عندما يتحدث المهندس هشام حطب رئيس اللجنة الاوليمبية .. نجد كل شيء محسوبا لديه بالورقة والقلم , فليس هناك مجال للصدفة والعشوائية سواء فى قراراته أو تصرفاته, حجم الطموحات فى جعبته سواء على المستوى القارى او العالمى او الاوليمبى للرياضة المصرية كبير , ويتخطى حدود المتوقع , وبالتالى هناك حالة من التحفز دائما لما هو أفضل خلال الفترة المقبلة. بمجرد انتقال رئيس اللجنة الاوليمبية من مرحلة الصمت الى الكلام فى ثنايا الحديث , كان من الواضح ان هناك ظاهرة جديدة تفرض نفسها عنوانها «نكران الذات» , فهو لا ينسب أى انجاز أو تطور فى اى مكان او لعبة الى نفسه أو اللجنة , بل يميل دائما للاعتراف بفضل الاخرين وتعظيم ادوارهم , وفى المقدمة وزارة الشباب والرياضة ممثلة فى الوزير الدءوب خالد عبد العزيز, والاتحادات والاندية باعتبار أنها تمثل الخطوة الاولى فى بناء الابطال .. ثم فى النهاية يلمس من بعيد الى دوره وباقى كتيبته .. وما بين كل محطة واخرى .. فتح حطب كل الملفات بلا تردد وكشف عن أمور اختلط فيها الحابل بالنابل خلال الفترة الماضية , ووضع تصورا متفائلا لابناء المحروسة فى اوليمبياد ريو دى جانيرو باعتبار ان الامور تسير فى الطريق الصحيح، وسط توهج غير عادى لابطال مصر قاريا وعالميا فى أكثر من لعبة فردية لم يكن لنا فيها تاريخ السباحة والعاب القوي، وهو ما سنتابعه خلال السطور التالية. ما هى ابرز الملفات التى طرحتها خلال زيارة وفد مصر للجنة الاوليمبية الدولية فى لوزان أخيرا؟ فى الحقيقة التقينا توماس باخ رئيس الاوليمبية الدولية واثنى الرجل على الخطوة التى اتخذتها مصر من خلال الجمعية العمومية والتغيير الذى شهدته باسقاط رئيس اللجنة السابق فى سابقة هى الاولى على مستوى العالم، لانه ليس لديه حضارة وديمقراطية مثلنا بدليل ان باخ طلب مقابلة سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال تواجده فى اجتماعات الاممالمتحدة فى اشارة الى اعترافه بالشكل الديمقراطى فى مصر والاستفادة من تجربتنا الرائدة على مستوى العالم , وان الجمعية العمومية للشعب المصرى اختارت رئيسها عن قناعة تامة وحرية مطلقة . ما رؤيتك لشكل المنافسة فى انتخابات «الاوكسا» فى ظل وجود ثلاثة مرشحين من مصر؟ ما يهم بالدرجة الاولى ان المنصب سيذهب الى مصر بصرف النظر عن الاسماء , وهى اللواء احمد الفولى واللواء احمد ناصر والمستشار خالد زين , والاخير فرصته ضعيفة لان اللجنة الاوليمبية تساند ناصر فى ظل اعتذار الفولى من قبل عن عدم دخول المنافسة ولكنه فاجأ الجميع , ومن المقرر الاجتماع معه ومعرفة دوافعه لذلك, ونأمل فى حل هذا التشابك حتى لا يحدث انقسام فى الوسط الرياضى حاليا واذا لم يحدث فان الصندوق سيكون المعيار . كيف تفسر الكلام الذى دار عن غياب مصر ممثلة فى وزير الرياضة عن اجتماعات وزراء الرياضة الافارقة ؟ فى الحقيقة، هذا الكلام كلمة حق يراد بها باطل , فالوزير رجل متابع جيدا لكل شيء ويعلم جميع اختصاصاته ولمم يتم دعوته الى الاجتماع ولا حتى اللجنة الاوليمبية تلقت دعوة بهذا الشأن .. وانا شخصيا حتى الان لا اعرف ما قوة هذا الاجتماع او نتائجه او التوصيات التى خرج بها , واذا كان الهدف منه التعارف فكل الناس تعرف مصر. و كيف ترى انجاز دورة الالعاب الافريقية والحصول على هذا العدد التاريخى من الميداليات ؟ لا شك فى ان الاعداد الجيد وراء ما تحقق , لانه ليس هناك اعداد بالتخصص لدورة معينة سواء افريقية او اوليمبية مثل ريو دى جانيرو , وقد بدأنا هذا الامر منذ عامين , اما لماذا تأخرت النتائج فان ذلك لان المرحلة لم تكن قد انتهت .. والثانى نفسى على ضوء التغييرات التى جرت أخيرا من خلال الجمعية العمومية للجنة الاوليمبية والتناغم الذى حدث بين الوزارة واللجنة .. فالوزير خالد عبد العزيز لم يتأخر فى تقديم الدعم على الاطلاق ويساعدنا فى كل شيء ، وقبل كل ذلك توفيق ربنا.. وأضاف حطب قائلا : هذه النتائج المميزة مؤشر بلاشك للمرحلة المقبلة وبالتحديد الاوليمبياد وان كان ليس بشكل نهائى , وان كان ما يطمئن نسبيا ان التأهل لم يتم على المستوى الافريقى بل على المستوى العالمى وهو قريب من الدورة الاوليمبية مثل ايهاب عبد الرحمن الثانى على العالم فى رمى الرمح او محيلبة فى الرماية وغيرهما , وبالتالى فان التفوق القارى يمنحنا المزيد من الثقة والاطمئنان ودفعة تفاؤل قبل فعاليات ريو دى جانيرو. بصراحة .. كيف رصدت السلبيات والايجابيات فى الكونغو برازافيل على ضوء ما شاهدت بعين رئيس اللجنة الاوليمبية؟ لا اريد اولا ان أنسب لنفسى ما لم افعل .. فدور اللجنة ليس كما كان يتردد من قبل انها وراء كل شيء من نجاحات وانجازات , فاللجنة لا تجلب ميداليات بل المنظومة الرياضية كلها هى التى تصنع ذلك , بداية من اللاعب الموهوب وليس العادى وهو يمثل 50% من حجم الانجاز ثم النادى المسئول عنه فاتحاد اللعبة من النواحى الفنية، اما اللجنة فدورها التنسيق قبل البطولة واثنائها من خلال اللجنة الفنية والاتحادات كلها، بالاضافة الى دعم الدولة من خلال الوزارة، كما يجب الا ننسى دور المؤسسة العسكرية الرائدة والابطال التى تخرج من بين جدرانها بدليل النتائج التى تحقق فى البطولات والدورات الدولية. وماذا عن الاتحادات التى أخفقت فى الدورة الافريقية؟ لابد ان نعترف بان الرياضة مكسب وخسارة، وما يهمنا ليس فقط عدم الحصول على ميدالية بل معرفة لماذا لم يحقق ذلك .. وهل الامر متعلق بالاعداد وانه جرى بشكل غير سليم ام لسوء الخطة ستتم المحاسبة عليه، اما اذا كان الموقف له علاقة بالتوفيق من عدمه فهذا وارد فى عالم الرياضة, وكل هذه الامور ستخضع للدراسة مثلما هى الحال للدراجات، وهل مبدأ السفر لكل من يحقق ام للمشاركة والاستفادة من التجربة والاحتكاك. الوقت يمر سريعا .. والدورة الأوليمبية تطرق الأبواب .. كيف تسير خطة اعداد ابطال مصر خاصة ان سقف الطموح عال؟ الشئون الفنية بالاتحادات تتابع كل شيء خلال هذه الفترة لاسيما فيما يتعلق بنتائج اقرب منافسينا فى اللعبات الفردية، ودور اللجنة كما ذكرت من قبل التنسيق ما بين مطالب الرياضيين والدعم الوارد من الوزارة فى الوقت المناسب وليس فى أى وقت , والبصمات الرائعة التى تحققت على أرض الواقع تؤكد اننا نسير فى الطريق الصحيح , فقد حصلنا على عدد ميداليات مميز، جزء منها عالمى واخر قارى , وهذه دلالة طيبة , ونتابع التصنيف العالمى لاسيما فى اللعبات الرقمية حتى نعرف مكاننا بين الاخرين سواء فى السباحة , بل نتنبأ اكثر بالرؤية المستقبلية , لاسيما مع اقتراب الدورة الاوليمبية حتى تكون الصورة أكثر واقعية , ويجب ان تكون مشاركة أى رياضى تأهل الى ريو دى جانيرو ليس فقط للتواجد بل اما للمنافسة او لاعداده للدورة التالية , لان اى شيء اخر غير ذلك لا داع له وذلك من الناحية الرياضية , اما اذا كان الموقف من الجانب الدعائى حتى توجد مصر باكبر عدد فان هذا الامر يعود للدولة بالطبع. ما حقيقة ابعاد مشكلة كرم جابر .. وكيف ترى الصورة على ضوء الالتماس المقدم بتخفيف الايقاف عنه؟ كرم جابر يشفع له تاريخه الطيب , بصرف النظر عما يردده البعض حول التزامه من عدمه, ويستحق ان نحاول معه فقد حصل على ميداليتين اوليمبيتين من قبل ولديه القدرة على حصد الثالثة ولابد أن ندعمه قدر الامكان ، والوزير يدرك ذلك جيدا والوزارة فعلت كل شيء حتى تنهى هذه الازمة واستعنا بالمحامى التونسى فى تقديم التماس رفع العقوبة , خاصة انه لم يثبت تعاطيه للمنشطات، بل انه لم يتواجد فى مكان الحصول على عينة منه , اى ان الامر خطأ ادارى بصرف النظر عن المسئول وراءه ولكن يجب الا تتحمله مصر , وبعد زوال هذه الغمة سنقف على السبب فى ذلك وستتم محاسبته. الأرقام تقول ان هناك 17 رياضيا تأهلوا الى ريو ددى جانيرو .. وحالة التفاؤل تتصاعد والجميع يتوقع عددا قياسيا من الميداليات .. كيف ترى ذلك؟ لا احد يمكنه الجزم باى شيء . سواء خمس ميداليات او ميداليتين , ولكن نستطيع القول أن اعدادنا سليم , بدليل النتئاج فى دورة الالعاب الافريقية وهذا مؤشر ، ونحن نفعل كل ما علينا من النواحى النفسية والبدنية ويتبقى توفيق الله ليكلل هذا المجهود. هل يمكن تعديل المكافآت المالية لتحفيز اللاعبين واللاعبات فى الاوليمبياد ؟ لا شك فى ان المكافآت شيء مهم ولكن تمثيل مصر فى المحفل الدولى اكبر مكافأة , خاصة ان هذا شرف كبير ويشعر به اللاعب من خلال وجوده مع اقرانه من الدول الاخرى .