مصر وروسيا    أول رد فعل من مصطفى محمد على تصريحات حسام حسن    تفاصيل فعالية تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى بمحطة الضبعة بمشاركة السيسي وبوتين    موعد مباراة المغرب والبرازيل في ربع نهائي كأس العالم للناشئين    الأهلي يحصل على موافقة أمنية لحضور 30 ألف مشجع في مواجهة شبيبة القبائل    حقيقة عودة كهربا إلى الأهلي في يناير    ضبط تشكيل عصابي لسرقة الدراجات النارية بكفر الشيخ عقب تداول فيديو    الأرصاد تكشف موعد ذروة ارتفاعات درجات الحرارة وتحذر القاهرة تتجاوز 30 درجة    ضمن مشروع تطوير شامل، أنظمة إطفاء صديقة للبيئة في مطار القاهرة    محمد صبحي يغادر المستشفى بعد تماثله للشفاء    هيئة الدواء: لدينا مخزون خام يكفي لإنتاج 400 ألف عبوة من الديجوكسين    وصفات طبيعية لعلاج آلام البطن للأطفال، حلول آمنة وفعّالة من البيت    ارتفاع عدد مصابي انقلاب سيارة ميكروباص فى قنا إلى 18 شخصا بينهم أطفال    جامعة قناة السويس تحتفي بأبطالها المتوجين ببطولة كأس التميز للجمهورية    الإسماعيلي يكشف حقيقة طلبه فتح القيد الاستثنائي من فيفا    قصور ومكتبات الأقصر تحتفل بافتتاح المتحف المصرى الكبير.. صور    رئيس الأركان يعود إلى أرض الوطن عقب مشاركته بمعرض دبى الدولى للطيران 2025    أسطورة ليفربول يكشف مفاجأة عن عقد محمد صلاح مع الريدز    المصرية للاتصالات تعلن اكتمال مشروع الكابل البحري 2Africa    نورا ناجي عن تحويل روايتها بنات الباشا إلى فيلم: من أجمل أيام حياتي    بث مباشر.. بدء مراسم وضع هيكل الاحتواء لمفاعل الضبعة النووية    وزير الري يلتقي عددا من المسؤولين الفرنسيين وممثلي الشركات على هامش مؤتمر "طموح إفريقيا"    ما هو فيروس ماربورج وكيف يمكن الوقاية منه؟    السياحة العالمية تستعد لانتعاشة تاريخية: 2.1 تريليون دولار إيرادات متوقعة في 2025    هشام يكن: أطالب حسام حسن بضم عبد الله السعيد.. وغير مقتنع بمحمد هاني ظهير أيمن    مقتل 6 عناصر شديدى الخطورة وضبط مخدرات ب105 ملايين جنيه فى ضربة أمنية    نجاح كبير لمعرض رمسيس وذهب الفراعنة فى طوكيو وتزايد مطالب المد    تعرف على أهم أحكام الصلاة على الكرسي في المسجد    مصرع 3 شباب في تصادم مروع بالشرقية    الصحة تغلق 11 مركزًا غير مرخص لعلاج الإدمان بحدائق الأهرام    حزب الجبهة: متابعة الرئيس للانتخابات تعكس حرص الدولة على الشفافية    إقبال واسع على قافلة جامعة قنا الطبية بالوحدة الصحية بسفاجا    بريطانيا تطلق استراتيجية جديدة لصحة الرجال ومواجهة الانتحار والإدمان    صيانة عاجلة لقضبان السكة الحديد بشبرا الخيمة بعد تداول فيديوهات تُظهر تلفًا    حريق هائل يلتهم أكثر من 170 مبنى جنوب غرب اليابان وإجلاء 180 شخصا    مهرجان مراكش السينمائى يكشف عن أعضاء لجنة تحكيم الدورة ال 22    إطلاق أول برنامج دولي معتمد لتأهيل مسؤولي التسويق العقاري في مصر    جيمس يشارك لأول مرة هذا الموسم ويقود ليكرز للفوز أمام جاز    ندوات تدريبية لتصحيح المفاهيم وحل المشكلات السلوكية للطلاب بمدارس سيناء    «اليعسوب» يعرض لأول