قام وفد بريطانى رفيع المستوى يضم رؤساء 15 جامعة بريطانية برئاسة بروفسور روبن جريمز، رئيس المستشارين العلميين بوزارة الخارجية البريطانية بزيارة مصر من أجل بحث مجالات التعاون بين الجانبين لخلق نظام متطور وأكثر استقلالية للتعليم العالى فى مصر، ورافق الوفد خلال الزيارة السفير البريطانى فى القاهرة السيد جون كاسن، حيث قاموا بزيارة الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا وجامعتى الأسكندرية وعين شمس، وقام الأهرام بإجراء حوار مع السيد كاسن السفير البريطانى فى مصر والبروفسور روبن جريمز رئيس الوفد للتعرف على توقعاتهم لشكل التعاون بين البلدين. والخطوات التى يجب إتخاذها لتطوير التعليم العالى فى مصر.. وإلى نص الحوار ما هى أهداف زيارة الوفد البريطانى لمصر؟ كاسن: كلنا نعرف أن التعليم من أهم الأهداف بالنسبة لمصر من أجل تطوير المجتمع والإقتصاد المصرى، والتعليم هو الطريق من أجل تمكين المواطنين وزيادة النمو الإقتصادى، وبريطانيا هى الشريك المثالى لمصر فى التعليم. لما لها من خبرة طويلة فى مجال التعليم، فهى تضم أربعة من أكبر عشر جامعات فى العالم، كما حصل البريطانيون على العديد من جوائز نوبل فى عدة مجالات، لذلك لنا دور مهم فى نشر التعليم مع شركائنا، وخاصة مع مصر. ما هو شكل التعاون فى مجال التعليم الأن بين مصر وبريطانيا؟ كاسن: فى العام الماضى ضاعفنا عدد المنح الدراسية للمصريين وخلال الخمس سنوات القادمة سيكون هناك 600 مصرى يدرسون فى بريطانيا للحصول على درجة الماجستير، عن طريق المنح والبرامج البريطانية، كما أن هناك 15 طالبا مصريا يحصلون على شهادات من جامعات بريطانية سنويا، ويوفر المركز الثقافى البريطانى دروس باللغة الإنجليزية لحوالى 75 ألف مصرى سنويا، وهذا هو الأساس فى التعاون فى مجال التعليم بين مصر وبريطانيا. ما هو شكل التعاون الإستراتيجى بين البلدين؟ كاسن: ركز الوفد على بناء جسور جديدة على مستوى السياسات اللازمة لإدارة الجامعات حتى نخلق مناخا للإبداع والإستقلال فى سياسة الجامعات، من أجل أن تحصل الجامعات المصرية على إمتيازات من النظام البريطانى. وكما هو معروف فإن الرئيس عبد الفتاح السيسى سيقوم بزيارة لبريطانيا هذا العام، وسيكون التعليم على رأس أولويات المناقشات بين الرئيس السيسى ورئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون، ولذلك الفترة الحالية تعد فترة تمهيدية هامة للوصول إلى خطوات الملموسة لتطوير التعاون الإستراتيجى بين البلدين فى جميع المجالات عامة وفى مجال التعليم على وجه الخصوص. هل زيارة الوفد البريطانى لمصر خطوة من أجل توقيع بروتوكول تعاون بين مصر وبريطانيا بشأن التعليم العالى وتطويره خلال زيارة السيسى للملكة المتحدة؟ روبن: نركز على دور الجامعات لأهمية دورها فى التطوير والبحوث والإبتكار كمحرك للإقتصاد وتحويله لإقتصاد حديث، وبالطبع فى القرن ال21 لا تستطيع الحكومات وحدها أن تدير العملية الإقتصادية، لكن يجب تمكين المواطنين وإشراكهم فى عملية التطور الإقتصادى، وفتح الباب أمام الإبتكار فى جميع المجالات المختلفة، ويكون دور الحكومة توفير الحافز للإبتكار والهيكل العام للعمل، ويكون دور الحكومة فى مجالات معينة بسيط ودور المواطن أكبر. كانت بعض الدول فى وقت سابق تستشعر عدم وجود إستقرار كافى فى مصر من أجل عقد بروتوكولات تعاون أو فى مجال الإستثمار أو السياحة، هل إختلفت تلك النظرة الأن وأصبح الوضع يسمح بمزيد من التعاون؟ كاسن : تمر مصر الأن بثلاثة مراحل رئيسية هى الإستقرار والإزدهار الإقتصادى والتطوير السياسى والديمقراطى، وكلها تدعو إلى وجوب الإسراع للتعاون فى مجال التعليم، فمن المؤكد أن كلنا نعرف أن هناك تحديات أمام المنطقة بالنسبة للأمن والإستقرار وإنتشار الإرهاب وغيرها، ولكن هذه التحديات ليست عقبات أمام التعاون ولكنها تعتبر أساس للتعاون حتى نواجه هذه التحديات. وبالطبع لدينا ثقة فى الأمن إستشعره جميع أعضاء الوفد خلال الزيارة، لمصر ولذلك مصر مفتوحة للبريطانيين ، ومثلنا مثل جميع المصريين لدينا طموح أن نرى مزيدا من الإستقرار. هل لديكم روشتة لحل مشاكل التعليم فى مصر؟ روبن: نحن هنا من أجل دراسة النظام التعليمى المصرى، ولا نستطيع أن نقول للحكومة المصرية ماذا يجب فعله، أنا خبير فى روابط العلم والإقتصاد، وفى الإقتصاد تحتاج الشركات إلى الإبتكار والأفكار الجديدة، ويوجد علماء فى الجامعات لديهم أفكار، ولكن كيف نحول هذه الأفكار إلى شىء ملموس ومفيد اقتصاديا، وما هى السياسات والحوافز التى يجب إستخدامها لتحويل أفكار الجامعات إلى مشروعات، وهذا التحدى ليس فقط خاص بمصر ولكن هو تحدى يهم العالم أجمع من أجل تغيير النموذج الإقتصادى القديم، ففى القرن العشرين كانت الحكومات تدير كل المشروعات وخبراء الحكومة هم من يختارون الأولويات والسياسة الإقتصادية للدولة، ولكن فى القرن ال21 يتحقق نجاح أكبر بإتاحة الفرص أمام الباحثين والمبتكرين والمواطنين لقيادة المشروعات مع الحكومة. يعتبر النظام التعليمى البريطانى جاذب لدول كثيرة فكيف يمكن لهذه الدول ومن بينها مصر الإستفادة من نظام التعليم فى بريطانيا؟ روبن: يجب على مصر أن تقيم النموذج البريطانى وتأخذ منه ما يناسبها، فليس كل ما يناسب دولة يناسب دولة أخرى، وسنناقش مع قيادات التعليم فى مصر وندرس نقاط القوة والضعف ونعرف ما يناسب النموذج المصرى، ويجب أن نتعلم منكم أيضا حتى نصل لأفضل النتائج التى تفيد الطرفين، ويجب أن نتبادل الخبرات، فدولة مثل سنغافورة أخذت فقط من النظام البريطانى ما يناسبها، وأصبحت من أكبر الدول التى قامت بتطوير التعليم، وهناك جامعات فى أمريكا أكثر تطورا من جامعات فى بريطانيا، لذلك يجب تعاون الجميع من أجل الوصول إلى أفضل النتائج، كما يجب على كل جامعة أن تترك الحرية لمبدعيها حتى يقدموا أفضل ما عندهم.