بعد أن خذلنا الجيل الجديد من الشباب فى أولى مراحل انتخابات البرلمان المصرى ، والذين نعدهم لقيادة والنهوض بمصرنا ، إذا بهم يغلقون آذانهم عن نداء الوطن والتضحية ليس بالأرواح ولكن بجزءمن وقتهم الضائع غالبا فى الفيس والشات ، وركن بعضهم إلى ترك الواجب الوطنى تحت مسميات غير وطنية ، فهم يريدون إحداث معجزة وإنجازات دون عناء ومعاناة مثل الأجيال السابقة بل حتى مثل الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الوطن ومستقبله ، الجيل الجديد بهذا التصرف يجهل مصر العظيمة بتاريخها ورجالها ، وفى احتفالات نصر اكتوبر نعرض حياة فدائى نموذجا من ملايين الأبطال المجهولين ، وهو الفدائى محمد خليفة الملقب "بالكوماندوز شزام " الذ ى شارك فى عمليات مسلحة ضد جنود الاحتلال البريطانى فى الخمسينيات ، ثم مع الفدائيين خلال حرب الاستنزاف، و مدينة الإسماعيلية حتى نصر أكتوبر73. كانت أولى الملاحم للبطل (شزام ) الشاب صاحب الستة عشر عاما عندما شاهد عددا من جنود الاحتلال يحاولون الاعتداء على سيدة كانت تمر صدفة بالشارع ، فقرر إنقاذها وقتل أكثر من ستة من الجنود السكارى وفر هاربا بعد أن أوصل السيدة لمنزلها وظل مطاردا مطلوبا من الإنجليز، وبدأت علاقته بالمقاومة الشعبية أو الفدائيين على ضفة قناة السويس التى شهدت المعركة التاريخية التى استشهد فيها أكثر من 56 شهيدا وجرح فيها مائة فدائى مصرى والتى أطلق عليها معركة الشرطة يوم 25 يناير 1952 فى قسم البستان ، ومن بطولاته عملية (عربية البرتقال ) عند كوبرى سالة (كوبرى الجمرك حاليا ) كيف كانت الطرفة فى جذب جنود الاحتلال الإنجليزى للحصول على برتقال مجانا بعد خناقة لتنفجر القنبلة فى وجوهم وتحول معظمهم قتلى، وكانت إحدى الحوادث التى تحدثت عنها صحف بريطانيا فى ذلك الوقت، وكان شزام أحد أبطال هذه الحكاية. وفى حرب العدوان الثلاثى على مصر فى عام 1956 كان (شزام ) حاضرا مع المقاومة الشعبية وبعد نكسة 67 تشكلت فصائل المقاومة الشعبية فى منطقة القناة للقيام بأعمال انتحارية ضد العدو الصهيونى بداية من تعقب جنود الاحتلال والاستيلاء على الذخيرة وإشعال النيران فى مستودعات الذخيرة وغيرها من الأعمال التى كسرت غطرسة الصهاينة ، فأطلق عليه الإنجليز اسم (شزام) لشجاعته الفائقة فى الانقضاض على الجنود فى أثناء سيرهم بالمركبات العسكرية فى شوارع الإسماعيلية، وكان يصعد فوق إحدى الأشجار ويترك عددا من الأغنام أو إغلاق الشارع بجزوع الأشجار حتى يقلل من سرعة السيارات العسكرية أثناء مرورها ثم ينقض عليهم بإطلاق النار من أعلى مسببا حالة من الرعب للجنود الإنجليز فيفرون هاربين ويستولى شزام وزملاؤه على السيارات التى كانت محملة بالذخيرة أو غيرها ، لذلك أطلق الإنجليز عليه اسم شزام ، وهو طائر أسطورى فى أدبيات الإنجليز يمتاز بمهارته فى الانقضاض على فريسته.أما الصهاينة الإسرائيليون فأطلقوا عليه اسما آخر وهو: الكوماندوز لشجاعته فى التصدى للعدو فى أثناء العمليات الفدائية ، وعبور قناة السويس محملا بالأسلحة التى يتم الاستيلاء عليها من معسكرات العدو شرق القناة . كرمه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وأهداه العديد من النياشين كما كرمه رئيس الراحل محمد أنور السادات. وعاش البطل شزام حتى عام 2011 مرتديا بدلة عسكرية مطرزة بالنياشين ويرتدى قبعة عسكرية على رأسه ، وضع عليها صور رؤساء مصر وفى يده اليمنى علم مصر ، وعاش شاهدا على تاريخ التضحيات والنضال المصرى دون أن يطلب شيئا فى مقابل تضحياته ، وعلى مدى نصف قرن ، وتوفى آخر الفدائيين بمدينة الإسماعيلية فى أول سبتمبر الماضى عن عمر يناهز 87 عاما . هذه رسالة مفتوحة للشباب الناعم الذى لا يدرك خطورة المرحلة التى تعيشها مصر ، والتى تحتاج تضحيات تفوق الفدائية لأن المتربصين بنا بالداخل أخطر من الخارج ...انصروا مصر من أجل مستقبلكم .. لمزيد من مقالات وجيه الصقار