سعر الذهب اليوم وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الاثنين 12 مايو 2025    تعرف على أسعار الخضار والفاكهة في أسواق البحيرة    تعرف علي موعد مباراة بيراميدز وصن داونز في نهائى دوري أبطال أفريقيا والقناة الناقلة    تمثيلية يؤديها مدمن كوكايين.. صحفية أمريكية تعلق على تصريحات زيلينسكي حول وقف إطلاق النار    إغلاق ميناء العريش البحري بسبب سوء الأحوال الجوية    إصابة طالب بحروق إثر حادث غامض في البراجيل    في حوار خاص.. رئيس مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير يتحدث عن التحديات والرهانات والنجاح    جدول مباريات اليوم والقنوات الناقلة: الهلال والنصر.. مصر وغانا في أمم إفريقيا للشباب    حقيقة تعاطي قادة أوروبا الكوكايين خلال عودتهم من أوكرانيا    برلماني أوكراني يشير إلى السبب الحقيقي وراء الإنذار الغربي لروسيا    «إسكان النواب» تستمع لمستأجري الإيجار القديم اليوم.. ووزير الأوقاف السابق يوضح موقفه من القانون    جريمة زوجية وجثة حسناء في سهرة حمراء وانتقام للشرف.. أكتوبر على صفيح ساخن    أسعار سبائك الذهب 2025 بعد الانخفاض.. «سبيكة 10 جرام ب 54.851 جنيه»    أغنية مش مجرد حب لرامي جمال تقترب من تحقيق مليون مشاهدة (فيديو)    المطورين العقاريين: القطاع العقاري يُمثل من 25 إلى 30% من الناتج القومي    ما شروط وجوب الحج؟.. مركز الأزهر للفتوى يوضح    زلزال بقوة 5.5 درجات يضرب جنوب غربي الصين    أمن الإسماعيلية: تكثيف الجهود لكشف لغز اختفاء فتاتين    النصر يتطلع للعودة إلى الانتصارات بنقاط الأخدود    المجلس الوطني الفلسطيني: قرار الاحتلال استئناف تسوية الأراضي في الضفة يرسخ الاستعمار    لبنى عبد العزيز لجمهورها: الحياة جميلة عيش اليوم بيومه وماتفكرش فى بكرة    يارا السكري ترد على شائعة زواجها من أحمد العوضي (فيديو)    تزامنا مع زيارة ترامب.. تركيب الأعلام السعودية والأمريكية بشوارع الرياض    حكم اخراج المال بدلا من شراء الأضاحي.. الإفتاء تجيب    أمريكا تعلق واردات الماشية الحية من المكسيك بسبب الدودة الحلزونية    وفري في الميزانية واصنعيه في البيت، طريقة عمل السينابون    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الاثنين 12 مايو    أصالة تدافع عن بوسي شلبي في أزمتها: "بحبك صديقتي اللي ما في منك وبأخلاقك"    توجيه مهم من السياحة بشأن الحج 2025    حقيقة وفاة الدكتور نصر فريد واصل مفتي الجمهورية الأسبق    مدير الشباب والرياضة بالقليوبية يهنئ الفائزين بانتخابات برلمان طلائع مصر 2025    جيش الاحتلال ينفذ عمليات نسف كبيرة فى رفح الفلسطينية جنوبى قطاع غزة    عمرو سلامة عن مسلسل «برستيج»: «أكتر تجربة حسيت فيها بالتحدي والمتعة»    تكليف «عمرو مصطفى» للقيام بأعمال رئيس مدينة صان الحجر القبلية بالشرقية    المهندس أحمد عز رئيسا للاتحاد العربى للحديد والصلب    حبس وغرامة تصل ل 100 ألف جنيه.. من لهم الحق في الفتوى الشرعية بالقانون الجديد؟    خاص| سلطان الشن يكشف عن موعد طرح أغنية حودة بندق "البعد اذاني"    عاجل- قرار ناري من ترامب: تخفيض أسعار الأدوية حتى 80% يبدأ اليوم الإثنين    ندوة "العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في فتاوى دار الإفتاء المصرية" بالمركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي    تبدأ في هذا الموعد.. جدول امتحانات الصف الأول الثانوي بمحافظة أسوان 2025 (رسميًا)    وزيرا خارجية الأردن والإمارات يؤكدان استمرار التشاور والتنسيق إزاء تطورات الأوضاع بالمنطقة    عاد إلى إفريقيا.. الوداد يحسم مشاركته في الكونفدرالية بفوز في الجولة الأخيرة    مشاجرة عائلية بسوهاج تسفر عن إصابتين وضبط سلاح أبيض    3 أبراج «مكفيين نفسهم».. منظمون يجيدون التخطيط و«بيصرفوا بعقل»    «انخفاض