أزمة قيام مجموعات من أهالي المصريين المسجونين في إسرائيل, بقطع طريق وسط سيناء واحتجاز سيارة تابعة لقوات حفظ السلام الدولية وبها30 ضابطا وجنديا. أدت إلي فتح ملف الجاسوس الإسرائيلي عودة ترابين من جديد خاصة مع وصول مبعوث إسرائيلي يوم الأربعاء الماضي قادما من تل أبيب علي متن طائرة خاصة في زيارة قصيرة لمصر تستغرق عدة ساعات يلتقي خلالها عددا من المسئولين الأمنيين في مصر لبحث التطورات الأخيرة, وكالعادة في كل مرة مع وصول وفد إسرائيلي إلي مصر, صرحت مصادر بمطار القاهرة أنه من المقرر أن يجري المبعوث الإسرائيلي مباحثات مع المسئولين الأمنيين في مصر حول تنفيذ صفقة الجاسوس عودة ترابين مقابل الإفراج عن56 سجينا مصريا لدي إسرائيل خاصة في ظل ما تردد عن قيام بعض المسجونين المصريين بالإضراب عن الطعام لحث السلطات المصرية علي تنفيذ الصفقة, أسوة بصفقة الجاسوس الإسرائيلي إيلان جرابيل في شهر أكتوبر الماضي مقابل25 مصريا في إسرائيل. ورغم أن أزمة احتجاز ضباط حفظ السلام بسيناء, قد انتهت بعد أن قام أهالي المسجونين باسرائيل بإعادة فتح الطريق المقطوع مرة اخري, وإطلاق سراح30 ضابطا وجنديا من قوات حفظ السلام, علي أمل عودة أبنائهم من اسرائيل مقابل اتمام صفقة الجاسوس عودة ترابين, إلا أن اللواء سامح سيف اليزل الخبير الإستراتيجي أكد أن اسرائيل لم تتقدم حتي هذه اللحظة بطلب رسمي للإفراج عن ترابين مقابل تسليم عدد من السجناء المصريين في السجون الإسرائيلية. وأكد سيف اليزل أنه في حالة التقدم بطلب رسمي لتسليم الجاسوس فمن المنتظر أن تتقدم مصر بحزمة من الطلبات في مقابل إتمام الصفقة, خاصة فيما يتعلق بشأن وجود نحو56 مصريا في السجون الإسرائيلية. وأشار إلي أن صفقة تبادل عودة ترابين تختلف عن الجاسوس الإسرائيلي إيلان جرابيل, لأن الأخير لم يكن صدر في حقه حكم قضائي بالسجن, بينما ترابين يقضي عقوبة السجن لمدة15 عاما في مصر, بموجب حكم صدر بحقه عام1999 بعد إدانته بتهمة نقل معلومات عسكرية لاسرائيل. وأضاف أنه في حالة التوصل إلي اتفاق بين الجانبين المصري والإسرائيلي في هذا الشأن, سيتم تبادل الجاسوس بالأسري المصريين عن طريق الاتصال المباشر بين الجانبين, وتحديد أسلوب وتوقيت المبادلة, ومن المنتظر أن يعود ترابين إلي إسرائيل لحصوله علي الجنسية الإسرائيلية, كما سيتم الإعلان عن تفاصيل الصفقة كاملة أمام الرأي العام المصري كما حدث في صفقة الجاسوس الإسرائيلي الأخيرة. وقال الخبير الإستراتيجي إن الجانب الإسرائيلي كان قد طلب من السلطات المصرية الافراج عن الجاسوس عودة ترابين ضمن صفقة الجاسوس الإسرائيلي إيلان جرابيل, إلا أن طلب الجانب الإسرائيلي قوبل بالرفض من السلطات المصرية. ونفي سيف اليزل كل ما تداولته بعض وسائل الإعلام خلال الأيام القليلة الماضية حول البدء في تنفيذ الصفقة, والإعداد لها حاليا بالإفراج عن الجاسوس مقابل الإفراج عن المصريين المسجونين في إسرائيل, وتم الترويج للصفقة عقب قيام الأهالي, بقطع طريق وسط سيناء واحتجاز سيارة تابعة لقوات حفظ السلام الدولية وبها30 ضابطا وجنديا من القوات بمنطقة وسط سيناء. وأكد أن الجانب المصري يضع مصلحة مصر وأبنائها في المقدمة, ولا مانع من إتمام أي صفقة من هذا النوع اذا كانت تصب في مصلحة مصر وأبنائها بالخارج. ومن جانبه أكد محمود لطفي محامي الأسري المصريين في إسرائيل ورئيس الحملة المصرية للإفراج عنهم أن المسجونين المصريين في إسرائيل دخلوا في إضراب مفتوح عن الطعام للمطالبة بإطلاق سراحهم, ولشعورهم بالتجاهل من قبل الحكومة المصرية بعد عدم مبادلتهم بالجاسوس الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأمريكية إيلان جرابيل في أكتوبر الماضي مع25 سجينا مصريا من زملائهم في السجون الإسرائيلية. وقال لطفي إن أهالي المسجونين نظموا عدة وقفات احتجاجية علي الحدود بين مصر وإسرائيل وأمام الجهات الأمنية بالعريش للمطالبة بالافراج عن أبنائهم المحتجزين في السجون الإسرائيلية أسوة بالمصريين الذين أفرج عنهم ضمن صفقة الجاسوس الإسرائيلي إيلان جرابيل, ومطالبة السلطات المصرية ببذل الجهود الجدية للافراج عنهم, إلا أن الأهالي لم يتلقوا أي ردود من الجهات المعنية, خاصة مع تدهور أحوال أبنائهم داخل السجون ودخول عدد من منهم في إضراب مفتوح عن الطعام للمطالبة بالإفراج عنهم وترحيلهم إلي مصر, ومع ذلك لم يكن هناك أي رد فعل رسمي تجاه المسجونين المضربين عن الطعام مما دفع الأهالي إلي تصعيد احتجاجاتهم. وقد أكد الأهالي, أنهم قاموا بقطع الطريق بهذه المنطقة للمطالبة بالإفراج عن أبنائهم المسجونين داخل سجون إسرائيل ظلما, نظرا لأن بعضهم حوكموا بدون وجه حق والبعض الآخر مسجون دون محاكمة أو حتي التحقيق معهم. ويطالب لطفي السلطات المصرية بفتح ملف الأسري مرة أخري واستكمال المرحلة الثانية من الصفقة بعودة باقي المصريين الموجودين في السجون الإسرائلية أسوة بالمفرج عنهم في المرحلة الأولي, ويحذر محامي الأسري المصريين من تجاهل هذا الملف الخطير.