سادت حالة من الذعر بين السودانيين أمس وتزاحموا علي شراء الوقود عقب إعلان حالة التعبئة العامة استعدادا لشن حرب ضد قوات الجنوب بعد احتلالها منطقة "هجليج" النفطية. وخيم شبح الحرب علي الدولتين فيما تواصلت الاشتباكات بينهما في منطقة الحدود المشتركة لليوم الثالث علي التوالي أمس، حيث قصف الجيش السوداني "بنتيو" عاصمة ولاية الوحدة المدينة النفطية الهامة في دولة جنوب السودان. وأكد ادم ياك نائب وزير الاعلام في جنوب السودان ان الجيش السوداني قصف فجر امس جسرا يربط "بنتيو" بالطريق المؤدية للشمال، متهما حكومة الخرطوم بمحاولة ايجاد الذرائع لشن حرب جديدة. وفي لهجة تصعيدية، رفض رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت الانسحاب من "هجليج" وهدد باجتياح منطقة ابيي اذا لم تنسحب منها الخرطوم. وقال امام برلمان بلاده " انه ابلغ سكرتير عام الاممالمتحدة بان كي مون بانه "ليس تحت امره" وانه سيرسل الجيش الي منطقة ابيي المتنازع عليها في حال لم تنجح الاممالمتحدة في إخلائها من القوات السودانية التي تحتلها منذ مايو الماضي". وفي الخرطوم، قال الرئيس السوداني عمر البشير ان جنوب السودان اختار الحرب تنفيذا لاجندات جهات خارجية كانت تدعمهم اثناء الحرب الأهلية. واضاف "ان الحرب ليست في مصلحة الجنوب او الشمال ولكن اخواننا في الجنوب لايدركون ذلك". وكان المؤتمر الوطني الحاكم في السودان قد اعلن حالة الاستنفار وحث المواطنيين علي التوجه لمعسكرات التدريب وجبهات القتال لصد عدوان دولة الجنوب. وتواصلت امس الجهود والمناشدت الدولية لوقف تصاعد التوتر بين الدولتين، حيث دعا الاتحاد الافريقي جنوب السودان إلي سحب جيشه من منطقة هجليج المتنازع عليها مع السودان فورا ودون شروط. كما حث السكرتير العام للأمم المتحدة سلفا كيير علي عقد اجتماع مع الرئيس السوداني في مسعي لإبعاد شبح اندلاع حرب شاملة بين الدولتين. ومن جهتها، ادانت الولاياتالمتحدة التدخل العسكري لجنوب السودان في منطقة هجليج.