مرة في الشرق الأوسط ضمن مهرجان القاهرة السينمائي.. اليوم    أبناء القبائل: دعم كامل لقواتنا المسلحة    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    شهر جمادي الثاني وسر تسميته بهذا الاسم.. تعرف عليه    دينا محمد صبري: كنت أريد لعب كرة القدم منذ صغري.. وكان حلم والدي أن أكون مهندسة    حبس المتهمين في واقعة إصابة طبيب بطلق ناري في قنا    آسر نجل الراحل محمد صبري: أعشق الزمالك.. وأتمنى أن أرى شقيقتي رولا أفضل مذيعة    داعية: حديث "اغتنم خمسًا قبل خمس" رسالة ربانية لإدارة العمر والوقت(فيديو)    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 18نوفمبر 2025 فى المنيا....اعرف صلاتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حكاوب الروح
تقدمها : دعاء النجار
نشر في الجمهورية يوم 05 - 12 - 2014


ر
وصلت ذات يوم إلي مكتبي في الجريدة. لأجد رجلا في العقد الرابع من عمره ينتظرني ويحمل في يديه "كيس" بلاستيك به أوراق كثيرة بدت كتقارير طبية ومستندات رسمية وصور لبطاقات الرقم القومي وبدا علي وجهه علامات الإرهاق والتعب وكأنه جاء من مسافة بعيدة سيرا علي الأقدام وبمجرد أن نظرت إليه وجدت عينيه منتفختين من أثر البكاء قلت له خيرا قال لي جئت إليك بعد أن أظلمت الدنيا في عيني وأغلقت جميع الأبواب في وجهي وربما تكون صفحتك الأمل الأخير قبل أن أقدم علي الانتحار بعد أن حاصرني المرض والفقر ووقفا أمامي بالمرصاد.
فأخذ يروي لي قائلا: أنا في مصيبة كبيرة وأرجو أن تتقبلي حكايتي بصدر رحب لأن ما سأرويه لك قد لا يصدقه عقل فأنا محمد علي مصطفي علي 43 عاما. أعيش بشقة إيجار جديد بعقد لمدة سنتين في 52 شارع رشدي عزبة رستم بجوار قسم ثان شبرا الخيمة القليوبية ولدي ستة أبناء. 4 أولاد وبنتان الأكبر هشام 18 عاما ولد بعيب خلقي في جهازه التناسلي والثانية "دنيا" 15 عاما. و"علي" 8 سنوات مريض بضيق في حوض الكلي اليسري والثلاثة الصغار بمراحل التعليم المختلفة كنت أعيش وأسرتي حياة هادئة ومستقرة وكنت أعمل سائقا في إحدي شركات المقاولات قبل أن يتخلوا عني بعد أن قصم المرض ظهري فشاء القدر أن أصاب بسرطان الغدد الليمفاوية وأخذت الأورام تنتشر في جسمي انتشارا سريعا وأخوض يوميا صراعا غير متكافيء مع الآلام التي لا تنتهي ومن كثرتها وقسوتها لا أعرف من أي أجزاء جسدي تأتي فكل جسدي يا سيدتي يتألم ولأن هذا المرض اللعين لا يرحم حتي رغم خضوعي للعلاج الكيماوي تدهورت حالتي الصحية وغصب عني أصبحت لا أقوي علي العمل والانتظام فيه.
ومرت الأيام وفي كل يوم تسوء حالتي عن اليوم الذي قبله إلي أن فوجئت بأصحاب العمل يتخلون عني وبهذا فقدت مصدر رزقي الوحيد وفي هذه الأثناء ولأن المصائب لا تأتي فرادي بدأ ابني الأكبر يعاني هو الآخر من المرض حيث ولد بعيب خلقي بجهازه التناسلي تسبب في وجود غرغرينا ويحتاج إلي جراحة لاستئصال الخصية اليسري وبهذا تكون قدرته علي الإنجاب ضعيفة جدا إن لم تكن معدومة فهل لك أن تتخيلي شعور أب يخبره الأطباء بأن ابنه الأكبر الذي كان يفترض أن يكون لي السند والعون في هذه المحنة في حالة يرثي لها.
