كانوا في انتظار ان يتحدث معهم أحدا أو يأتي اليهم طالبا المشاركة، وعندما قامت هيئة ضمان الجودة والاعتماد المصرية بهذا الدور بمبادرة منها. بعد موافقة الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء، توافد علي العاصمة البريطانية لندن والعاصمة الفرنسية باريس عشرات من العلماء المصريين في الخارج الذين يشغلون مناصب اكاديمية رفيعة المستوي في الجامعات البريطانية والفرنسية والألمانية والبلجيكية والسويسرية والهولندية وغيرها, للمشاركة في أول لقاءين علميين موسعين مع وفد هيئة الجودة المصرية عقد الأول بالمركز الثقافي المصري بلندن والثاني بالسفارة المصرية بباريس. استمر اللقاء الأول بلندن4 ساعات متواصلة وكذلك اللقاء الثاني بباريس وقد شهدا حوارا علميا جادا يوضح ويؤكد مدي الاهتمام الكبير لهؤلاء العلماء المصريين المتميزين في مجالاتهم العلمية المختلفة والبارزين في العديد من المناصب للمشاركة والمساعدة والمساندة لجميع القضايا المصرية وتنمية القطاعات المختلفة في الدولة.. ووجد الجميع في هذين اللقاءين رغبة مصرية للتواصل مع هؤلاء العلماء ومجتمعهم, حيث أبدوا استعدادهم للبدء فورا وعقب هذين اللقاءين لوفد الهيئة برئاسة الدكتور مجدي قاسم رئيس الهيئة بتنفيذ كل مشاركة ومساهمة بالعمل الجاد في تطوير وانقاذ التعليم المصري من سلبياته كما جاء علي ألسنتهم خلال الحوارات. لا يخفي علينا أن نظام التعليم لدينا يحتاج إلي الكثير من الاصلاح والانجاز والتطوير ومشاركة ايجابية لهؤلاء العلماء بخبراتهم وعلمهم وتجاربهم الناجحة داخل جامعات هي الأفضل في العالم ومساندة في مراجعة الجودة والاعتماد لجامعتنا وطرح الافكار لتطوير مدارسنا التي أصبحت تحتاج إلي عمل جاد حيث أن السلبيات تزايدت بشكل كبير.. لذلك نري أن دور هذه الهيئة القومية للجودة ومشاركة العلماء المصريين هو الفرصة الحقيقية للاصلاح. الصورة كانت واضحة والكلمات جاءت حازمة وحاسمة والحوار كان ساخنا ودار في جو دافيء داخل الحجرات وبارد في الشوارع والميادين جاءت البداية بتوضيح وشرح للدكتور مجدي قاسم رئيس الهيئة للرد علي سؤال ماهي الهيئة ودورها واستكمل الدكتور حمدي نصار رئيس الهيئة الجوانب الفنية واسلوب العمل ثم بدأ حوار مفتوح اتسم بحرارة وسخونة في لندن وحماس يشوبه الهدوء في باريس.. وكانت المفاجأة ان العلماء بدأوا بالفعل في ارسال مقترحاتهم قبل ان يعود وفد الهيئة إلي مصر. جاءت اسئلة استفسارات العلماء حول مدي وأهمية هذا اللقاء وانه لن ينتهي عقب هذا الحوار كما تعودوا من قبل وأن مشاركتهم ستكون ذات اهمية من قبل الهيئة خاصة ان لديهم العزم علي التعاون وضرورة تحسين أوضاع المدارس والجامعات باعتبارها نقطة البداية الحقيقية لاصلاح أوضاع التعليم بصفة عامة والقضاء علي السلبيات العديدة في نظام التعليم وضرورة اعتماده علي الجودة والمعايير العالمية. كما يحدث في جميع الدول المتقدمة ولديها انظمة مستقرة وسياسة واستراتيجية واضحة ينفذها الجميع دون استثناء حتي يمكن تحويل العلم إلي منتج مع استخدام التكنولوجيا الحديثة والوسائل التعليمية المتقدمة والاعتماد علي الفهم دون الحفظ واعداد الطلاب علي اساس القدرات والمهارات واثراء الحوار داخل المؤسسات التعليمية المختلفة وتدريب جميع العاملين داخل المؤسسة التعليمية علي اساس تخطيط علمي ونشر ثقافة الجودة التي لاتعرفها المؤسسات التعليمية والمجتمع من قبل ومساندة الهيئة