مفاجئ».. بيان عاجل بشأن حالة الطقس: كتلة هوائية قادمة من شرق أوروبا    عاصفة ترابية مفاجئة تضرب المنيا والمحافظة ترفع حالة الطوارئ لمواجهة الطقس السيئ    بسبب ذهب مسروق.. فك لغز جثة «بحر يوسف»: زميله أنهى حياته ب15 طعنة    منافسة رونالدو وبنزيما.. جدول ترتيب هدافي الدوري السعودي "روشن"    نجم الزمالك السابق: تعيين الرمادي لا يسئ لمدربي الأبيض    مع عودة الصيف.. مشروبات صيفية ل حرق دهون البطن    حسام المندوه: لبيب بحاجة للراحة بنصيحة الأطباء.. والضغط النفسي كبير على المجلس    خبر في الجول - جاهزية محمد صبحي لمواجهة بيراميدز    مواعيد عمل البنك الأهلى المصرى اليوم الاثنين 12 مايو 2025    الاعتماد والرقابة الصحية: القيادة السياسية تضع تطوير القطاع الصحي بسيناء ضمن أولوياتها    هل هناك حياة أخرى بعد الموت والحساب؟.. أمين الفتوى يُجيب    جامعة بنها تطلق أول مهرجان لتحالف جامعات القاهرة الكبرى للفنون الشعبية (صور)    الإفتاء توضح كيف يكون قصر الصلاة في الحج    هل يجبُ عليَّ الحجُّ بمجرد استطاعتي، أم يجوزُ لي تأجيلُه؟.. الأزهر للفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. زين عبدالهادى فى قراءة للمشهد المصرى الراهن :
نحتاج إلى مستوى تعليمى يوازى ثرواتنا التاريخية والطبيعية

42 عاما مرت علي انتصارات اكتوبر المجيد استطاع الجندي المصري فيها ان يثبت للعالم اجمع انه قادر علي استرداد ارضه بكل شجاعة وقوة وانه يحمل روحه ودمه علي كفه من اجل الوطن بهذا المعني وذلك المضمون كان نصر اكتوبر عام 1973
الان وبعد مرور 42 عاما يتكرر المشهد بنفس الابطال علي ذات الارض انها ببساطة معركة حق الشهيد .
اليوم نستلهم روح اكتوبر في نفوس المصريين نحاول معهم اعادة ترتيب البيت من الداخل.. «الاهرام» التقت الاديب الدكتور زين عبد الهادي استاذ علم المعلومات ورئيس قسم المكتبات بجامعة حلوان والرئيس الاسبق للهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية في رحلة فكرية لقراءة الواقع الراهن بكل ما يحمله من تحديات متسلحين بروح اكتوبر النصر والتفاؤل والعمل الجاد
كيف ترى حال التعليم المصرى الآن بكل مراحله؟
التعليم ما قبل الجامعى فى مصر يحتاج إلى تغيير يتسم بالصراحة والوضوح والشفافية، نحن فى القرن الواحد والعشرين، فى عصر المعرفة، نحتاج لإعادة بناء الإنسان من أجل غد يتسم بالرفاهية والتنمية المستدامة، كما أن العالم فى حالة تنافس مستمر من خلال القدرات البشرية البارعة والمتميزه، إن لم نضع ذلك فى حسباننا نفوت الفرصة تلو الفرصة، أعتقد أن تعليما مبنيا على اكتشاف المواهب والانتقال من الحيز الجغرافى الضيق للفصل المدرسي، إلى حيز أوسع، والتركيز على روح المنافسة بين الطلاب وقياس الاحتياجات الأساسية للعالم وليس فقط مصر هى السبيل الوحيد للانتقال إلى درجات أعلى على المستوى التعليمي، نحتاج إلى أن ندرك أن العالم يتنافس فى العقول وليس فى تصدير المواد الخام، كما نحتاج إلى معرفة ان الاقتصاد الحقيقى هو اقتصاد خدمى ومعلوماتي، مبنى على معرفة مميزاتنا كدولة نامية، بمعنى مثلا أننا دولة تتمتع بوجود نصف آثار العالم على أرضها، مما يتطلب تحولا جوهريا فى نوعية التعليم وبما يضمن القضاء على ظاهرة التطرف الدينى والإرهاب من جذوره كما أننا بلد سياحية فى الأساس كيف يمكن للتعليم ما قبل الجامعى ان يحتضن هذه الفكرة، ويعمل على تنميتها فى مقررات الطلاب علينا أن ننظر كيف نجحت جنوب افريقيا فى تحويل تعليمها لاستيعاب ذلك، وكيف يمكن استخدام مجتمع المعرفة بشكل فعال فى تقليل عدد الفصول والدفع بالتعليم أن يكون تعليما فى حيز جغرافى وطبيعى واسع يساعد على اكتشاف المواهب لدينا أكثر من نصف عدد السكان فى هذه الفئات التعليمية واستمرار التعليم بهذا الشكل غير العلمى يهدر موارد الوطن البشريه، كما يهدر مواردنا الأولية.
