سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خلال أول قمة مصرية تونسية بالقاهرة منذ نحو 50 عاما السيسى والسبسى يتفقان على تعزيز العلاقات فى مختلف المجالات والتصدى للإرهاب..الرئيس: توافق الرؤى حول الحل السياسى فى سوريا ودعم اتفاق السلام فى ليبيا.. وأولوية للقضية الفلسطينية
اتفقت مصر وتونس أمس خلال لقاء القمة الذى عقد بين الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى والرئيس التونسى باجى قايد السبسى على تعزيز التعاون بين البلدين فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية. كما اتفق الجانبان على دفع آليات التنسيق والتشاور على جميع المستويات من أجل مواجهة التصدى بكل حزم لمخاطر الإرهاب الذى يحيط بالمنطقة، وضرورة التوصل إلى حلول سياسية للأزمة فى سوريا، وعودة الأمن والاستقرار إلى ليبيا، كما أدانا الانتهاكات الاسرائيلية فى الحرم القدسى الشريف، وشددا على أن القضية الفلسطينية ستظل تحتل الأولوية فى السياسات الخارجية للبلدين. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده الرئيسان أمس وكشفا فيه عن تفاصيل المباحثات التى دارت بينهما، والتى تلتها مباحثات مشتركة بين وفدى البلدين. وكان الرئيس السيسى قد وجه التحية للرئيس التونسى فى بداية بيانه الذى ألقاه خلال المؤتمر الصحفى وقال للرئيس التونسى: يسعدنى الترحيب بكم ضيفاً كريماً فى بلدكم الثانى مصر فى أول زيارة رسمية ثنائية تقومون بها إلى القاهرة منذ توليكم رئاسة الجمهورية التونسية الشقيقة. وأضاف السيسى قائلا: أود فى هذه المناسبة التأكيد على أواصر الأخوة والصداقة بين جمهورية مصر العربية والجمهورية التونسية، وعمق وخصوصية العلاقات التى تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين، وحرصنا الدائم على تعزيز وتطوير علاقاتنا الثنائية، والارتقاء بها إلى آفاق أرحب ومستوى أكثر تميزاً بما يحقق ويعظم مصالحنا المشتركة ويمكننا من مواجهة التحديات المختلفة التى تهدد البلدين، ويلبى التطلعات التنموية، والاقتصادية والاجتماعية، للشعبين. وأشاد الرئيس بالنتائج الإيجابية التى خرجت بها أعمال الدورة الخامسة عشرة للجنة العليا المشتركة بين البلدين والتى استضافتها تونس خلال شهر سبتمبر الماضى برئاسة رئيسى وزراء البلدين، وما أسفرت عنه من توقيع ست عشرة مذكرة تفاهم وبرنامجا تنفيذيا فى مختلف المجالات بما يؤسس لمرحلة جديدة من التعاون المشترك. وأشار الرئيس إلى أنه أكد مع الرئيس التونسى لحكومتى البلدين على سرعة العمل على تفعيل هذه الاتفاقات، وتذليل أية معوقات إجرائية بما يضمن دخولها حيز النفاذ، وكذا ضرورة دفع التبادل التجارى، وتعزيز علاقاتنا الاقتصادية والاستثمارية من خلال الاستخدام الأمثل للمزايا التى تتيحها الأطر المنظمة للعلاقات التجارية والاقتصادية الثنائية مع التأكيد على دور القطاع الخاص فى هذا الشأن. وأوضح أنه تم تبادل وجهات النظر والرؤى كذلك حول العديد من القضايا الرئيسية ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الدولى والإقليمي، لاسيما تنامى ظاهرة انتشار الإرهاب والتطرف بصورة باتت تهدد الأمن القومى لبلادنا واستقرار دول المنطقة، وتم التأكيد على ضرورة توحيد الجهود للتصدى الحازم لهذه الظاهرة البغيضة بجميع الوسائل وبالتوازى مع تطوير الخطاب الدينى بما يبرز القيم السمحة لديننا الإسلامى الحنيف وأضاف أن المباحثات تطرقت إلى التطورات المؤسفة وغير المقبولة التى يشهدها الحرم القدسى الشريف، وجددنا الإعراب عن إدانتنا لتلك الانتهاكات التى تدفع إلى عدم الاستقرار فى المنطقة، وشددنا على أن القضية الفلسطينية ستظل تحتل الأولوية فى سياساتنا الخارجية حتى يحصل الشعب الفلسطينى الشقيق على كامل حقوقه المشروعة وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. وبالنسبة للأوضاع فى ليبيا، قال الرئيس السيسى أنه تم تناول هذه القضية التى تخص ليبيا الشقيقة، وأعرب الجانبان عن تطلعهما لقبول الأشقاء الليبيين