القومية للجودة للقيام بدورها وإلزام جميع المدارس والجامعات بكلياتها بالتقدم للاعتماد حتي تتعرف علي مشاكلها وتكون قادرة علي مواصلة الاصلاح والتطوير ومحاسبة أي مؤسسة لا تتقدم للاعتماد خلال خطة تتقدم وزارتا التربية والتعليم والتعليم العالي بها خلال فترة محددة والا تترك المدارس والجامعات دون إلزام حيث سيكون هذا الألزام البداية التي سيشعر بها المجتمع فيبدأ في المساندة والمشاركة للنهوض بهذه المنظومة التي ستحدث تغييرا حقيقيا في جميع القطاعات حيث أن جميع الدول التي نهضت بدأت باصلاح التعليم في جميع مراحله أولا واعتبرته الأولوية الأولي. كما تضمنت اسئلة واستفسارات العلماء ضرورة ان يكون لدينا مؤسسات تعليمية تدرك جيدا مسئولياتها تجاه المجتمع ووضع مفهوم محدد للأستاذ الجامعي في ضوء التطور العالمي الذي يحدد مهام مختلفة للأستاذ الأكاديمي والأستاذ المحاضر والاستاذ المتفرغ للبحث العلمي لأنه لم يعد هناك استاذ يصل داخل الجامعة يمارس عملا آخرخارج جامعته والقضاء علي آفة الدروس الخصوصية في المدارس والجامعات خاصة أنها تعجز أي نظام من التقدم وتحسين أحوال المعلم كركن اساسي في العملية التعليمية وان تكون هناك شفافية ووضوح كامل وتقويم مستمر للعملية التعليمية. وطالب العلماء بضرورة وجود محاسبة لكل من يعمل داخل منظومة التعليم وأن عدم المحاسبة يسهم بشكل كبير في اظهار سلبيات هذه المنظومة واعراضها مع ضرورة أن تكون هناك معايير محددة ضابطة وحاسمة من هيئة الجودة لجميع المدارس والجامعات دون استثناء ومعاملة الجميع معاملة واحدة والا تكون هناك مقاومة أو خوف من المدارس والجامعات للتقدم للاعتماد أو الأخذ بنظام الجودة الذي تتقدم به الهيئة.. وطالب الجميع بضرورة ان يتغير الواقع الحالي لنظام التعليم ومساعدة المؤسسات علي النهوض بنفسها وأن يكون البحث العلمي هو الأساس في عمل الطلاب والدارسين وليس حفظ المعلومات واطلاق الحرية في الابداع وزيادة التمويل والعمل داخل المؤسسات بفريق عمل وليس فرديا وإختيار القيادات المناسبة وفقا لمعايير وليس لاعتبارات أخري حتي يشعر الجميع بان المتميز يأخذ حقه.. ونسأل البعض اذا كانت الهيئة قد بدأت عملها منذ عامين فكم عدد المدارس والكليات التي تقدمت للاعتماد وكانت المفاجأة للجميع والتي ارتفعت منها الأصوات انه تقدمت1700 مدرسة من بين40 ألف مدرسة و31 كلية ومعهدا من بين كليات18 جامعة حكومية وآلاف المعاهد والجامعة الامريكية فقط من بين20 جامعة, خاصة خلال عامين حيث حدد القانون ان تتقدم جميع هذه المدارس والجامعات خلال5 سنوات لذلك يتبقي فقط3 سنوات.. والسؤال الذي يفرض نفسه في هذه الحالة: وماذا ستفعل الدولة تجاه هذه المؤسسات؟ وخلال اللقاءين أكد الدكتور مجدي قاسم رئيس الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد ان الوفد جاء لبناء جسر للتواصل مع العلماء المصريين, هذا الكيان العلمي الضخم في امكانياته وتطلعاته وألا يكتفي بعلماء مصر داخل الوطن فقط في تحقيق الانجاز لتطوير التعليم ووضعه علي المسار الصحيح وان يكون لابناء مصر في الخارج دور دون التواصل عن بعد وقررت الهيئة بعد موافقة الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء الانتقال لهم في الأماكن الموجودين فيها حيث إن مصر تواصل بجهود ضخمة تطوير التعليم. وأن هناك بالفعل استاذا مصريا من امريكا يشارك حاليا في زيارة لاعتماد كلية طب جامعة قناة السويس وهو مؤشر