رغم كثرة وتنوع التعليم المنتشر داخل ربوع الوطن مازلنا نعانى الجهل والبطالة وسوء فهم للواقع المحيط بنا من المسئول عن هذه الوزارة بمن فيها,المعلمون بادائهم,الطلاب بقدراتهم المختلفة,ام ان هناك سببا خفيا لا نعلمه ويعلمه الله وحده فقط؟
أعتقد أن رجل الشارع فى مصر يعى تماما مشكلة التعليم لكن المشكلة أننا لا نرى أنه بإمكاننا الخروج بحلول واقعية لهذا التعثر المستمر أنت تحتاج إلى حلول غير تقليدية تبدأ بتجارب على مدى قصير لنوعية التعليم المرغوب أو ما يعرف بالنماذج التجريبية ثم تعميم ذلك، بالإضافة إلى أن مسألة البطالة بدأت مع تكثيف التعليم الجامعى ونظام الثانوية العامة والثانوية المتخصصة هذا نظام وراثى مثقل بالبيروقراطية، ومثقل بعدم الرغبة فى التغيير إن أهم مشاكل مصر أنه يحكمها فى القاع مجموعة من العقول البيروقراطية المتكلسة التى ترفض التغيير ويتم نقل الرغبة فى عدم التغيير من القاع للقمة فتأتى الحلول باهته وغير قابلة للتطبيق.
ما الحل السهل القابل للتطبيق دونما تعقيدات فلسفية او احتياجات مالية طائلة او قدرات تدريبيه مذهلة؟
علم المعرفة قدم كل الحلول لكننا نواجه المشكلة بحلول غالبا سيئة، علينا ان نستخدم الانترنت فى التعليم بكثافة ولكى تقوم بذلك يجب ان تتوازى مجموعة من نظم التامين الاجتماعى والصحى مع النظام التعليمى الجديد ان اغلب الامهات والاباء يعملون فى مؤسسات حكومية او القطاع الخاص، أليس كذلك؟ نحتاج هنا لكثير من هؤلاء مع ابنائهم بالمنازل، مسئولين عن متابعة ابنائهم فى تعليمهم على الانترنت على ان يحتفظوا بنفس مميزاتهم الحكومية على ان نتخلص من التعليم الثانوى بشكله الحالى ويتحول لتعليم بمدارس جديدة، لها علاقة بالآثار والسياحة والتكنولوجيا والاقتصاد الثقافى والأعمال اليدوية الفنية واللغات ألأجنبية و10 % فقط يدخلون الجامعات الحكومية والخاصة بعد اكتشاف مواهبهم الحقيقة، سيخفف ذلك من موازنات التعليم العالي، وسيقضى على البطالة لارتباط التعليم باحتياجات السوق، وفى نفس الوقت نكون قد استخدمنا منجزات العصر، وقللنا من عدد الموظفين فى المؤسسات، يمكننا أن نقوم بتجربة ذلك بشكل مبسط فى أربع مدن، وخلال ست سنوات يكون التعليم كله فى مصر قد تغير، هذا ليس اختراعا بل عملت به العديد من الدول، تصحيح مسار التعليم يجب أن يكون قضية وطنية لها الأولوية على كل شيء.
