مهما حاول الإعلام الغربى لعب دور المحايد فى تناول حادثة الطائرة الروسية التى سقطت فى شمال سيناء إلا أن تحليلاته السلبية غطت بضبابها القاتم على سماء العاصمة البريطانية لندن وفرضت نفسها على كل اللقاءات التى شهدها الجناح المصرى ببورصة لندن السياحية والتى تمت بين الفنادق وشركات السياحة المصرية ونظرائهم الانجليز، فجميع اعضاء الوفد المصرى وعلى رأسهم وزير السياحة هشام زعزوع كانوا على ثقة بأنهم سيعودون من بورصة لندن للسياحة والسفر هذا العام بحصاد وفير من الرحلات والوفود السياحية ولكن دائما ما تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن وجاء حادث الطائرة الروسية ليهدد هذا الامل وان كان لم يبدده. وبالمصادفة جاء الجناح المصرى هذا العام على شكل مركب فرعونى ليرسم الواقع الذى تعيشه هذه الصناعة من رياح واعاصير لا تلبث ان تهدأ حتى تعود أقوى مما كانت لتهدد وصوله إلى بر الآمان. واليوم تختتم بورصة لندن للسياحة أعمالها وسط توقعات حذرة بعودة الحركة السياحية بقوة اذا ما استبعدت التحقيقات وجود عامل خارجى أدى للانفجار ولذلك فإن جميع منظمى الرحلات أبدوا رغبة ملحة فى الوصول سريعا لنتيجة التقرير حتى يتمكنوا من وضع الكتالوجات الخاصة بجميع المقاصد السياحية للموسم المقبل. ان تحليلات الاعلام الدولى حول الحادث تصب فى اتجاه اللعب على ضرب السياحة المصرية لمنع عودتها مرة اخرى كمنافس قوى قادر على مساندة الاقتصاد ودعم خطط الدولة لتحقيق الرفاهية للشعب المصرى حتى تعود مصر الى ريادتها من جديد. وزير السياحة هشام زعزوع رغم تأخره عن حضور افتتاح المعرض والمؤتمر الصحفى الا انه اجرى العديد من اللقاءات مع كبرى منظمى الرحلات فى السوق الانجليزية. وقد لمس الوزير وجود خطط لدى هذه الشركات لزيادة رحلاتها الى جميع المقاصد السياحية المصرية ولكنه لم يستطع ان يخفى قلقه من تأثر هذه الخطط بحادث الطائرة الروسية مما قد ينعكس على حجم الحركة القادمة من الاسواق الاوروبية. وبالفعل ونحن فى ثانى يوم للبورصة جاءنا خبر من العاصمة الروسية موسكو عزز هذا القلق لدى الوزير حيث تأكد وجود بعض الالغاءات مما ادى لتراجع فى نسب الحجوزات القادمة من هناك، ولكن هذه الالغاءات المحدودة ارجعها المشاركون بالبورصة إلى حالة الحزن التى يمر بها الشعب الروسى على ضحاياه. وأكد الوزير ان الاعلام يلعب دورا رئيسياً ومهما فى تصدير صورة ايجابية عن مصر وعليه ان يتوخى الحذر فى كل ما يقال او يكتب عن مصر..وأكد انه سيزور موسكو 16 من نوفمبر الحالى لتقديم واجب العزاء للشعب الروسى الذى يمثل سندا قويا للسياحة المصرية. وقد جاءت شركات السياحة المصرية للمشازكة فى هذا المعرض وهم على ثقة من قدرتهم على زيادة الحركة الوافدة من السوق الانجليزية التى حققت نحو مليون سائح العام الماضى بعد أن وصل الى ما يزيد على ثلاثة ملايين سائح قبل ثورة يناير 2011، وقد اكتسبت الشركات هذه الثقة من استقرار الاوضاع السياسية ومن الحالة الامنية فى جميع المقاصد السياحية والتى شهد بها جميع منظمى الرحلات الذين يتعاملون مع مصر ،ولكن حادثة سقوط الطائرة الروسية فرض نفسه على جميع اللقاءات التى تمت بين منظمى الرحلات وشركائهم من فنادق وشركات سياحية وغالبا ما كان محور الحديث يدور حول تناقل الاعلام الدولى للاخبار السلبية حول اسباب سقوط الطائرة. وقد ظهر هذا بوضوح فى سؤال ل سى ان ان للوزير هشام زعزوع هل ستقوم مصر بعمل تحقيقات تتسم بالشفافية حول الحادث؟ حيث جاء هذا السؤال صادما وغير متوقع لانه يحمل سوء نية ووضع افتراضية انه من الممكن ان تتلاعب مصر فى نتائج التحقيقات وقد نسى هذا المذيع او تناسى عن قصد ان هناك جهات متعددة تتابع سير التحقيقات وتفحص الادلة وعلى رأسهم أجهزة الطيران والنقل الجوى الروسى التى يطالبها شعبها بالكشف عن حقيقة الحادث، وتناسى ايضا هذا المذيع وقناته تصريحات زوجة الطيار التى نشرتها القناة الروسية المشهورة بان زوجها ابلغ ابنته ان الطائرة بها بعض العيوب. اللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء شارك بقوة فى فعاليات بورصة لندن لدعم فنادق وشركات السياحة بشرم الشيخ التى تعتمد على السوق الانجليزية ، وهو ايضا تعجب من النبرة الحادة التى تتناول بها وسائل الاعلام الغربية أسباب الحادث وكأنها اطلعت على نتائج التحقيقات داعيا اياها بالصبر حتى ظهور الحقيقة مؤكدا وهو الرجل الذى تقع على عاتقه مسئولية كل ما يحدث على ارض جنوبسيناء ان نتائج التحقيقات لن تظهر بين يوم وليلة وستأخذ الكثير من الوقت حتى تظهر الحقيقة كاملة وواضحة وضوح الشمس.