فصبرت ورميت حمولي علي الله ولم أفقد الأمل يوما في الشفاء من عند الله لكن يبدو وكما قلت لك قبل ذلك إن الفقر والمرض يقفان لي بالمرصاد فلم ينته الأمر عند فقداني لعملي ولصحتي وصحة ابني الأكبر ولكن تدهورت حالة ابني علي وأخذ المرض يزداد شراسة وآلام الكلي لا تتركه ليل نهار وأجمع الأطباء علي ضرورة التدخل الجراحي لإصلاح ما ولد به من ضيق في الحالب الأيسر قولي لي كيف يتسني لي أن أنقذ ابني في ظل حالتهما التي كما يقول المثل "تصعب علي الكافر" وأن ما باليد حيلة ولا أملك أبيض أو أسود في هذه الحياة.
تعاطف معي المسئولون ورأفوا بحالي ووافقوا علي أن أصرف معاش والدي -يرحمه الله- بشكل استثنائي لمدة عامين علي الرغم من أن قيمته لا تتجاوز ال600 جنيه ناهيك عن إيجار الشقة 350 جنيها وما تبقي لا يكفي لشراء حتي العيش الحاف لا أخفيك سرا أن تورم عيني من بكائي الذي لا يتوقف ليس رفضا لما أنا فيه ولكن لشدة خوفي علي مستقبل أولادي بعد أن تمكن مني المرض.
وأصبحت انتظر الموت بين لحظة وأخري ولأن العين بصيرة واليد قصيرة فقررت أن أتحمل الألم الذي أخذ ينهش في جسدي لكن ما لا استطيع تحمله يا سيدي أن أجد ضنايا يتألم ويبكي وتدهور حالته ويؤكد الأطباء أن أصبح بين الحياة والموت وأقف أمامه عاجزا لا استطيع أن أخفف عنه. زاد الطين بلة عندما خرجت ابنتي "دنيا" 15 عاما من المدرسة لتعمل خادمة بالمنازل حتي تساعدني.
ولم تتوقف مأساتي عند هذا الحد بل ستفاجئين عندما أقول لك إن القدر مازال يخفي لي المزيد من الابتلاءات فمنذ عدة سنوات توجهت إلي المستشفي لأخضع لجلسة العلاج الكيماوي ولأنني أخرج منها كالجثة الهامدة لا أقوي علي السير فوقف لي سائق تاكسي أمام باب المستشفي ظننت أنه ابن حلال رأف بحالي وقرر أن يساعدني ويوصلني إلي منزلي وأخذنا الحديث خلال الطريق عن حالتي الصحية وعرف معاناتي مع المرض فعرض علي حلا قال لي إنه الحل السحري لمعاناتي حتي استطيع من خلاله إنقاذ حياة أبنائي المرضي.
فقلت له انقذني بالله عليك ولم أكن أعرف يا سيدتي أنني سألقي بنفسي في يد من غابت ضمائرهم من الأطباء حيث فوجئت أن هذا السائق يعمل سمسارًا لدي بعض الأطباء من عدماء الضمير الذين يتاجرون في الأعضاء البشرية وعرض علي بالتبرع بكليتي مقابل 25 ألف جنيه لأحد مرضي الفشل الكلوي الأثرياء وأخذ السائق ينصحني بقبول هذا العرض لإنقاذ أسرتي المهددة بالطرد لعدم وفائي بإيجار الشقة ولإنقاذ أبنائي الذين يحتاجون جراحتين عاجلتين.
