دائما ما كانت تحلم بأنها تطير بكرسيها المتحرك فى الفضاء، هذا الحلم جعلها تؤمن بأن الله خلق ذوى الإعاقة، ومعهم الإحساس الكبير بالتحدي، وأن كل إنسان مسئول عن ذاته وعن إسعادها بتحديد الأهداف والإصرار على تحقيقها. تخطت عراقيل كثيرة وضعت فى طريقها، ولكنها لم تستسلم، وقبلت التحدى حتى تفوقت فى العلم والرياضة وانتخابات مجلس النواب الأخيرة، وأصبحت نائبة برلمانية تمثل جموع الشعب المصرى وليس ذوى الإعاقة فقط، وكان معها هذا الحوار الذى كشفت فيه عن أسباب ترشحها وحلمها الذى تسعى لتحقيقه تحت قبة البرلمان. فى البداية تقول: أسمى جهاد إبراهيم حنفى عبد الحميد، وأعمل مدرس مساعد بكلية البنات – جامعة عين شمس، ومدرب ومحاضر تنمية بشرية، وبطلة الجمهورية فى السباحة، ومصابة بشلل أطفال منذ الميلاد وأستخدم كرسيا متحركا من عمر 8 سنوات. وتضيف: قررت الترشح لانتخابات مجلس النواب المصرى 2015 لأننى أشعر أن بلدى مصر بحاجة إلى عقليات متفتحة وكوادر ذات بصمات جديدة ، وأنا على يقين بأننى أمتلك الكثير والكثير لكى أعطيه لبلدى ، فلدى بصمة مميزة وقادرة على التأثير بشكل إيجابى فى الآخرين، فأنا أعتبر نفسى ممثلة عن الشعب المصرى كله وليس لفئة متحدى الإعاقة فقط ، وشجعنى لخوض تجربة الانتخابات زوجي، وأستاذى الفاضل بسام الخورى والدكتور فوزى عبد الرحمن. وتكمل: لقد تم ترشيحى لخوض تجربة الانتخابات البرلمانية بعد أن انضممت لقائمة فى حب مصر بدعم من المنسق العام للقائمة اللواء سامح سيف اليزل، وتواصلت مع الناخبين أثناء فترة الدعاية الانتخابية بالاستعانة بما منحنى الله من شعبية كبيرة وقاعدة عريضة جداً من الجمهور منذ سنوات، وذلك بحكم عملى كمدرب ومحاضر تنمية بشرية، فقد تعاملت مع هذا الجمهور العريض من خلال اللقاءات والندوات الجماهيرية لدرجة جعلتنى أثق فى أننى « لقطة البرلمان «. وتوضح: أهم بنود برنامجى الانتخابى وكيفية تحقيقها على أرض الواقع يتمثل فى التركيز على تنمية رأس المال البشرى وتنمية قدرات ووعى المواطن المصرى بحكم تخصصى ، وسينصب تركيزى على مثلث أرى من وجهة نظرى أنه هو الحل للنهوض بمجتمعنا المصرى وهو ( القيم – العمل – التعليم ) ، فبدون ربط التعليم والعمل بمنظومة من القيم فلن نساهم فى حل أى مشكلة ولن ننهض بمجتمعنا ، وسأقوم بعمل برامج توعية فى كل محافظات الجمهورية والقرى والنجوع ، وسأطالب بالربط مع وزارة الإعلام لتقديم مادة إعلامية فى شكل إعلانات أو أفلام قصيرة لغرس القيم فى أذهان المواطنين لأننى أعلم أن أقوى سلاح له تأثير على المجتمع هو الإعلام، هذا بالإضافة إلى العمل على تفعيل مواد الدستور المصرى من خلال العمل على سن ما نص عليه من قوانين وتشريعات تمس المواطنين وحياتهم اليومية ومتابعة تطبيقها وتنفيذها على أرض الواقع . وتؤكد: أننى كنت أتوقع النجاح من الجولة الأولى لثقتى الكاملة فى الله وفى من معى من المرشحين على قائمة فى حب مصر، و أول طلب إحاطة سأقوم بتقديمه فى الدورة البرلمانية الجديدة سيكون بشأن قوانين ذوى الإعاقة الخاصة ومدى قيام الحكومة والوزارات المعنية بتنفيذها على أرض الواقع استنادا إلى ما كفله الدستور المصرى الذى تم الاستفتاء عليه فى يناير 2014 من التزام الدولة بتوفير الرعاية لهم وكفالة حقوقهم ودمجهم مع سائر أفراد المجتمع ورفع كفاءتهم وتأهيلهم لسوق العمل وكفالة حقوقهم الصحية والتعليمية وحقهم فى العمل والسكن وتوفير وسائل النقل المهينة لهم وتفعيل النسب التى نصت عليها القوانين الخاصة بفئة ذوى الإعاقة فى العمل وتوفير المسكن وغيرها مع ضرورة العمل على زيادة هذه النسب.، وأول استجواب سيكون إلى وزير التربية والتعليم بشأن تفشى ظاهرة الدروس الخصوصية وفشل تطبيق منظومة تعليمية تحمل قيما وأخلاقا جادة وحقيقة تعمل على الحصول على مخرجات تعليمية ناجحة تفيد الوطن والمواطن فى كافة نواحى الحياة. وعن توقعاتها لنسبة فوز الأشخاص ذوى الإعاقة تقول: أرى أن ذلك يتوقف على حسب مجهود كل مرشح من ذوى الإعاقة وصدقه مع ربه ومع نفسه على أرض الواقع وقدرته على الوصول إلى عقل وقلب كل ناخب . وتختتم حديثها قائلة: أحلامى تحت قبة البرلمان بلا حدود، وإنما تتركز فى أن أترك بصمة إيجابية خلال فترة عضويتى تستمر نتائجها وتأثيرها الإيجابى على المواطنين إلى ما بعد انتهاء مدة عضويتى بمجلس النواب، وأن أكون باعثة للأمل، فبدون أمل تتوقف الحياة، ولكن الأمل بدون عمل هو مضيعة للوقت، وسوف أسعى بكل ما لدى من سلطتى التشريع والرقابة أن تتوفر لكل مواطن مصرى حياة كريمة ليس لمتحدى الإعاقة فقط، وإنما للشعب المصرى كله، وأن يسود العدل والنظام والأخلاق لمجتمعنا، وأعلم جيداً أننى قادرة بإذن الله على التأثير، فلم يتم ترشيحى عبثاً، وإنما بناء على ثقة فى مقدرتى على العطاء.