لم يبق على فترة الصمت الانتخابى سوى يومين فقط، وتسعى الأحزاب والقوى السياسية المتنافسة من أجل ترك انطباع إيجابى لدى الناخبين، قبل أن تلفظ مرحلة الدعاية الانتخابية للجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية أنفسها الأخيرة، ولو على حساب تشويه المنافسين، كما تحولت الدعاية ذات الأساليب الخاطئة، إلى نيران صديقة ضد المرشحين البرلمانين فى بعض الدوائر. فمن جانبه شن الرئيس الشرفى لحزب الوفد عضو الهيئة العليا أحمد عودة هجوما على «حزب المصريين الأحرار» اتهمه بتوظيف المال السياسى فى إغراء مرشحى الأحزاب للانضمام إليه، الأمر الذى يبعد الحزب عن المنافسة الشريفة عبر ممارسات استقطاب حادة. واتت تلك الاتهامات على أرضية انضمام العضو السابق بالحزب ياسر التركى رسمياً لحزب المصريين الأحرار وتوقيع وثيقة الانضمام فى أمانة المنيا بحضور أمين حزب المصريين الأحرار بالمحافظة مجدى مفتاح. ما عمق الخلافات القائمة بين الحزبين لكونها ليست المرة الأولى التى يحدث فيها مثل هذا الاستقطاب، ويضع الوفد فى موقف حرج قبل أيام من الانتخابات البرلمانية. ورفض ياسر التركى انتقادات «عودة»، مؤكدًا أنه انضم للمصريين الأحرار بكامل إرادته دون إغراءات مالية، بل انتقد بشكل غير مباشر حزب الوفد بقوله: العمل السياسى يجب أن يكون عبر أحزاب تعمل بطريقة مؤسسية، مثل «المصريين الأحرار»، أنه اختار الحزب لثقله السياسى وحضوره الكبير بالشارع ودفاعه عن أعضائه بالمحافظات، عكس ما يحدث فى الوفد الذى يعانى حسب توصيفه من أزمات داخلية وانقسامات أدت لهروب المرشحين والأعضاء منه. كما شن نائب رئيس حزب النور للشئون القانونية ومرشح بقائمة الحزب عن غرب الدلتا، طلعت مرزوق هجومًا على «التيار المدني» مدللاً بضعف تمثيل الشباب والمرأة داخل أحزابه رغم توظيفهما فى صراع مع الحزب، فعدد المرشحات اللاتى دفعت بهن أحزاب التيار المدنى لم يتجاوز 5% من إجمالى مرشحيه، وكذلك الشباب، متسائلا اين التمكين الذى يتحدثون عنه ليل نهار لتلك الفئات؟. وقال مرزوق خلال مؤتمر دعم مرشحى الانتخابات والذى نظمته أمانة المرأة بحزب النور، مساء أمس الأول: أين الأحزاب المدنية والعلمانية التى صدّعت رءوسنا عن دور المرأة وأطلقت الشعارات الرنانة عن دورها. فيما أكد أشرف ثابت، نائب رئيس حزب النور ومرشح قائمة غرب الدلتا، إن الحزب حريص على عدم المشاركة فى أى أحداث تزيد من حالة الانقسام المجتمعي، وأنه لن ينجر وراء الحملات الموجهة للحزب ومن بينها حملة لا للأحزاب الدينية، كما طالبت مريم بسام، مرشحة قائمة حزب النور بغرب الدلتا، المصريين بالمشاركة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة. وأكدت أن مرشحات حزب النور سوف يجتهدن من خلال الدخول فى الحصول على حقوق المرأة والطفل وكل مصرى وعدم التفريق بينهم على أساس دينهم أو لونهم أو زيهم الشرعي. فيما حذر حزب الجيل الديمقراطى برئاسة ناجى الشهابى عضو المجلس الرئاسى لائتلاف الجبهة المصرية وتيار الاستقلال من المال السياسى الذى يسيطر على المشهد الانتخابى حاليًا ويقوم بشراء أصوات الناخبين،والمرشحين فى آن واحد، مما يفرغ الانتخابات من مضمونها وأهدافها بتكوين برلمان يعبر عن الشعب وليس برلمانا لمن يمتلك المال. أما حزب التحالف الشعبى الاشتراكى فقد أطلق حملة بعنوان «لو انتخبتوهم» لتوعية الناخبين ضد مخاطر انتخاب تجار الفساد والاستبداد والدين سواء من المنتمين لأحزاب أو المستقلين. وأكد مدحت الزاهد نائب رئيس الحزب فى تصريحات خاصة ل «الأهرام» أن المبادرة تهدف لأن يكون البرلمان القادم خاصة بعد ثورتين جديرا بمصر، وطالب الناخب بانتخاب من يكون له مرجعية لشعارات هتف بها عشرات الملايين فى ثورتين وهى العدالة الاجتماعية والكرامة والحرية وأن يكون هذا المرشح أمينا على أصواتهم وممثلا لمصالحهم وآلا يحول البرلمان للوجاهة الاجتماعية أو لتحريك مصالحه أو لإصدار التشريعات التى تخدم الفاسدين. وقال الزاهد قد يكون توقيت إطلاق تلك المبادرة تأخر بعض الوقت لكنها تبلورت منذ بدء إطلاق العملية الانتخابية وقد تمت ملاحظة عزوف الناس عن المشاركة لأنهم يرفضون الوجوه القديمة. فيما تحولت الدعاية ذات الأساليب الخاطئة، إلى نيران صديقة ضد المرشحين البرلمانيين بالإسكندرية، إذ أضحى استخدام مكبرات الصوت بشكل مزعج، ولصق المنشورات والصور على دور العبادة والمحال التجارية ومنازل البسطاء دون موافقتهم، وإطلاق الوعود الوهمية للناخبين، أشواك فى ظهر المرشحين من قبل أنصارهم ومدراء حملاتهم الانتخابية.