فانهمر الأب المعذب في البكاء الذي لم ينقطع طوال حديثه معي وتابع: صدقيني لو كان الفقر فعلا رجلا لقتلته. لن أطيل عليك فقبلت هذا العرض ولم يكن أمامي خيار آخر وبالفعل توجهت معه يا سيدتي إلي مستشفي تخصصي شهير بمصر الجديدة وأجريت لي بعض التحاليل ورغم علم الأطباء أنني مصاب بالسرطان المنتشر في أجزاء متفرقة من جسدي قرروا إجراء الجراحة في أسرع وقت لنقل كليتي المسرطنة لمريض آخر بعد أن أكدوا لي أن الكلي لا تنقل هذا المرض وقبل أن أدخل غرفة العمليات وجدت طبيبة تسلمني 8 آلاف جنيه وقالت لي إن باقي المبلغ بعد الانتهاء من العملية وانتهت العملية بنجاح وعند اقتراب خروجي من المستشفي طلبت من الطبيبة أن تسلمني باقي المبلغ كما كان الاتفاق وكنت انتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر لكي أسرع بإنقاذ أولادي فكانت الصدمة حيث قالت لي اشكر الله علي ما حصلت عليه لأن كليتك مسرطنة فهل علمت في هذه اللحظة فقط أن كليتي مسرطنة؟
وبعد هذه التجربة المريرة أصبحت فريسة وضحية ليس للفقر أو المرض فقط بل وللأطباء عدماء الضمير أيضا وللأسف أنا في حاجة ماسة لأن ينظر لحالي المسئولون بعين الرحمة فهل سأجد علي يد الدكتور عادل العدوي وزير الصحة النجاة من سيطرة المرض علي أسرة فقيرة لا حول لها ولا قوة وهل سينقذنا الدكتور جلال السعيد محافظ القاهرة قبل فوات الأوان ويمنحنا شقة تابعة للمحافظة قبل أن يكون مصيري وأسرتي الشارع وهل تستحق أسرتي أن يمد لها أصحاب الأيادي البيضاء من أهل الخير يد العون لتوفير نفقات العلاج التي لا تنتهي؟ وهل سيرأف بحالي المسئولون ويتركوا لي معاش والدي رحمه الله.. أرجو أن تجاوبيني علي هذه الأسئلة قبل أن تكون النهاية إما أن أبيع أولادي كما فعل الكثيرون من قبلي أو أقدم علي الانتحار لاستريح من هذا الهم الثقيل؟
** أخي العزيز لا أعلم من أين أبدأ وما يجب أن أقوله لك في ظل ما رويته من مأساة فأعانك الله علي ما أنت فيه من هم ثقيل تنوء عن حمله الجبال من ألوان البؤس والشقاء وقسوة الفقر والمرض وأشكرك علي ثقتك في صفحتنا واسأل الله أن يجعلنا سببا في التخفيف عنك بأن يصل صوتك للمسئولين وتجد استجابة سريعة لشكواك التي لم يصادفني مثيل لها خاصة أنني أشعر بك وبآلامك.
وأراك كأب تموت في اليوم الواحد آلاف المرات حزنا وحسرة علي أولادك سواء المرضي منهم وحالته خطيرة أم لابنتك الجميلة ابنة الخامسة عشرة عاما التي تركت المدرسة وطفولتها البريئة لتعمل خادمة بالمنازل لتأتي لك بما يسد رمق أسرتك.
وأعانك الله علي شعورك بالعجز أمام حالة ابنيك المتدهورة ولا تستطيع التخفيف عنهما فنسأل الله تعالي أن يفرج همك وأن يعافيك وعلي أي حال يجب أن ترضي بإرادة الله فالرسول الكريم صلي الله عليه وسلم قال: "إن عظم الجزاء من عظم البلاء وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم. فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط".
واعلم يا أخي الكريم أن البلاء يصيب المؤمن علي قدر إيمانه فإن كان في إيمانه صلابة زيد في بلائه وإن كان في إيمانه رقة خفف في بلائه حتي ما يتجلي عنه البلاء ويمشي علي الأرض ليس عليه خطيئة فكيف تعلم ذلك وتفكر في الانتحار فعليك بالصبر فرحمة الله وسعت كل شيء.