على مر السنين كنا نتفاخر بان لدينا مبدعين وتنويريين اضاءوا لنا ولغيرنا بفنهم وإبداعهم ظلام الجهل والتخلف ثم استفقنا فجأة على ظلام دامس يضرب فى كل اركاننا بينما قناديل من حولنا مازالت مضيئة بنور ثقافتنا اين ذهب نورنا ؟
نحن كالقمر لنا ايضا الوجه المظلم، لكننا مازلنا محتفظين بنورنا، أعتقد أن هناك مشكلة واجهت مصر كلها عقب نكسة 1967 وعقب الانفتاح وعقب سنوات الحكم التى خلت من أى نزعة تطويرية أو تقدميه اجيال كلها ولدت فى ظلام الفترة الماضية، الأمل يبدو جليا فى الجيل الحالى من المثقفين، وليس فى جيل السبعينيات او الثمانينيات وجزء ليس بالقليل من جيل التسعينيات لكننا كما ترى أهملنا صناعة السينما والمسرح والموسيقى والغناء وتحول كثير من المثقفين لموظفين غالبا، لهم سلوك الموظف والموظف شخصية تقوم بتنفيذ التعليمات وتخلو من الروح الانسانية مع الوقت اليسار القديم كاد ينتهى والجيل الجديد اخذته تيارات الفردانيه والنزعة الانسانية العالمية فأصبح لا منتميا، لقد باعت مصر فى السنوات السابقة المواد الخام كما باعت أفلامها ونسخها الأصلية وباعت مراكز معلوماتها وأرشيفات صورها ووثائقها وحتى أثارها جزء كبير تم تجريفه، وعلينا أن ندرك أن هناك اخطاء تمت، علينا تصحيحها، ولايمكن تصحيحها دون أن تلتزم الدولة برفاهية الانسان فيها.
هل اصيب المجتمع المصرى بالعقم الثقافى الذى لم يعد يفلح معه العلاج الابداعى او التنويري؟
لا لم يصب، لكن المؤسسة أصبحت هشة ومتداعية، أنظر لمؤسسة السينما، وماآل إليه حالها، أنظر لمؤسسة المسرح، علينا أن نعيد ذلك ولكن فى اطار جديد من العقد الاجتماعى والعقد العربى مع دول الخليج تحديدا، لايمكن ان تعمل منفردا كما فى الماضي، تحتاج لمبادرات من القطاع الخاص والاهلى واتفاقات مع وزارات الثقافة الأجنبية ان لاتعمل وحيدا كما كان فى الماضي، انظر للمواهب أين هي.. لاتوجد، لان التطرف الدينى قتل الخيال والإبداع وساعدت مؤسسات الدولة على ذلك بتراخيها من جانب وسياساتها من جانب وغياب المحاسبة من جانب آخر.
من المسئول عن وجود مبدعين ومثقفين وفنانين مشوهين فى ابداعهم وفنهم وثقافتهم؟
كل اصابع الاتهام تشير لجانبين مؤسسات الدولة التى شاخت ودفنت ولا احد يعلم عنها شيئا، والتطرف الذى نال من اماكن وجماعات كثيرة فى مصر، فجأة ترى اصوات تعلو تقول السينما حرام والقراءة حرام وسنصل بعد ذلك إلى الأسوأ ولكن الله كان رحيما بنا إذ أنقذتنا ثورتان وإلا كنا الآن نشبه سوريا والعراق، واليمن وليبيا، ناهيك عن دول مثل تونس والأردن والمغرب، فهناك حركة اصلاحية تتم هناك منذ زمن طويل، علينا أن نعى أننا نتشوه نتيجة تعرضنا لسياسات غير شفافة وغير واعية وفجائية وغير مدروسة، أو لأن القائم عليها كما قلت مجرد موظف ينفذ التعليمات.
