انتهينا في المقال السابق مشاهد من البيت العتيق إلي أننا سنعرض تفصيليا واقعة الرفث في أثناء مناسك فريضة الحج مصداقا لقول تعالي "فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج" وبدأ المولي عز وجل نواهيه وتأكيده لعدم إتيان مثل هذه الأمور في الحج تأكيدا علي أنها من مبطلات الحج بالرفث لخطورته وأهميته خاصة لسهولة حدوث ذلك بين الزوجين إذ لم يتماسكا أثناء تأديتهما المناسك... والواقعة التي حدثت كان بطلها حاج فلسطين واعتقد حسب ما رويت لي الواقعة من صديق فلسطيني كان يؤدي المناسك معنا هذا العام ان الواقعة حدثت بالفعل العام قبل الماضي، حيث أتي الحاج الفلسطيني زوجته في نهار عرفات والعياذ بالله، الواقعة صرح بها الحاج نفسه عندما عاد من الحج طالبا من وزارة الأوقاف الفلسطينية ان يتم استثناؤه ليعود لأداء مناسك الحج نظرا لأنه جامع زوجته في نهار عرفات هذا ما كتبه بخط يده لرؤسائه طالبا منهم العودة لأداء فريضة الحج. الواقعة حدثت رغم بشاعتها ورغم ان ماحدث ليس حراما حدوثه بين الزوجين ولكن ان يحدث ذلك بين الزوجين وهما واقفان في عرفة بين يدي خالقهما يناجيانه من اجل غفران ذنوبهما لا ان يقعا معا في ذنب كبير بهذا الحجم أثناء تأديتهما المناسك. هذه الواقعة الصعبة أبطلت الحج تماما وليس هذا فحسب بل سيتحمل الزوجان إثما كبيرا بحسب ما ذكره علماء أوقاف فلسطين، عندما اجتمعوا لبحث الأمر وكانوا في حيرة من أمرهم حتى قرروا عودته لأداء فريضة الحج في العام السابق لكن بقى الإثم والله اعلم وحده بالجزاء الذي سيوقع عليه أم سيتجاوز المولي عن هذا الفعلة التي ليست في محلها؟ الله وحده اعلم. وعودة إلي المشاهد السلبية التي رأيتها في أثناء المناسك وأداء فريضة الحج بخلاف ماسبق عرضه في المقالين السابقين، هذا المشهد المؤلم الذي سمعته من احد المشايخ قبل سفري ولم أصدقه لبشاعته وهو شرب السجائر أثناء أداء المناسك ورأيت بعيني هذا المشهد رأيته في عرفات فهل تصدقون ذلك يا سادة ؟! احد الحجاج وزميله يدخنان السجائر أثناء نهار عرفات وهما فوق جبل عرفات جبل الرحمة والمغفرة الذي يباهي المولي بعباده ملائكته وهم واقفون عليه، فكيف يباهي المولي عز وجل بعباده الملائكة، وبعضهم يشرب دخان السجائر في الهواء بدلا من تفرغه للعبادة والتلبية والذكر فهل هناك استهانة أكثر من ذلك واسفاه بل شديد الأسف علي ما رأيت. ليت الأمر انتهي عن هذا الحد بل هناك ما هو ادهي وأمر وأضل سبيلا هو ما شاهدته ببصري أثناء ذهابي للوضوء قبل الساعة الثالثة بعد الظهر، حاج عراقي يؤدي مناسك الحج معنا في ضيافة رابطة العالم الإسلامي، وأثناء ذهاب الرجل للوضوء وأنا خلفه سقط سقطة وكأنها سقطة من الدور العشرين في اقل من لحظة كان الفارق بين الحياة والموت اقل من لحظة سقط الرجل فاقدا الحياة تماما. لقد رأيته بعد سقوطه لم يتحرك أو يتألم وجحظت عيناه وأخلد إلي ربه ملبيا وسيبعث ملبيا، في نفس هذه اللحظة والكل يجري نحو الرجل محاولا إسعافه إلا رجلان لم يتحركا لحظة واحدة ويمسكان بسيجارتيهما يدخنان مطلقان الدخان إلي عنان السماء فهل هذا يليق؟ ومتى يتعظ الإنسان إذن؟إذ لم يتعظ وهو ذاهب إلي ربه يرجو مغفرته ورحمته ليدخله الله جنته بعدما يتقبل منه حجته ويجعل ذنبه مغفورا وحجه مبرورا...لماذا لم يتعظ الرجلان من حالة الوفاة التي وقعت علي بعد سنتيمترات منهما وهما جالسان يدخنان السجائر فهل هذا يليق؟ رجال في حالة جدال وآخرون في حالة فسوق وحاج في حالة رفث ورابع يدخن السجائر وغيره الكثير من الأمور التي نهانا عنها المولي عز وجل، وينهي عنها الخلق القويم فلماذا إذن الذهاب إلي البيت الحرام ومسجد الرسول ومزدلفة ومنى وعرفات ؟... أرجو ان يجيب الناس والعلماء. لمزيد من مقالات فهمي السيد