سلسلة من التهديدات والاغتيالات والعنف المسلح, والجهاد بالدم هذا هو المشهد الحزين الذي نصحو ونستيقظ عليه في مصرنا الحبيبة كل يوم, وهذا هو الخطر الحقيقي الذي يواجه الوطن في المرحلة الراهنة. فهل الوصول لمقعد الرئاسة يتطلب سفك الدماء والتهديد بالاغتيالات والدعوات لعودة الإرهاب من جديد, والذي طويت صفحته بعد أن راجع قادة الجماعة الاسلامية أفكارهم بشجاعة وكنت واحدا ممن ساندوهم في هذا الاتجاه لوقف نزيف الدماء, وكيف سيثق الناس في هؤلاء الذين يريدون أصوات الناخبين, بأنهم لن يقتلوا أو يقوموا بتصفية الحسابات, لكل من وقف ضد اطماعهم ومشروعهم بالسيطرة علي الرئاسة بالقوة والعنف, وكيف تصدر هذه التهديدات من أشخاص يتحدثون باسم الدين الإسلامي وقطاعات عريضة تسمع لهم وتطيع أوامرهم, وقد ينفلت أحدهم لينفذ ما سمعه دون وعي, فالوضع في بلدنا لا يحتمل! كل هذه التهديدات والترويع والإرهاب للرأي العام, تأتي قبل أن يكون للرئيس سلطاته الواسعة, فماذا سينتظر الوطن وأبناءه في حالة ما تولي واحد ممن يهددون بالجهاد بالدم والاستشهاد؟ فهل سنجد مثلا أن نصف الشعب علي الأقل سيتم نفيهم واقامة الحدود عليهم, مثلما تحدث واحد من القانونيين قبل عدة أيام وشبه قادة المجلس العسكري بالكفار! كنت أتمني من هؤلاء ان ينظروا لمستقبل الوطن ويراهنوا علي الشعب ويظهروا حسن النوايا, بأنهم لا يبحثون عن السلطة والتكويش والاحتكار لكل مقاليد الحكم بل التواضع لله ولخدمة الشعب, فكل شيء زائل إلا وجهه الكريم, ولن ينفع أحدا سوي عمله وعلاقته بربه, سنقضي في دنيانا سنوات معدودة مهما قلت أو كثرت وسنودعها جميعا, فإعلاء الوطن والدين والعزة والكرامة أهم من الباحثين والطامعين في المقعد الرئاسي حتي لوكلفهم الرقص علي جثث ابناء من الوطن الغالي. فأي جهاد بالدم وأي عمليات استشهادية واغتيالات يدعو لها البعض, ممن كشفوا عن حقيقتهم في الأيام الماضية, فهل مال الدنيا وكنوزها يستحق هذا الصراع وتلك التهديدات.
ربي احفظ هذا البلد الأمين من الحاقدين والكارهين والطامعين فيه والمتسلطين ومن خانوا القسم علي احترام القانون وهم أول من لا يعترفون به, وأن تحفظ كنانتك في الأرض من المفسدين والخونة والظالمين. المزيد من أعمدة أحمد موسي