هل تعتقد ان الثقافة وظيفة تقتضى راتبا شهريا ام رسالة تتطلب تضحية ما ومن يدفع فاتورة ذلك؟

هذا سؤال فى غاية الأهمية، دعنى أستعيد معك ما فعله أندريه مالرو فى فرنسا كوزير ثقافة بعد الحرب العالمية الثانية التى خرجت منها محطمه لقد نادى بثلاثة مبادئ سأقف عند المبدأ الثالث الذى نادى به، وهو «أن الدولة مسئولة عن رعاية المثقف، لأنه عقلها وخيالها» الثقافة هى خدمة وسلعه خدمة تقدم للناس مثلها مثل الصحة، وفى جانب منها هى سلعة تستطيع أن توفر للدولة جزءا كبيرا من موازنتها إذا أحسن قيادها ووضع سياساتها بشكل سليم إن الدولة حين تتخلى عن مثقفيها فإنها تتخلى عن عقلها وعن خيالها وموطن الابداع فيها، وليس معنى ان يعارض المثقف الدولة أنه يكرهها أو انه ضدها، بل هو عين اخرى للمحاسبة والشفافية وتحسين الوعى وداعم للخيال لكنه فى نفس الوقت لايختلف معها فى إستراتيجيتها الاستراتيجية تعنى أن مصر دولة وطنية تتحدث العربية ودينها الرئيسى هو الإسلام هذا أمر منتهى لايعارض المثقف ذلك، ولكن المثقف يلعب دورا إصلاحيا وتخلى الدولة عن المثقفين يعنى افساح الطريق للإرهاب والتطرف. الثقافة رسالة يجب أن نؤمن لها حياة كريمة كى يمكن لمصر ان تتقدم.
لماذا اصبح التعليم الجامعى فى مصر مثل الطعام المسلوق؟
التعليم الجامعى فى مصر تعليم متخلف عن العالم بحوالى نصف قرن، فمازلنا نعمل بنظام التعليم ذى الأعداد الكبيرة، فى كل الكليات، الا يشبه ذلك المدرسة الحكومية، ماذا يمكن ان تنتظر من مثل هذا الخريج، هذا اولا، ثانيا الاستاذ الجامعى يحتاج للاهتمام والوعى بأهميته للمجتمع مثله مثل القاضى والجندى والمدرس والطبيب المقرر الجامعى ترك لأصحاب بعض النفوس الضعيفة فى ظل ضغوط الحياة، فلم يتطور كثيرا، الادارة الجامعية مشغولة بصراعاتها، وليس بالسياسات التعليمية المتقدمة، الطالب ليس لديه ثقافة التعليم الجامعى تنسيق الثانوية العامة كارثة، اصلاح التعليم الجامعى يبدأ بالمدرسة واكتشاف المواهب الحقيقية وتحسين دخل المدرس وأستاذ الجامعة وزيادة الحيز الجغرافي، كما نحتاج دراسات احتياجات السوق المصرى والعربى والعالمى من العماله الماهرة، أيضا هناك ثقافة للجودة ولكنها تحولت لأمر روتينى متعلق بالأوراق وليس متعلقا بالممارسة تكنولوجيا المعلومات لم تستخدم بعد الاستخدام الصحيح، سياسات القبول بالجامعات تحتاج لتغيير جذري.
من وجهة نظرك هل يحق للمجتمع ان يحكم على هؤلاء بتهمة الخيانة العظمى لأنهم سمحوا بإعداد جيل هش لا يقوى على البناء والتنمية؟
لا أعتقد فالأساتذة أبناء مجتمع يسير كله فى الاتجاه غير الصحيح، علينا أن نحدد مانريد أولا كى يعرف الجميع الهدف من التعليم، فالهدف من التعليم تطوير العلم واستخدام العلم فى المؤسسات وفى الشارع، العلاقة بين الجامعة ومؤسسات المجتمع غير موجودة، ليس هناك تعاقدات مع مؤسسات القطاع الخاص والحكومى لتطوير أساليب العمل والإدارة ومن ثم التصنيع والإنتاج والتحول لاقتصاد الخدمات ، بمناسبة الثقافة لاتوجد جامعة مصرية واحدة تدرس اقتصاد الثقافة، أو تصدر خريجا يمكنه أن يقود العمل الثقافي، أو تعد خريجا للتعامل مع الاثار والسياسة من وجهة نظر متحفية كما نراها فى الغرب.. وإلا كان عدد المتاحف ومريديها لدينا يفوق ماهو فى الدول الغربية مجتمعة هذا اقتصاد سياحى ، ويمكن القول بان صناعة الثقافة تمثل منجما خفيا للصناعات الصغيرة أنظر للتجربة ألمالطية مالطا تقع فى البحر المتوسط اسفل ايطاليا دولة صغيرة للغاية من اين تأتى بمواردهما من السياحة وتعليم اللغات وتحول منازلها لفنادق كلها تقريبا، هذا هو مفتاح التغيير، أن تعرف قدراتك الحقيقية وتوجهها، وقوعك فريسة للإرهاب والتطرف دمر صناعة السياحة، إنه أمر يخص الدولة بتراخيها عن إصلاح التعليم الجامعى وماقبل الجامعي.. هذا مجرد نموذج!
