اعترفت فيديريكا موجيرينى المفوضة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى بأن التدخل العسكرى الروسى فى سوريا يغير قواعد اللعبة، موضحة أن ذلك ينطوى على بعض العناصر المقلقة للغاية، وذلك فى إشارة إلى ضرورة التنسيق العسكرى مع قوات التحالف الدولي. وحذرت موجيريني، خلال اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبى فى لوكسمبورج امس ، من أن أى عملية عسكرية ضد تنظيم داعش والجماعات الارهابية الأخرى فى سوريا يجب «أن يتم تنسيقها وإلا فإنها يمكن أن تكون فى غاية الخطورة، وذلك ليس من وجهة نظر سياسية فحسب، ولكن بصورة رئيسية من وجهة نظر عسكرية». وعما إذا كان يتعين أن تشمل الجهود الدبلوماسية المبذولة لحل الأزمة السورية الرئيس بشار الأسد، قالت المسئولة الأوروبية إنه يجب مشاركة «جميع الأطراف الفاعلة» فى المفاوضات. وتابعت أن يجب أن يضع الاتحاد الأوروبى كل طاقته لدعم جهود الأممالمتحدة لإحلال السلام فى سوريا، ويجب أن تشمل هذه العملية كل الأطراف الفاعلة. من ناحية أخرى، قال ميروسلاف لايكاك وزير خارجية سلوفاكيا: «إن الأسد حقيقة، إنه عامل مهم لإنجاح الجهود الدبلوماسية». ولكن نظيره البريطانى فيليب هاموند حذر قائلا: «إذا حاولنا أن نعمل مع الأسد، فلن نقوم إلا بدفع المعارضة إلى أحضان داعش»، موضحا أن بريطانيا «مرنة» إزاء توقيت وطريقة رحيله. وفى غضون ذلك، أشار البيان الختامى للاجتماع إلى أن أوروبا تدعم عملية انتقال سلمية وشاملة، وذلك دون الإشارة إلى الرئيس الأسد. وأكد البيان أنه «لا يمكن أن يوجد سلام دائم فى سوريا فى ظل وجود القيادة الحالية وحتى يتم اختيار حكومة شرعية وتتحقق طموحات المجتمع السوري». وتابع أن التصعيد العسكرى الروسى يهدد بإطالة أمد الصراع، ويقوض العملية السياسية. وفى موسكو، قال سيرجى لافروف وزير الخارجية الروسى : «طلبنا من التحالف الدولى الذى تقوده الولاياتالمتحدة إطلاعنا على مواقع داعش والمعارضة المعتدلة لكننا لم نتلق أى رد». وأشار لافروف إلى أن موسكو مستعدة للتعاون مع المعارضة المعتدلة فى الحرب ضد داعش. وأوضح أن موسكو لم تتفق بنسبة 100٪ بعد بشأن سوريا مع أمريكا وحلفائها الإقليميين، لكن هناك تقدما واضحا فى هذا الصدد. وفى واشنطن، أكد الرئيس الأمريكى باراك أوباما أن الأزمة السورية أصبحت مشكلة صعبة للعالم أجمع والأهم للشعب السورى نفسه الذى وقع فى شرك نظام استبدادي، على حد وصفه. وأضاف أوباما أنه «لا يوجد هناك حل سريع للأزمة السورية « ، وقال « إن من أولويات الولاياتالمتحدة أولا الحفاظ على أمن الشعب الأمريكى وثانيا الاستعداد للعمل على المستوى الدبلوماسى ومساندة المعارضة السورية المعتدلة فى إقناع روسيا وإيران بممارسة ضغوط على الأسد لقبول عملية انتقال سياسية». وردا على سؤال حول قيام روسيا بعمليات عسكرية فى الشرق الأوسط للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية، قال أوباما «إن سوريا ظلت حليف روسيا الوحيد فى المنطقة ، ولكن بدلا من أن يعتمد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين على مساندة الأسد له، كرس بوتين جيشه وقواته لدعم حليفه الوحيد». وفى اسطنبول، أعلن أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء التركى أن بلاده ستجرى محادثات مع روسيا وإيران للعمل فى سبيل التوصل إلى حل سياسى فى سوريا لكنها لن تتبنى سياسة خارجية «تضفى شرعية على الأسد». وأضاف داود أوغلو،فى مقابلة مع قناة «إن.تي.في»، أن الضربات الجوية الروسية فى إدلب وحلب بسوريا ستتسبب فى تدفق جديد للاجئين على تركيا. وفى الوقت ذاته، أعلن الجيش التركى فى بيان أن أنظمة صواريخ مقرها سوريا تعرضت لأربع مقاتلات تركية من طراز «إف 16» قرب الحدود بين البلدين أمس الأول، وإن وحداته ردت «الرد اللازم». ولم يحدد الجيش ماهية الرد، لكن هذه المرة الأولى التى يشير فيها إلى «الرد» بعد تعرض مقاتلاته لمثل هذه الأحداث على مدار أسبوع تقريبا. وفى سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن موسكو أجلت رحلة استطلاع مخططة فوق الأجواء التركية بناء على طلب من أنقرة. ومن جانبه، قال ينس ستولتنبرج الأمين العام لحلف شمال الأطلنطى «الناتو» إن استمرار روسيا فى دعم الرئيس السورى سيطيل أمد الصراع. وأشار ستولتنبرج، خلال اجتماع للجمعية البرلمانية للحلف فى النرويج، إلى أنه «يجب على روسيا أن تلعب دورا بناء فى التصدى لداعش، وأن دعم الأسد ليس بناء، هذا لن يؤدى إلا لإطالة أمد الحرب فى سوريا». وعلى صعيد العمليات العسكرية فى سوريا، أعلن الجيش السورى أن قواته حررت 5 بلدات جديدة فى محافظة حماة، وذلك بسبب ما وصفه ب»الإجراءات الفعالة لسلاح الجو الروسي». ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن قائد العملية العسكرية فى محافظة حماة «إبراهيم صلاح» قوله إن الجيش السورى بدأ هجومه بعد الضربات الجوية الروسية، وأدى الهجوم إلى مقتل العشرات من المسلحين، وفر آخرون منهم، مؤكدا أن القوات السورية تقترب من حدود محافظة إدلب التى يسيطر عليها المسلحون بالكامل.