أكد السفير القبرصى فى القاهرة سوتوس لياسيديس أهمية مصر الكبيرة بالنسبة لقبرص باعتبارها واحدة من اهم الدول المجاورة وشريكة وثيقة الصلة بقبرص . وقال خلال لقاء ل «الأهرام» إن العلاقات القبرصية المصرية قد شهدت تقدما كبيرا فى السنتين الأخيرتين نتيجة لعزم الجانبين على المضى قدما فى تحقيق كافة سبل التعاون بين البلدين «ولن نهدأ وسوف نظل فى حالة عمل مستمر من أجل مزيد من التقدم وتعميق العلاقات الممتازة بالفعل». ولفت للزيارة الهامة التى قام بها الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى فى ابريل الماضى تحقيقا لهذه الغاية وهى الزيارة الأولى لرئيس مصرى لجمهورية قبرص، والتى تم فيها انعقاد الاجتماع الثانى للجنة الثلاثية المشتركة بين قبرص ومصر واليونان. وأشار السفير لما تقوم به الدولتان من عمل مشترك من أجل تعزيز العلاقات بشكل وثيق على الصعيدين السياسى والاقتصادى والذى سينتج عنه قريبا عدد من الاتفاقيات الثنائية فى مختلف المجالات ،بعد الانتهاء من مرحلة الصياغة ووضع اللمسات الاخيرة ،وستشمل الأمن والنقل والسياحة والثقافة والتعليم والطيران وسيتم الاعلان عنها قريبا، مؤكدا أن ابرام هذه الاتفاقيات وتطبيقها من شأنه أن يدفع بالعلاقات الى مستويات عالية من التقدم والتى ستعود بالنفع حتما على المواطنين والقطاع الخاص. وحول التعاون الاقتصادى والتجارى قال انه فى سبتمبر الماضى أتيحت لقبرص الفرصة لاستضافة مجموعة كبيرة من رجال الأعمال المصريين بغرض فتح آفاق لمجالات جديدة من التعاون مع نظرائهم القبرصيين، ولاسيما بعد افتتاح قناة السويس الجديدة، وايضا فى مجالات الصناعة والبناء والعقارات، وقد تم بالفعل التوقيع على مذكرتى تفاهم بين الجانبين خلال هذه الزيارة.وشدد على أهمية موضوع الطاقة التى تعد مجالا آخر هاما للتعاون بين البلدين «نستطيع القول انه اضافة الى التعاون القائم بالفعل بين الدولتين فى هذا المجال، فإن اكتشاف حقل الغاز الطبيعى «زهر» قبالة السواحل المصرية فى البحر المتوسط قبالة السواحل المصرية الذى يعد دليلا آخر على ثراء شرق البحر الأبيض المتوسط بالموارد الطبيعية، من شانه أن يحول مصر والمنطقة الى لاعب رئيسى على الساحة الدولية للطاقة، وهو ما سيحقق مكاسب تعود بالنفع حتما على شعب البلدين ويخدم مصالحهما.» وحول اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التى عقدت فى نيويورك وما أضافته للعلاقات بين الدولتين قال:انها كانت فرصة للرئيس القبرصى ليهنئ الرئيس المصرى شخصيا باكتشاف أكبر حقل غاز «زهر» فى البحر المتوسط، كما ان الرئيسين قد ناقشا أحدث ما تم انجازه فى قطاع الطاقة وسبل التعاون فى هذا المجال، وكيفية توثيق العلاقات والتآزر فى مجالات الطاقة واستفادة الدولتين والمنطقة منها. وفيما يتعلق باللحنة الثلاثية التى تم تشكيلها مؤخرا بين (مصر- قبرص - اليونان)أفاد بان هدفها الأول هو تحقيق السلام والاستقرار والازدهار فى دول شرق البحر المتوسط ،وان التعاون بين قبرص ومصر واليونان من شأنه أن يقدم أفضل ما لدى هذه الدول من امكانيات تؤهلهم لاستكشاف المزيد من الطاقات المشتركة ،لزيادة تعزيز التآزر فى كافة المجالات الاقتصادية، مؤكدا أهمية العمل فى اطار هذه اللجنة من أجل تحقيق الاستفادة بصورة مشتركة من الفرص الهامة الناشئة فى شرق البحر الأبيض المتوسط «نهدف الى تعزيز بيئة اقتصادية إيجابية للنمو ومواجهة تحديات التغير الدولى السريع فى المجالات الاقتصادية.» ونوه السفير لياسيديس فى هذا الاطار للتحديات الكبيرة التى تواجهها المنطقة وهى التى حثت الدول الثلاث مصر وقبرص واليونان على تشكيل فريق عمل ثلاثى من أجل التعاون والتنسيق بشكل أفضل لمجابهة هذه التحديات وعلى رأسها التهديد الإرهابي، والهجرة، وتدهور الأوضاع الأمنية فى بعض بلدان المنطقة،اضافة الى المشاكل السياسية القائمة منذ فترة طويلة والتى امتدت إلى أوروبا وباقى دول العالم.