الشعب المصرى متدين بطبعه عبارة نسمعها كثيرا فى وسائل الاعلام ورغم ذلك يأتى بأمور غاية فى الغرابة لا علاقة لها بالدين كيف ترى ذلك؟
هناك إشكالية تتعلق بالشخصية المصرية فى اللحظة الراهنة، كان يجب ان تكون من أولويات مؤسسات العلم فى مصر، لكن ذلك لم يحدث، إما لأنها لاترى ذلك، أو أنها ترى وتضرب عرض الحائط بذلك أو لم يأتيها تكليف بدراسة الأسباب وطرق إصلاحها، وهناك دراسات تمت فى ذلك لكن يعيبها الفردية وغياب المنهج والتساهل العلمي، هناك حالة من انفصام الشخصية، الإنسان العربى بشكل عام لديه اشكالية متعلقة بالحساب، فهو يترك الحساب ليوم القيامة، لذلك الحساب مؤجل دائمأ، إذن لابد أن تكون هناك منظومة من العناصر تساعدها الدولة ومؤسساتها هذه المنظومة مبنية على الدين والقانون والضمير الشخصى والضمير الجمعى والعادات والتقاليد والثقافة، نظرة سريعة على كل ذلك ستجد أن العناصر الستة مشوهه لأنها تعرض غالبا من جانب رجال دين مغرضون، أو لهم حسابات سياسية محدده هذا امر يجب ان يبدأ من التعليم والأسرة، محو الامية الدينية والصحية للمرأة الام المصرية المعيلة امر فى غاية الأهمية اغلاق قنوات التليفزيون ذات العلاقة بالدين السياسي، توفير تعليم يؤكد على ان العلاقة بالله هى علاقة فرد بالله، لادخل لاحد فيها ولا يحاسب عليها من قبل افراد يعتقدون انهم يمتلكون مفاتيح الجنة، لأن الاسرة تريد لابنها أن يمتلك أخلاق الشارع لتمكنه من التعامل معه، الشارع بطبيعته سئ، فتخيل شكل القيم الاخلاقية فى تلك الحالة، أو لأن العادات نفسها لم تتغير رغم تغير الواقع، أو لغياب الضمير الجمعى فلا أحد يهتم لأنه يخاف من السلطة التى قد تكون جائرة.
من المسئول عن اهدار القوة البشرية الدينية فى مصر؟
الازهر مؤسسة دينية وجامعة تحتاج لإعادة الهيكلة وإعادة البناء هناك فريق بالأزهر يدعو للتسامح والمحبة والتعامل الإنسانى ويؤكد على اهمية السلوك الاسلامى الصحيح، هذا الفريق يجب ان يقود الأزهر التعليم فى الازهر يحتاج لتغيير جذرى لانى اعتقد ان هناك مأساة فى نوعية التعليم التى يقدمها، المعاهد الازهرية تحتاج لرقابة صارمة، تعديل مفاهيم القائمين عليها، عدم ترك مساجد الزوايا فى العشوائيات وغيرها دون رقابة صارمة، كل ذلك يساعد على تخفيف التطرف والحد منه مع الوقت، المفاهيم الدينية تحتاج لإعادة كتابة واستقراء التقريب بين مفاهيم الدولة والديمقراطية والمفهوم الدينى فى غاية الأهمية لحل الاشكالية خلال عدة سنوات.
لماذا تحولت الفتاوى لدينا دون سائر بلاد المسلمين الى خدمة التوصيل المجانى حسب الهوى والمزاج؟
لأن لدينا فرق متعددة، إذا نظرت للإسلام، رأيت أن مايجرى هى حرب بين طوائف إسلاميه يشبه ذلك ماحدث فى أوروبا فى عصر النهضة، تحتاج إلى تشريع يتعلق بالفتوى يصدر من مؤسسة الأزهر والدولة، الفتوى مطلقة السراح، الفتوى موجودة فى مؤسسة الفتوى، أعتقد أن الدولة لها دور فى ذلك والإعلام كذلك.