وأقول للمسئولين إلي متي سينتظر هذا الرجل الفقير المبتلي لكي ترأفوا بحاله وحال ابنائه فالمرض لا دخل له فيه فهي مشيئة الله وقدره لكن ما يعيشه من فقر وعوز وفقدانه لأبسط حقوقه كإنسان قادر علي إنقاذ حياة ابناءه فذنبه في رقبتكم فكيف سينتظر بعد أن حاصره الفقر والمرض وفقد كل شيء وهل ستطالبونه أن يتحمل أكثر من ذلك فرغم كل ما ألم به قبل أن يبيع كليته ليعالج ابناءه فكان ضحية الجشع لأطباء ماتت ضمائرهم فهل تتركونه حتي يبيع أولاده كما فعل الكثيرون قبله؟
الخيانة أنا
تلقينا رسالة عبر البريد الالكتروني للصفحة من "ت.ف" من القاهرة يقول فيها: أنا شاب عمري 30 عاما وارتبطت بفتاة 22 عاما بها كل المواصفات التي يتمناها أي شاب متدينة ومن أسرة محترمة ولم يكن لها أي تجارب عاطفية سابقة فمنحتني كل الحب والإخلاص وكان الجميع يحسدني عليها لكن المشكلة تتعلق بي وبعلاقاتي القديمة المتعددة التي لم تنته رغم أنني أحب خطيبتي ولا أريد سواها وذات يوم وأثناء زيارتي لها ذهبت إلي الصلاة وتركت التابلت وما هي سوي 10 دقائق وعدت لأجدها اطلعت علي رسائلي مع الأخريات علي الفيسبوك والفايبر الأمر الذي أكد خيانتي لها ومنذ ذلك الحين وخطيبتي تصر علي الانفصال وعندما تدخل الأهل من الطرفين لإصلاح ما يمكن إصلاحه قالت لا يمكن أن ارتبط بشخص فقدت ثقتي فيه فقولي لي يا سيدتي ماذا أفعل خاصة أنني أحب خطيبتي ولا أريد سواها ولا استطيع البعد عنها؟
** صديقنا العزيز عجبا لأمرك فقد أنعم الله عليك بفتاة بها جميع الصفات التي يتمناها أي شاب كما قلت في رسالتك وأعطتك كل ما تملك من مشاعر وحب خاصة أنها لم تر غيرك وكنت الأول في حياتها ورغم ذلك قابلت الإخلاص بالخيانة والآن تكتب لنا قائلا إنني أحبها ولا أقوي علي البعد عنها فيا عزيزي الحب الحقيقي ينسي الماضي كما الزمن ومن يحب يخلص ويكتفي بحيببه عن سواه.
وعلي أي حال لكل منا تجاربه في الحب منها ما فشل ومنها ما كان الفراق سيد الموقف ومنها لم ينس لكن عندما تركت باب خطيبتك للارتباط بها فكان يجب عليك أن تطوي صفحة الماضي وتبادلها الإخلاص فالزواج يا عزيزي شركة بين طرفين وليس من حق طرف أن يظلم الآخر فسامحني إن قلت لك أنك كنت أنانيًا في حبك تريد أن تأخذ كل شيء دون أن تعطي فعليك بالرجوع إلي صوابك وأن تعترف بخطئك في حقها وأري أنها ستسامحك لأنها تحبك ولن تستطيع الزواج بغيرك فكن مخلصا حتي لا تضيع من بين يديك من تحب.
آراء القراء
تلقينا علي مدار الأسبوع الماضي العديد من الرسائل من قراء الصفحة سواء عبر الإيميل الالكتروني أو بالبريد أو الفاكس للرد علي صاحبة القصة التي نشرت الأسبوع الماضي بعنوان "الثمن الغالي" والتي روت صاحبتها مأساتها مع الشاب الثري الذي كانت تعمل بمصنع والده بعد وفاة والدها تاركا في عنقها مسئولية والدتها وشقيقتيها الصغار وسريعا ما طلبها هذا الشاب للزواج رغم الفوارق الطبقية بينهما وفي الوقت التي استشعرت فيه أن الحياة ابتسمت لها فاجأها بأنه سيتزوجها في السر ليضع والده أمام الأمر الواقع ليوافق علي هذه الزيجة.
