في حياة كل إنسان لحظة لا تعود بعدها الحياة كما كانت ..!! الانسان دائم البحث عن لحظة سعادة أو نجاح او متعة لكنه لا يدرك انه قد يفقد لحظة العمر في رحلة البحث.. عزيزي القارئ لحظة من فضلك للتَفكُر في قيمة اللحظة قبل البحث عنها، فالعمر لحظة حياة. منذ خمس سنوات تقريباً كنت في رحلة عمل بإحدى الدول الافريقية؛ في بداية الرحلة كنت دائمة البحث عن لحظات العمل، لا أترك موعد أو مؤتمر لأقتنص الفرص لعمل حوارات ولقاءات أعيش معها لحظات النجاح. كل يوم كان أشبه بالأخر لم أتمتع بجمال البلد سوي لحظات من خلال نافذة الحافلة التي كانت تنقلي من مكان لأخر، ظل الوضع هكذا حتي تعرفت علي أحدي الصديقات هناك التي شجعتني للخروج عن نطاق العمل المألوف لأعيش بين طبيعة البلد أمتع اللحظات؛ أدركت في هذا اليوم أن متعة الاكتشاف والاستمتاع باللحظة قد تكون هي اللحظة التي انتظرها؛ خاصة واني تعرفت علي كثير من الشخصيات وقتها خارج نطاق المؤتمر نسجت من خلالها واحد من أجمل وأقرب المواضيع إلي قلبي. ومن هذا اليوم إلي نهاية الرحلة لم تعد جلسات المؤتمر هي شغلي الشاغل فقط بل اقتناص معرفة البلد والأخر ومتعة المغامرة كانت جزء أساسي أيضاً من رحلتي. هذا ليس كل شيء فما تعلمته خلال الرحلة ربما كان بداية لما تعلمته في نهايتها عندما تعطل المحرك الايسر لطائرة العودة...وسط نحيب وحراك بعض الركاب أغمضت عيني لأري شريط حياتي للحظة، تذوقت وقتها معني العمر لحظة وأنا أري وجه أمي أمامي ولا أستطيع مصافحتها، وندمت علي كل لحظة افتقدت فيها أبي ولم أدرك أنه يعيش بين عينيها، في هذه اللحظة تمنيت أمي لو للحظة كما كنت أتمني أبي.. تمنيت لحظة مصافحة واستغفار وصلاة، تمنيت كل ما كان بين يدي ولم أراه ولو للحظة سوي في هذه اللحظة. وها أنا الأن عزيزي القارئ أتحدث اليك بعد أن مرت هذه اللحظة التي علي الرغم من مرارها جعلتني أتذوق جمال لحظات أخري بين يدي. قبل أن تتخذ قرار أو طريق أو تغضب وتفقد أعصابك؛ لحظة من فضلك.. فكر ولو للحظة فربما تفقد عمل أو علاقة اجتماعية أو حياة لا يساويها أي كسب مادي أو معنوي. انتهز لحظة أنت صاحبها الان قبل أن تصبح ذكري في لحظات الأخرين. [email protected] لمزيد من مقالات مى إسماعيل