بماذا تفسر حالة الانفصام التنموى الذى يضرب فينا بكل قسوة فنحن البلد الوحيد فى العالم الذى يوجد به بحران ابيض واحمر ونهر عظيم وخليج وقناة عالمية ونحقق دخلا هائلا من سياحة الاموات(الاثار) اكثر مما نحققه من الاحياء ؟
لسبب غاية فى البساطة أنه ليس لدينا استراتيجيات تنموية، ولا تنمية مستدامة، ولا سياسات لهذه الاستراتيجيات، بالإضافة إلى أن مؤسسات الدولة تخدم المصالح الخاصة لبعض القائمين عليها، إضافة إلى غياب الرقابة والمساءلة والمحاسبة وعدم وجود عقوبات رادعه التداخل بين الشخصى والعام يفسد أى مؤسسة، علينا أن نختار المسئولين بشكل مغاير لما نقوم به، وعلينا أن نلزم كل مسئول بمتابعة الاستراتيجية وأن يحاسب عليها، دون محاسبة لاشىء يمكن أن يتم.
من المسئول عن شيوع مرض العنصرية التعليمية الذى اصاب بعض خريجى الجامعات والمدارس المصرية عند الحديث عن انفسهم مقارنة بذويهم خريجى المدارس والجامعات الحكومية؟
هذا مرض أصبح من الأمراض الشخصية الشائعة فى مصر، لنتخلص من ذلك، يجب أن يرتفع مستوى الوعى والثقافة، دون ذلك سنظل كما نحن، كما أن سيادة القانون واحترام المواطنة أمر سيوقف كل هذه الممارسات التى أعتقد انها ممارسات قشرية وليست حقيقية.
بأى منطق يقضى ابناؤنا مايزيد على 16 عام فى التعليم ليعملوا فى النهاية فى مهن غير التى درسوها ثم نتحدث بعد ذلك بلا ادنى حرج عن رداءة الانتاج وضعف مستوى الاداء وتفشى الفساد والفوضى كيف تفك طلاسم هذا الامر؟
العيب الأول للإدارة المصرية هو غياب التخصص، تعانى الادارة فى مصر من ثمانية وعشرين عيبا ومشكله أول هذه العيوب هى غياب التخصص.. عياب التخصص ببساطة يعنى رداءة الانتاج وضعف الأداء، وعلى ذلك يجب أيضا أن يتوقف نظام التعيين والميري، وأن يتم اللجوء للتعاقد وأن تنتهى الواسطة والمحسوبية وأن يعود للتخصص قيمته الحقيقية.
اين ذهبت اخلاق المصرى الاصيل؟
كما قلت القيم الاخلاقية يعلوها سطح قشرى سهل التكسير تكسيرها يكمن فى رؤيته لقياداته وسلوكها، كلما اقتنع بأن سلوك القيادة سلوك قانونى وحكيم، كلما تحسنت قيمه وأخلاقه.
بماذا تفسر ادمان قطاعات كبيرة من المجتمع المصرى على اختلاف اطيافها الثقافية والتعليمية والاجتماعية لهوية النقد بلا عمل والتنظير والإفتاء بلا فهم او دراسة؟
يحدث ذلك فى فترات الفوضى السياسية، حدث لدى كل شعوب العالم، ونحن لسنا مختلفين عنهم، حين يرى أن هناك إعادة بناء صحيحة سيتوقف عن اصدار الآراء والفتوى أيضا إصلاح التعليم أمر فى غاية الأهمية، لأنه سيتوقف أمام العلم الذى يؤكد على وجود قواعد وقوانين تحكم الرأي.
هل مازال هناك امل فى المستقبل؟
مصر بلد عظيم، وتستحق مستقبلا عظيما، حين تهدأ المشكلات ويخف الزحام والفوضى، ويبدو الطريق واضحا فى ظل قيادة تؤمن بقيمة هذا البلد وأظن أنها موجودة الآن، وتظهر آثار السياسات والإستراتيجيات سيعود المصريون للطريق الصحيح مازال هناك ألف أمل فى ذلك!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.