علي رغبة قوية للأستفادة من علماء مصر في الخارج لما لديهم من خبرات وتراكم حيث شارك كبار علماء من مصر في الداخل من جميع التخصصات وعدد من المتخصصين لوضع جميع المعايير لجميع أنواع التعليم استغرقت40 ألف ساعة حيث دخل علي البوابة الألكترونية للهيئة مايقرب من مليون والتي تضم كل ما يحتاج اليه المعلم والمدرسة والجامعة وكذلك التدريب بالفيديو كونفرانس وتحويل التدريب إلي تدريب عن بعد الكتروني علي البوابة يستفيد منه الجميع. وأوضح الدكتور حمدي نصار نائب رئيس الهيئة ان الهيئة تقدم العون الي المؤسسات التعليمية التي تطلب من الهيئة دورات تدريبية وإعداد برامج للجودة ومعلومات حول خطوات الاعتماد بشكل مستمر والتأهيل... وانه تم تحديد معايير تتناسب مع طموح الدولة من تطوير التعليم وعالمية شارك فيها علماء مصر وخبراء متميزون وبعد التصرف علي جميع المعايير التي تطبقها الدول المتقدمة والتي لها هيئات للجودة. وأضاف أن الهيئة لديها رغبة قوية في مشاركة العلماء في الخارج ضمن علماء مصر في الداخل لتطوير التعليم واجراء المراجعة بالجامعات خاصة أن نظام الجودة جديد علينا في مصر ويحتاج إلي دعم خاصة أن هناك قانونا ولائحة تنفيذية للجودة والاعتماد ومعايير ونماذج تحدد المهارات والقدرات خلال مراحل التعليم وادلة للمعلم والمتعلم والمدرسة. وشاركت الدكتورة نادية بدراوي عضو مجلس ادارة الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد في لقاء لندن واكدت ان دور العلماء المصريين في الخارج في غاية الاهمية ويجب المساهمة من أجل مصر وتقوية هذا النظام في مؤسساتنا. وكانت مساهمة سفيري مصر في لندن وباريس ذات أهمية كبري حيث شاركا خلال اللقاءين فأكد السفير حاتم سيف النصر السفير المصري بلندن ان في مصر نماذج ناجحة ومشرفة في الخارج وسفراء نتباهي بهم ونعتز بقيمتهم وقدرتهم مشيرا إلي التحدي الأكبر التي تعمل مصر علي مواصلة تطويره من أجل المجتمع ويتعلق بالتعليم ونظامه للنهوض بمكوناته في جميع المراحل في المدارس والجامعات وأهتمام الدولة والحكومة بتحقيق انجاز في هذا القطاع خاصة أن الاستثمار في الثروة البشرية هو الاستثمار الرابح عبر الزمان والانفتاح علي المدارس العلمية. كما اكد السفير المصري بباريس ناصر كامل أن مبادرة الهيئة القومية للجودة المصرية للقاء العلماء المصريين جاءت لبناء جسر للتواصل واقرار ودعم ممارسات ضمان جودة التعليم والاعتماد في مصر وتوثيق الصلات والاستفادة من خبراتهم في شتي نواحي العلم والمعرفة, وذلك لوضع التعليم في مساره الصحيح والارتقاء بمستوي الجودة في مدارسنا وجامعاتنا وأن يكون لابناء مصر دور في المشاركة الفعالة في تطوير التعليم والنهوض به لما له من أثر علي الارتقاء بالمجتمع والقطاعات الآخري. وقد شهد اللقاءان مشاركة ومساهمة متميزة لدعوة العلماء واقامة اللقاءين والتنظيم من المركزين الثقافيين بلندن وباريس حيث شاركا بنجاح في إعداد لقاءات وحوارات متميزة وتم الاتفاق في نهايتهما علي تنظيم زيارات دورية للعلماء وورش عمل متواصلة في اللجان التي تقوم بمراجعة أوضاع المؤسسات التعليمية لمنحها شهادات الجودة والاعتماد, بالاضافة إلي ورش عمل حول التخصصات العلمية المختلفة.. وكانت هذه الجهود المتميزة للدكتور نادر مطر المستشار الثقافي المصري بلندن والدكتورة كاميليا صبحي المستشار الثقافي المصري بباريس والدكتور السيد تاج الدين المستشار الثقافي المصري ببرلين.{