** ففي البداية تقول ياسمين عبدالرحمن طالبة بجامعة الأزهر إن مشكلة الفتاة صاحبة هذه القصة مشكلة شريحة كبيرة في المجتمع من الفتيات والسيدات العاملات بل مئات القصص المماثلة والأسوأ منهن من انزلقت وضلت وضاعت في الطريق بسبب هؤلاء الرجال ومنهن من لديهن القدرة علي التحدي والصمود لكن كلهن يا سيدتي مقهورات ضعيفات كالغريق الذي يستنجد بقشة فكان من الطبيعي أن تصدق وعود هذا الشاب لأنها كانت تبحث عن سند يعينها علي ما هي عليه فلابد أن نلتمس لها العذر.
بينما يري محمود محمد الأصلحي محاسب بإحدي الشركات الخاصة بالسويس أن موقف هذه الفتاة صعب جدا فيما يتعلق بمواجهة المجتمع وأقاربها بهذه الزيجة بعد أن أخفت علي الجميع زواجها بناء علي رغبة هذا الشاب المخادع الذي استغل ضعفها ولن يرحمها أحد وعليها أن تتجه لوالده وتروي له القصة من البداية وربما يقف إلي جوارها ويعلن زواجها من ابنه الذي استغل سلطته كصاحب عمل في التلاعب بمشاعر الفتيات بدليل التحذيرات الكثيرة التي تلقتها بطلة القصة من زميلتها في العمل.
ويقول يوسف أحمد "موظف" أتعاطف كثيرا مع ظروف هذه الفريسة صاحبة القصة المنتشرة في المجتمعات العربية بكثرة فهذه الفتاة في ظل ظروفها السيئة عليها طوال الوقت أن تؤكد للجميع أنها ملتزمة تراعي سلوكها ودينها ثم تكتشف في النهاية أن كل ما تفعله لا يشفع لها عند ذئب يري في كل امرأة فريسة فما باله إذا كانت هذه الفريسة تعمل لديه وفي أمس الحاجة إلي هذا العمل فيتعامل معها علي أنها من سباياه أو ممن ملكت يمينه فما انصحك به هو أن تتركي الأمر لأحد الحكماء في عائلتك لمواجهة هذا.
أما سيدة رزق "ربة منزل" تقول: كان الله في عون والدة هذه الفتاة التي لا يعلم حالها إلا الله لأنها كما ذكرت صاحبة الرسالة سيدة ريفية بسيطة خرجت من بيت أبيها لبيت زوجها ولا تعرف سوي أسرتها وأولادها فكان من الطبيعي أن تضعف أمام إغراءات هذا الشاب الذي أتقن دور الشاب الصالح ابن البلد الذي سينقذ ابنتها من حالة العوز التي ألمت بها بعد وفاة والدها وعائلها الوحيد وفي النهاية ظهر علي حقيقته ك"نصاب كبير".
وتقول "د.ع" أشعر جيدا بمأساة هذه الفتاة المغلوبة علي أمرها لأنني مررت بنفس الظروف تقريبا ولكن عندما توفي زوجي وكان عمري 37 عاما واضطررت النزول للعمل لتوفير المصروفات الدراسية لابني الطالب في الإعدادية وكنت أعمل كعاملة في محلات الملابس وكنت أعاني من تحرش أصحاب العمل الذين يفقدون إنسانيتهم لمجرد شعورهم بحاجة إنسانة ضعيفة ساقها القدر للنزول للعمل مؤكدة أن طوق النجاة لهذه الفتاة هو والد هذا الشاب لأن لو اعتقدت أن هذا الزوج الذي فقد كل معاني الرجولة سيتعاطف معها ويعلن زواجهما فهي واهمة لأنه لو لديه النية للوقوف بجانبها لكان فعل هذا منذ البداية.
السرطان
أرسل إلينا الحاج حمدي محمد عطية عطية 68 عاما من عرب الرمل بمركز قويسنا بمحافظة المنوفية برسالته التي تحمل في كلماتها البسيطة معاناة ابنته مع مرض السرطان وكأننا اليوم علي موعد مع هذا المرض اللعين يقول الأب الحزين معاناتي تتمثل في حنان ابنتي الكبري التي تبلغ من العمر ستة وثلاثون عاما. وكانت أول فرحتنا أنا ووالدتها بعد طول انتظار.
