عقب إعلان رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت انسحاب الجنوب من منطقة هجليج أمس الأول, أصدر الرئيس السوداني عمر البشير قرارا بإعادة تشكيل اللجنة العليا للتعبئة والاستنفار, استكمالا لمهامها حتي تحرير كامل الاراضي السودانية. وترأس اللجنة العليا للتعبئة والاستنفار السيد علي عثمان طه النائب الاول للرئيس, وكل من الحاج آدم نائب الرئيس والتجاني سيسي رئيس السلطة الاقليمية لدارفور والمشير عبد الرحمن سوار الذهب, رؤساء مناوبين وعضوية آخرين. وأعلن خليل عبدالله الرئيس المناوب للجنة الاعلام فتح حساب باسم اللجنة لتلقي تبرعات الأفراد والمؤسسات, فيما يتم تسليم الدعم العيني بالمركز العام للدفاع الشعبي بالخرطوم. وفي خطوة تصعيدية أخري, هدد البشير بإبقاء خط الانابيب في السودان مغلقا أمام صادرات الخام من دولة الجنوب قائلا: السودان لا يريد رسوما نفطية من جنوب السودان, ولن نفتح الانابيب وما في بترول من جنوب السودان سيمر في اراضينا الطاهرة حتي لا يذهب دولار واحد إلي هؤلاء المجرمين. وتوالت ردود الفعل الدولية عقب قرار دولة الجنوب بالانسحاب من هجليج مرحبة بالقرار ومعربة- في مجملها- عن القلق من تجدد القتال بين الدولتي لاسيما في ظل الخطوات التصعيدية الجارية علي الجانبين. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حكومة السودان الي تفعيل آلية مراقبة والتحقق من الحدود المشتركة للمساعدة في ضمان أمن الحدود المشتركة بينهما. وبدوره, حث الرئيس الأمريكي باراك أوباما حكومة السودان علي وقف قصفها الجوي لجنوب السودان, كما حث حكومة جنوب السودان علي وقف دعمها للحركات المسلحة في السودان وعملياتها العسكرية في المناطق الحدودية. وحث أوباما الرئيسين عمر البشير وسلفا كير علي العودة إلي طاولة المفاوضات لتسوية الخلافات بين البلدين عبر الطرق السلمية. وبدورها, رحبت بريطانيا بقرار الانسحاب باعتباره: خطوة هامة نحو نزع فتيل الأزمة والسماح بإستئناف الحوار بين البلدين. وقال وزير شئون إفريقيا بالخارجية البريطانية هنري بيلنجهام: من المهم أن يتم إنسحاب القوات بالتزامن مع الجدول الزمني وأن تلتزم القوات السودانية بضبط النفس. وعلي الصعيد نفسه, كشف وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو في حديث لوسائل الإعلام التركية عن تلقيه إتصالا هاتفيا من نظيره السوداني علي أحمد كرتي, طلب خلاله مساعدة تركيا العاجلة لوقف الإشتباكات الحدودية بين السودان وجنوب السودان, مبديا استعداد تركيا للقيام بدور الوساطة بين البلدين. ونقلت صحيفة تركية عن أوغلو قوله: لقد ناقشت هذا التطور مع نظيري البريطاني ويليام هيج علي هامش الاجتماع الوزاري لوزراء خارجية ودفاع حلف الناتو في بروكسل الاربعاء الماضي, واتفقنا علي العمل سويا لايجاد تسوية للصراع المسلح الذي قد يؤدي الي حرب شاملة في السودان.