يبدأ اليوم رئيس وزراء فرنسا مانويل فالس زيارة رسمية للقاهرة تستمر لمدة 36 ساعة، على رأس وفد رفيع المستوى يضم وزير الدفاع وأكثر من 30 رجل أعمال، لبحث تطورات الأوضاع الاقليمية،والدولية فى كل من ليبيا،وسوريا،واليمن، فضلا عن العلاقات الثنائية بين البلدين خاصة على الصعيد الاقتصادى وزيادة حجم التبادل التجاري، حيث سيتم عقد لقاء مشترك مع مجلس الأعمال المصرى الفرنسي. كما تتطرق المباحثات الى التحضير لمؤتمر المناخ الذى ستستضيفه باريس ديسمبر المقبل فى ضوء تمثيل مصر للمجموعة الافريقية للجنة المناخ بالأمم المتحدة. وقال اندريه باران سفير فرنسا بالقاهرة فى تصريحات ل«الأهرام» ان الزيارات المكثفة بين الجانبين المصرى والفرنسى تعكس مدى متانة العلاقات بين البلدين،مشيرا الى ان الجانب الاقتصادى سيحظى بأهمية كبيرة خلال زيارة رئيس وزراء بلاده للقاهرة نظرا لاهتمام الشركات الفرنسية بالاستثمار فى مصر،والنفاذ للسوق المصرية، والانطلاق منها لأسواق اخري، حيث ان فرنسا هى خامس اكبر مستثمر بها. وأضاف باران ان الوجود الفرنسى فى مصر قائم بالفعل ومتنوع،وان الوفد المرافق لرئيس الوزراء سيغطى تقريبا جميع المجالات كالمصارف، والخدمات المالية، والبنية التحتية،فضلا عن المواصلات والزراعة، الى جانب السياحة،اما القطاعات الاكثر جذبا لانتباه الشركات الفرنسية فتتمثل فى قطاعات النقل بجميع انواعه، الطاقة،والطاقة المتجددة بالاضافة الى المنتجات الغذائية الذى تتمتع فيها فرنسا بخبرة طويلة. اما عن التعاون فى المجال العسكرى فأكد السفير الفرنسى ان العقود التى وقعت بين مصر وبلاده فى هذا المجال تضع هيكلاً جديداً للتعاون بين البلدين قائلا: مصر بالنسبة لنا ليست مجرد «عميل»،وانما تمخض عن هذه العقود- سواء كانت الفرقاطة أو طائرات الرافال وحاملتى الطائرات-تعاون اخر يتعلق بالتأهيل،والتدريب،وبناء السفن،من خلال تدريب الطيارين المصريين على الطائرات الجديدة و صيانتها. وكشف باران عن ان الصفقة الاخيرة الخاصة بحاملتى الطائرات ميسترال لا تقتصر فقط على كونها حاملة طائرات،وإنما هى أيضا سفن قيادة متعددة المهام،يمكن أن تحمل هذه السفن الحربية معدات أسلحة، كما أنها مزودة بمستشفى على أعلى مستوي، وأجهزة قيادة تمثل مركز قيادة متنقلا، مشيرا إلى أن موعد تسليم الميسترال لمصر لم يتحدد بعد. وعن التحضير لمؤتمر المناخ وما تردد عن وجود خلافات حول الوثيقة النهائية أوضح باران ان بلاده تدرك جيدا صعوبة المهمة التى تولتها لكنها على ثقة من ان المفاوضات سوف تسفر عن حل ملزم للجميع، موضحا أن دور فرنسا كرئيس للمؤتمر هو العمل على تقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف للوصول لنتيجة مرضية،وهى مسئولية شاقة لكننا قادرون على تحملها بالتنسيق مع مصر التى تلعب دورا مهما فى هذا الاطار من خلال تمثيلها للمجموعة الإفريقية. وحول التدخل العسكرى الروسى فى سوريا كشف السفير الفرنسى عن ان بلاده ترحب بكل الاسهامات اذا ما تعلق الأمر بمكافحة الارهاب وداعش فى سوريا مادام قد وصل للاهداف المحددة. ففرنسا سبق أن تدخلت لمجابهة الارهاب قائلا: وإذا ما قررت روسيا التدخل للتصدى للإرهاب فلا يتعين على أى طرف أن يشتكي. وعن تفسيره لعدم تحقيق ضربات قوات التحالف نتائج ملموسة حتى الآن فى القضاء على داعش ارجع باران السبب وراء ذلك إلى أن التدخل العسكرى بصفة عامة جواً فقط لا يسفر عن نتائج، مؤكدا ضرورة التوصل الى حل سياسي،ولكن لا يمكن ان يشمل الضحية والجانى معا، فمن وجهة نظرنا بشار الاسد لن يكون جزءا من الحل، ولابد من أن نضع مصالح كل أطياف المجتمع السوري. وبالنسبة لطبيعة الوجود الفرنسى فى سوريا اوضح باران أنه على الرغم من أن فرنسا جزء من التحالف الدولى ضد داعش الا أنه عندما قررنا توسيع ضرباتنا فى سوريا اخترنا أن نحتفظ باستقلاليتنا على مستوى التحرك والقرارات، اى اننا نحن الذين نحدد اهدافنا وادواتنا للوصول للأهداف.