وعشنا معها أجمل أيام عمرنا بعد أن زفت إلي زوجها وانجبت لنا ثلاثة أطفال جميلة الأولي في الصف الثاني الإعدادي. والثاني بالصف الأول الإعدادي. والثالث في الصف السادس الابتدائي ودامت حياتنا تملأها السعادة والهدوء حتي عام 2004 أي قبل عشر سنوات حيث اخترق مرض السرطان اللعين جسد ابنتي في نوع نادر الوجود لأنه سريع الانتشار في العظام ووصل إلي البطن.
واشتد عليها المرض حتي بلغ وزن الورم في بطنها لأكثر من 10 كيلو وبدت للجميع وكأنها حامل في شهرها التاسع ونتج عن هذه الأورام المتكتلة اعوجاج في عظام العمود الفقري بالكامل وأصبحت تسير منحنية في صورة لا يستطيع أحد أن يتحملها ولا يخفي عليك يا سيدتي أننا انفقنا كل ما نملك علي علاجها ووصل بي الحال أني اضطررت لبيع نصيبي في بيت والدي لنفي بمصروفات علاجها.
عشر سنوات طفنا خلالها علي جميع الأطباء الذين لهم علاقة من قريب أو بعيد بمرضها بلا أي تقدم أو حتي بصيص من الأمل وللأسف جميع التقارير الطبية الصادر عن حالتها أثبتت أن هذا المرض غريب من نوعه ولا يوجد له علاج داخل مصر وأقصي ما يحزنني أن كل يوم يمر علينا تزداد حالة حنان سوءا حتي وصل المرض مؤخرا إلي المفاصل وأدي إلي تآكل مفصل الفخذين اليمني واليسري وتحولت ابنتي من زهرة جميلة تملأ الحياة بهجة وسرورًا إلي جثة هامدة عاجزة عن الحركة.
لا استطيع أن أصف لك الحالة النفسية لأسرتي فوالدتها تبكي حزنا عليها ليل نهار وأطفالها يبكون كلما بكت والدتهم من شدة الأم ومؤخرا أجمع الأطباء علي ضرورة إجراء ثلاث جراحات عاجلة الأولي لإزالة الأورام السرطانية وعملية تثبيت فقرات العمود الفقري وعملية تركيب مفصل صناعي بالفخذ اليمني كل هذا في آن واحد.
لم يطمئنني الأطباء لشدة صعوبة هذه الجراحات التي لم تجري حتي الآن في مصر لأن الورم وصل للعصب ويتوقع الأطباء أن أي تأخر في التدخل الجراحي سيسبب لها شللا لا قدر الله ومبدئيا تصل تكلفة الجراحة إلي مايزيد علي المائة ألف جنيه يأتي هذا في الوقت الذي لا نملك فيه أي شيء فزوجها مدرس بسيط لا يملك سوي راتبه وأنا كنت موظفا بالضرائب العقارية وخرجت إلي المعاش منذ 7 سنوات وتزامن خروجي مع زيادة قسوة المرض عليها وانفقت عليها كل ما أملك.
أهيب بالدكتور عادل العدوي وزير الصحة أن ينظر لحالة "حنان" ويشملها برعايته ليس من أجل أولادها الصغار الذين في أمس الاحتياج إليها ولكن لرفع المعاناة عن أب يعتصر قلبه وهو في هذا العمر حزنا علي شباب ابنته المسكينة التي هزمها المرض اللعين كما أناشد الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع الموافقة علي أن تعالج بمستشفيات القوات المسلحة أو سفرها للعلاج بالخارج إنقاذا لحياتها وحياتنا التي أصيبت بالشلل التام ولا نعرف للحياة أي ظعم من الأسي والحزن الذي خيم علينا وسرق منا فرحتنا.
