منح الجهاز الفني للمنتخب الوطني الأول لاعبيه راحة لمدة ثلاثة أيام عقب عودتهم أمس من الإمارات, علي أن يتجمع لاعبو المنتخب مجددا للحفاظ علي معدل اللياقة الفنية والبدنية, دون لاعبي الفرق الثلاث الأهلي والزمالك وانبي المرتبطين بمباريات في بطولة دوري الأبطال وكأس الإتحاد الإفريقي, وذلك في انتظار ما تسفر عنه الأيام القادمة من ترتيب لمعسكر جديد في المغرب من عدمه. كل ذلك في إطار خوض التصفيات الإفريقية المؤهلة لبطولتي الأمم الافريقية والتي يستهلها الفراعنة في تصفيات كأس العالم بمواجهة منتخبي موزمبيق وغينيا في الأول والثامن من يونيو المقبل, ويعقبها مواجهة منتخب افريقيا الوسطي في تصفيات كأس الأمم الإفريقية ذهابا وإيابا في15 و24 من نفس الشهر. وكان المنتخب قد اختتم معسكره بالإمارات بالتعادل السلبي مع نظيره العراقي في مباراته الثالثة التي تعد واحدة من أقوي التجارب التي خاضها الفراعنة في الفترة الأخيرة, وذلك قياسا علي مستوي الفريق المنافس الذي يمر بأعلي منحنيات الأداء من واقع استعداده لخوض المرحلة النهائية للتصفيات الأسيوية المؤهلة لكأس العالم, إضافة إلي وجود نخبه من اللاعبين أصحاب الخبرة بين صفوفه. وفي المقابل عمد الأمريكي بوب برادلي إلي خوض هذه المباراة بتشكيلة يغلب عليها طابع الخبرة, بانتقاء أفضل العناصر الذين ظهروا في التجربتين السابقتين أمام نيجيريا وموريتانيا, وكلاهما حقق فيها الفراعنة الفوز2/3 و3/صفر علي التوالي. وكعادته في كل مبارياته الودية, لم يقبل برادلي ان تمر هذه التجربة القوية دون إشراك أكبر عدد من اللاعبين في الشوط الثاني, حيث قام بتغيير6 لاعبين يمثلون خطي الوسط والهجوم بالكامل, فيما ترك خماسي حراسة المرمي( عصام الحضري) والدفاع( المحمدي وفتح الله وغالي وعبد الشافي) طوال ال90 دقيق, مع الوضع في الاعتبار تغييره التكتيكي بضم المحمدي لوسط الملعب في الشوط الثاني, ونزول باسم علي ظهيرا أيمن علي حساب عاشور التقي. ورغم الأفضلية التي ظهر عليها الفراعنة في الشوط الثاني, إلا أن الدقائق العشر الأخيرة كانت شاهدة علي هبوط حاد في معدل الاداء, وحالة من التوهان أصابت الدفاع, وكادت ان تتسبب في هدفين للمنتخب العراقي, إلا أن الحضري ومعه فتح الله لم يخيبا ظن أبناء الجالية المصرية الذين احتشدوا في المدرجات الذين خرجوا راضيين بالتعادل باعتباره أفضل من الخسارة. ومن جهته أعترف الأمريكي بوب برادلي مدرب المنتخب الوطني بأن التجربة العراقية جاءت كما توقع صعبة وقوية, وكانت بمثابة اختبار لمدي تقدم مستوي الفراعنة, ونقبل اللاعبين لفكره, وهو ما ظهر بشكل واضح خلال معظم أوقات المباراة, مع الإعتراف بأن هناك جزئيات تحتاج إلي مزيد من العمل والتركيز, أبرزها قصة اللمسة الأخيرة وعدم الإيجابية في الثلث الأخيرة من الملعب, إلا أنه إجمالا تعتبر تجربة مفيدة جدا. وأعترف برادلي بان التغييرات التي أجراها في الشوط الثاني ربما يكون لها تأثير علي حالة الهبوط في المستوي في الدقائق العشر الأخيرة, ذلك لان اللاعبين لم يكن قد انسجموا سريعا مع باقي زملائهم, مشيرا إلي أن التركيز طوال ال90 أمر مطلوب كي يكون الفريق قادر علي تعويض اي نقص بدني أو فني, وهو الامر الذي يسعي لتداركه سريعا. وكشف المدير الفني للمنتخب المصري, عن ان برنامج الإعداد الفترة المقبلة غير واضح المعالم, وذلك من منطلق توقف النشاط الكروي, وعدم وجود مباريات, وارتباط المنتخب الاولمبي ومعهم لاعبي الاهلي والزمالك وإنبي الذين يمثلون القوام الرئيسي للمنتخب بمباريات افريقية, لذا فانه لا يستطيع حسم هذه المسأله, ولكن في حالة ان ظهرت في الأفق أي بادرة لخوض مباراة ومع أي فريق- سيرحب بها علي الفور لانها ستكون أفضل من مجرد خوض تدريب, مع الوضع في الإعتبار واعترض برادلي كثيرا علي الانتقادات التي توجه إليه بأنه لم يستقر علي تشكيلة رئيسية تكون جاهزة لخوض التصفيات, بدلا من عملية التجريب التي ينتهجها, مشيرا إلي أن من حقه الاطمئنان إلي جاهزية أكبر عدد من اللاعبين, خاصة وأن الوقت ما زال مبكرا قبل خوض التصفيات, مبينا أنه يستطيع من الان الإعلان عن تشكيلة فريق الإحلام التي تضم أفضل اللاعبين في مصر, ولكن من يدريه أن تكون هذه المجموعة جاهزة فنيا ومعنويا قبل خوض التصفيات, في ظل الغيابات التي يمكن أن تلاحق أي لاعب لسبب أو أخر, وعلي هذا الأساس فأنه يفضل أن يسير في خطوات ثابته ومتأنية تتيح له تجهيز أكبر عدد من اللاعبين لاختيار أفضلهم والأجهز منهم قبل المواجهات الرسمية. ورفض المدير الفني الزج بأسم المنتخب في قرار إقامة مسابقة كأس مصر, مؤكدا أنها مسألة تخص اتحاد الكرة فقط وهو صاحب القرار فيها وفق ما تتيحه ظروف البلد, صحيح هناك أطراف يهمها عودة النشاط من بينها المنتخب واللاعبين والشركات الراعية, وإنها لو حدثت تكون خطوة إيجابية ولكنه ايضا قرار مصيري متعلق بأمور أهم. واختتم برادلي تصريحاته بالتأكيد علي أن المنتخب استفاد بصورة كبيرة من معسكر الإمارات, والذي شهد3 مباريات مختلفة المستوي, واستطاع الجهاز الفني تجريب جميع لاعبيه البالغ عددهم24 لاعبا, ووضح استيعاب اللاعبين لفكره التدريبي, وارتقاء مستواهم من مباراة إلي أخري.