رغم ان ما حدث لا يعدو مسألة فردية لا يجوز معها التعميم، إلا أن ما بث على إحدى الشبكات الخاصة وصم إعلامنا «الضعيف» أصلا ، بالعار وفضيحته صارت مدوية في اركان الدنيا المختلفة تتندر بها واحدة من كبرى صحف العالم انها الواشنطن بوست الغريب والمثير أن «الميديا» المرئية والمقروءة على السواء دائما ، كانت ومازالت تسخر وتنتقد احيانا بصورة جارحة فهلوة البسطاء من أبناء وطننا ، وإتهامهم بالتنبلة والاستسهلال انطلاقا من مأثورات عدة مثل «يا عم هو في حد شايف» ، «قول ياباسط» إلى آخره. ثم يتبين ان تلك السخرية ما هي إلا اسقاط يكشف عورة الذين يسخرون من عباد الله، وها هي وسائلهم المشبوهة تستخف بعقول البشر بشكل مريع ، ثرثرة ما بعدها ، وحكايات لا أساس لها فلا معلومة موثقة، يُذكر فقط كلام مسترسل دون ضابط او رقيب أو حسيب . إضافة إلى اختلاق قضايا ما انزل الله بها من سلطان من فرط سذاجتها ، أما عن الفبركة والفوتو شوب فحدث ولا حرج. وهكذا استخدمت فنون التكنولوجيا أسوأ استخدام وكأننا أمام عصابات نصب واحتيال ناهيك عن تلك السيول الجارفة من الجمل والمفردات والعبارات الجارحة وفيها شتائم بالأم والأب والخال والعم والاخت بلا اي تفرقة . ثم نعيب على السبكي ونطلب دون وجه حق منع افلامه ، في حين أن مضامينها حتى وان اتسمت بالمغالاة والمبالغة إلا انها مرآة تظهر بعضا من مآسينا النفسية والاخلاقية ، وعلى أى حال ما تقوم به ميديتنا هو الأفظع والأسوأ ، فقط نريد أن ندفن رءوسنا في الرمال . اعلامنا يا سادة ينهار أمام اعيننا وليس هناك من مغيث ، المذهل ان الرئيس انتقد والحكومة ضغطت ، ورغم بطء المجلس الاعلي للصحافة ومعه لجنة الخمسين ، إلا انهما في النهاية أنجزا مشروعا جامعا، لا يصوب الاعوجاج فحسب بل ينسفه من جذوره تمهيدا لتدشين إعلام جديد. لمزيد من مقالات سيد عبد المجبد