** عزيزي الأب المبتلي هون علي نفسك فإن الله قادر علي كل شيء ولا تفقد الأمل في الشفاء ففي غضون السنوات القليلة الماضية تم اكتشاف العديد من الأدوية والعلاجات الطبية العالمية التي أثبتت النتائج المتقدمة أن باستخدامها يحدث تباطؤ في نمو الأورام الخبيثة في الجسم وكل يوم الطب له جديد في مواجهة هذا المرض اللعين.
وأضم صوتي لصوتك إلي المسئولين بسرعة التدخل لإنقاذ حنان هذه الشابة التي ينهش في جسدها السرطان وحولها من شابة جميلة إلي جثة هامدة فهل تأمل أسرتها في أن يرأف بحالهم المسئولون وتلقي العلاج اللازم لحالتها علي نفقة الدولة بعد أن انفقوا علي علاجها كل ما يملكون في هذه الحياة وبات أملهم في أن يخفف عنها ولو لساعة واحدة من هذه الآلام التي لا ترحم.
دواء
صاحب
المعاش
أرسل إلينا صديق الصفحة محمد البهنساوي موجه أول المكتبات بإدارة سيدي سالم التعليمية يقول فيها: اسمحي لي أن استغل جزءا من مساحة صفحتي المفضلة "حكاوي الروح" حتي أعرض جانبا من هموم فئة عريضة من هذا المجتمع هم أبطال دائمون في قصصك الإنسانية التي تجد معاناة الأب الذي خرج إلي المعاش مع آلام أبنائه أو مشكلات أسرته.
وعلي هذه الصفحة أرجو السماح بالتعبير عما يدور بذهن وفكر صاحب معاش فما لا شك فيه وبدون جدال أن دوام الحال من المحال فالإنسان إلي زوال وهو يسير إلي النهاية سواء كان راضيا أو أبيا فها هي حياة الإنسان منا يبدأ الإنسان طفلا صغيرا ثم شابا يافعا ثم رجلا ثم تنتهي به رحلة الحياة إلي الانزواء والانطواء والعدم.
وفكر صاحب المعاش بعد أن كان يملأ الدنيا نشاطا وحيوية وتأثيرا وتأثرا بمن حوله والأضواء تسلط عليه وينال من الشهرة والصيت وكأنه علم وعلي رأسه نار خاصة أنه كان يشغل مركزا مرموقا يشار إليه بالبنان ويمتثل الجميع لأوامره وتعليماته وآرائه وما يراه حريا بالتنفيذ ولا يبخل بالنصح والتوجيه والإرشاد يعطف علي قليل الخبرة ولا يسفه رأيا مهما كان يعامل الجميع من منطلق الأبوة الحانية في غير ضيق أو استكانة.
وصاحب المعاش عليه أن يعرف أن حياته قد تغيرت وأن الأضواء الساطعة من حوله قد خفتت وأن الاهتمام به قد انحسر وأن دخله المادي قد تضاءل إلي ما يقرب من الثلث خاصة إذا لم يكن يعمل في جهات ذات مزايا خاصة وعليه أن يعرف أن القناعة كنز لا يفني وأن يردد دائما ارض بما قسم الله لك تكن أغني الناس واطلب من الله الصحة والستر والعافية في الدين والدنيا.
وليعلم أيضا أن هناك 6 من الداء العضال هي الدنيا والشهور والأيام والليالي والأوقات والكلام وأن لكل من هؤلاء الداءات دواء فدواء الدنيا الزهد ودواء الشهور شهر رمضان ودواء الأيام يوم الجمعة ودواء الليالي ليلة القدر ودواء الأوقات الصلوات الخمس ودواء الكلام ذكر الله وها هي سلاح صاحب المعاش الذي يجب علي الدولة أن تنظر إليه بعين العطف وأجل آيات التقدير والثناء وأن يحظي بكل ما تقدمه الدولة لأبنائها اعترافا بفضلهم وتقديرا لدورهم وتكريما لرحلتهم في خدمة الوطن.
محمد عبدالمطلب البهنساوي
موجه أول المكتبات بإدارة سيدي سالم التعليمية كفرالشيخ


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.