كشفت مصادر للأهرام بداخل حملات العديد من المرشحين عن صعوبة التوافق علي مرشح واحد لرئاسة الجمهورية وذلك لرغبة غالبية المرشحين في الاستئثار بالمنصب, حيث يري كل مرشح في نفسه الصلاحية الكاملة لهذا المنصب. ففي الوقت الذي يري فيه مقربون من عمرو موسي انه الأكثر جاهزية للحكم يعتبر هؤلاء ان التوافق عليه من الإسلاميين مستحيلا لأسباب عديدة.. وفي المقابل يري انصار الإسلاميين ان التوافق علي عمرو موسي غير وارد ولايجوز طرحه من جانب كل الفصائل الإسلامية, وذكرت المصادر ان هناك خلافا في الأفق بين السلفيين والاخوان المسلمين يرجع إلي رفض بعض السلفيين القبول بمرشح جماعة الاخوان المسلمين د. محمد مرسي فيما صرحت بعض قيادات الاخوان بعدم قبول فكرة المرشح التوافقي إلا اذا كان هذا المرشح اخوانيا.. وهو ما يكشف تمسك كل مرشح وكل تيار بمصلحته الشخصية. وأكدت الدعوة السلفية انها لم تحدد موقفها من أي مرشح, ولن تحدده إلا بعد الإعلان النهائي لقائمة المرشحين المقرر له26 ابريل الجاري وان ما أعلن علي لسان بعض المرشحين الحاليين للرئاسة من انه المرشح الإسلامي الوحيد الذي توافقت عليه القوي الإسلامية غير صحيح. وأكد الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية ان الدعوة متمسكة بمبادرة القوي الإسلامية التي طرحوها للتوافق علي مرشح إسلامي واحد تقف وراءه جميع التيارات الإسلامية من أجل وحدة الصف وضمان عدم تفتيت الأصوات. واشار برهامي إلي انهم يواصلون اللقاءات مع مرشحي الرئاسة للوقوف علي برامجهم ورؤاهم للمرحلة المقبلة لاختيار افضل المرشحين الذين تنطبق عليهم الشروط التي يجب ان تتوافر في مرشح الرئاسة. وأكد الدكتور محمد يسري ابراهيم الأمين العام للهيئة الشرعية للحقوق والاصلاح ان الهيئة مازالت تتواصل مع جميع القوي الإسلامية لمحاولة الوصول إلي رؤية مشتركة في موضوع انتخابات الرئيس ونوابه مشيرا إلي ان هناك مفاوضات لاختيار مرشح من المرشحين الإسلاميين الثلاثة محمد مرسي وعبدالمنعم ابوالفتوح, ومحمد سليم العوا, وسيتم الاعلان عن مرشح القوي الإسلامية بداية الاسبوع المقبل. وأشار إلي ان الهيئة الشرعية ومجلس امناءها التقت الدكتور محمد مرسي في إطار لقاءات الهيئة بمرشح الرئاسة للتعرف علي برنامجه ومناقشة اهم افكاره وارائه فيما يتعلق بالسياسة الداخلية والخارجية وشئون الحكم ومستقبل التنمية في مصر ومدي امكانية تشكيل مجلس استشاري ورئاسي للبلاد في المرحلة المقبلة. ومن ناحية أخري أكد الدكتور احمد أبوبركة القيادي بحزب الحرية والعدالة, أنه غير وارد سحب الدكتور محمد مرسي مرشح الاخوان والحزب, وقال في تصريحات للأهرام سواء اتفقت القوي اولم تتفق فان مرسي سيكمل الانتخابات الرئاسية. وأشار إلي ان الوضع الانتخابي الحالي للدكتور مرسي مطمئن إلي حد كبير واستنكر التصريحات التي دعت إلي التوافق حول مرشح واحد. وقال أبو بركة: استطيع قراءة المشهد الحالي فالذين كانوا ينتقدون المرشح التوافقي, ويرونه افتئاتا علي حق الشعب واليوم يطالبون بالالتفاف حول مرشح واحد, وانتقد ابوبركة لجنة المائة, وتساءل اي معايير تختار بها المرشح الرئاسي وهل تعبر عن تيارات بعينها وما اتجاهاتها. واضاف انا لا اتحدث عن اشخاص ولكن عن مصدر مشروعية هذه اللجنة وباسم من يتحدثون ومن الذي اختارهم وفوضهم للاختيار, وتابع: علي اي حالة فإن الاخوان ترفض فكرة المرشح الواحد, وتترك الاختيار للشعب وفق ارادته الحرة وقناعاته الشخصية. ومن جانبه رفض الفريق حسام خيرالله مرشح الرئاسة فكرة الرئيس التوافقي قائلا: من الصعب ان تتحقق هذه الفكرة علي ارض الواقع حيث يوحد أكثر من تيار داخل المجتمع, وما سيتصل به تيار سيرفضه اخر وكل مرشح لديه رغبة كبيرة في ان يكون صاحب الفرصة في الفوز بالرئاسة. وأضاف خير الله: ان الفترة المقبلة ستشهد انسحاب عدد من المرشحين لسباق الرئاسة خاصة إذا تم فتح ملف تمويل الانتخابات الرئاسية حيث يوجد أكثر من مرشح تجاوز السقف المسموح به في الدعاية دون ان يحاسبهم أحد. وتساءل: خير الله لماذا لاينسحب لصالحي مرشحو الرئاسة؟ فأنا صاحب تاريخ طويل وخلفية عسكرية وهي ميزة كبيرة ويدي نظيفة ولدي خبرة كبيرة في الملف الأمني. وأكد خير الله انه لن ينسحب لاي مرشح رئاسي مهما كان فأنا لا أري أحدا منهم يصلح علي حد تعبيره. وأكد البهنساوي المستشار الإعلامي للدكتور عبدالمنعم ابوالفتوح المرشح لمنصب رئيس الجمهورية انه بالفعل قد اختارت لجنة المائة الدكتور عبدالمنعم ليكون رئيسا توافقيا وذلك بعد سلسلة لقاءات ومقابلات اجروها مع أبوالفتوح وبعض المرشحين. وأضاف انهم خلقوا معايير لديهم لاختيار من يرأس الفريق الرئاسي وان هذه المعايير تنطبق علي الدكتور عبدالمنعم ولذلك تم اختياره.وكشف ان هذه اللجنة الآن تجري محادثاتها لتشكيل الفريق الرئاسي بقيادة الدكتور عبدالمنعم ابوالفتوح. وأوضح ان الدكتور عبدالمنعم ابوالفتوح يرحب بهذه المبادرة وانه ابدي كامل استعداده للعمل مع اي شخص من أجل مصر.