اتفاق السلام الذى ترعاه الأممالمتحدة بما يسهم فى التوصل إلى النتائج الإيجابية المرجوة وفى استعادة الاستقرار والأمن إلى جميع ربوع ليبيا. أما فيما يتعلق بسوريا، فقد أشار الرئيس إلى أنه اتفق مع نظيره التونسى على ضرورة استمرار العمل على التوصل إلى تسوية سياسية شاملة للصراع بما يضمن الحفاظ على وحدة وسلامة سوريا ويلبى تطلعات الشعب السورى الشقيق. وأضاف الرئيس السيسى أنه وسط هذه التحديات الجسام التى فُرضت علينا خلال السنوات الأخيرة وتفاقمت آثارها بسبب اندلاع صراعات متعددة داخل بعض الدول العربية الشقيقة، فضلاً عما تقوم به بعض الأطراف لجر المنطقة إلى منعطف خطير، فقد اتفقنا على دفع آليات التنسيق والتشاور بين البلدين على كافة المستويات فى مختلف المجالات والقضايا حتى نتمكن سوياً من مواجهة واجتياز المخاطر التى تواجه أمتنا العربية والإسلامية. وفى نهاية كلمته قال: لا يفوتنى فى هذه المناسبة أن أعيد تأكيد الاهتمام الذى توليه جمهورية مصر العربية للتعاون مع الجمهورية التونسية فى مواجهة الإرهاب، ودعمنا للإجراءات التى اتخذتها الحكومة التونسية لصون أمن بلادها، وأن أعرب عن تمنياتنا الطيبة لتونس العزيزة بالازدهار والتقدم ولشعبها الشقيق بكل الخير والتوفيق. من جانبه، توجه الرئيس التونسى باجى قايد السبسى بالشكر على الدعوة الكريمة التى تلقاها من الرئيس السيسى لزيارة مصر، وأوضح أنه متفائل بهذه الزيارة من أجل تعزيز العلاقات المشتركة، لا سيما بعد أن كانت آخر زيارة لرئيس تونسى إلى مصر منذ نحو نصف قرن، وقال: أعتذر عن ذلك لأن العلاقات بين البلدين لا تستأهل ذلك. وأشار السبسى إلى أنه سبق أن التقى بالرئيس السيسى، وأنه لمس فيه الوطنية الصادقة والتفانى، وتفهم أوضاع الدول الأخرى وبخاصة دول الجوار، وليس التمسك برأى معين، وهذا ما جعله يأتى بوفد تونسى إلى مصر وهم يعرفون مسبقا أنهم سيحصلون على اتفاق شامل بشأن كل الموضوعات المطروحة للنقاش. وقال إنه يأمل فى أن تتوافق دولنا العربية على مزيد من التقارب، وأنها عندما تدخل فى عمليات تعرف كيف تخرج منها ، مؤكدا أن تبادل الرأى بين مصر وتونس يوفر النجاح للدول العربية. وأضاف الرئيس التونسى أن ينتهز الفرصة لتوجيه التحية للشعب المصرى الذى يحتفل حاليا بذكرى العبور يوم السادس من أكتوبر 1973، وقال إنه يعتقد أن انتصار أكتوبر قد أرجع إلى الجيوش العربية جمعاء كرامتها، بل وإلى الشعوب العربية كذلك، موجها التحية للشعب المصرى وجيشه. وأعرب السبسى عن سعادته للدعوة التى تلقاها من الصديق والأخ الرئيس السيسى – على حد قوله – لحضور احتفالات مصر بذكرى نصر أكتوبر اليوم، وقال إنه يشرفه الحضور كما أنه شرف للشعب التونسى كله. وقال إن ما توصل إليه أمس فى المباحثات مع الرئيس السيسى والروح التى سادتها، هى مؤشر إيجابى نسجله بكل ارتياح، كما أنها تبعث رسالة بأن المستقبل سيشهد مزيدا من التضامن والتفاهم والتعاون بين مصر وتونس وأضاف الرئيس التونسى بأنهم يؤمنون بمقولة إن أهل مكة أدرى بشعابها، وأنهم مع مبدأ عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول، مؤكدا أن هذا المبدأ لابد أن يكون قائما، حتى تتم الوقاية من المشكلات والمشاكسات والمتاهات التى قد أكد السبسى أن الاتفاقات التى تم توقيعها اخيرا بين مصر وتونس عن طريق اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، هى بداية ونأمل فى المزيد، وذكر مقولة: "أوله قطر ثم ينهمر".
عقب إلقاء الرئيسين المصرى والتونسى بيانهما أمس أمام وسائل الإعلام، سارعت رئيس تحرير جريدة الشروق التونسية فاطمة بن عبد الله الكراى، نحو الرئيس السيسى، وقالت له: هل من الممكن أن تقوم بزيارة تونس قريبا، فنحن نرحب بكم ضيفا عزيزا فى بلدكم الثانى، فقاطعها الرئيس التونسى قائلا: بالتأكيد أنا وجهت له الدعوة لزيارة تونس والرئيس السيسى ليس فى حاجه لتوجيه الدعوة، فتونس بلد للرئيس وترحب به دائما، وهو الأمر الذى أكده الرئيس السيسى وأعرب عن ترحيبه بالزيارة.