حضر الحضور لتحيته والاحتفال به يوم عرسه ثم أقارب وأسرة العروس، توافدوا الواحد تلو الآخر كل يقود مركبته الخاصة سيارة دراجة بخارية أو حتي تروسيكل، وسرعان ما اصطف الموكب الذي امتد بطول الطريق لمنزل العريس ليبدأ العرض ويتحرك الجميع ويسعي الكل لتقديم افضل مالديه من أجل أجمل زفة ابتهاجا بالزواج السعيد ، عروض بهلوانية وحركات تضاهي تلك التي تدور بالسيرك دون مبالاة بحركة الطريق أو عرقلة السير أو رغبة البعض في المرور. وفجأة وبلا مقدمات يتحول المشهد تماما للنقيض عندما تخترق احدي السيارات الموكب للعبور سريعا لتطيح بعدد من المركبات والعربات وتؤدي لاصطدام أخري، وتلقي بها بالترعة المجاورة فيتحول الفرح الي مأتم ويتبدل موكب العرس الي جنازة مهيبة والزغاريد والأغاني الي صراخ وعويل ونحيب ، وبدلا من الشربات تتناثر بقع الدماء تفترش الأرض بعد ان تحولت المركبات التي كانت تصول وتجول الي نعوش تطوي مستقليها وتحول اللون الابيض الذي ترتديه العروس الي سواد تلتحفه النسوة وبدلا من نثر الورد أهيل التراب وتحولت الابتسامة التي كانت تعلو الوجوه وأصوات أبواق السيارات والأغاني الي دموع تجري علي وقع خطوات جنائزية كئيبة ضمن مراسم تشييع جثامين 6 من الضحايا في جنازة جماعية ليصطف الجميع مرة أخري لكن بدلا من تلقي التهاني يتقبلون العزاء وكلمات الرثاء في مشهد يدمي القلوب. فقبل ايام لقي 6 أشخاص تتراوح أعمارهم بين 21و 23عاما مصرعهم واصيب 5 آخرون نتيجة حادث تصادم اثناء مشاركتهم موكب للاحتفال بزفاف أحد ابناء القرية الحادث ليس الأول ولن يكون الاخير فكم من أفراح تحولت لأتراح بسب مظاهر الفرح والاحتفال والتمادي في تحية العروسين لينتهي الامر غالبا بالوفاة وينقلب الحدث السعيد الي حادث اليم حيث شهدت السنوات الأخيرة العديد من الحوداث المشابهة في مختلف المحافظات كان آخرها مصرع عروسين بمدينة برج العرب الجديدة يوم زفافهما بسبب اختلال عجلة قيادة السيارة التي يستقلاها وانحرافها واصطدامها. عادة ما تكون المبالغة هي السبب هكذا بدأ رئيس مباحث المرور بالشرقية، مشيرا الي أن هناك العديد من المظاهر السلبية التي تصاحب مواكب الافراح وتكون لها تأثيرات عكسية تهدد حالة الفرح وأرواح المشاركين فيها كلجوء البعض للسير بعرض الطريق دون منح مسافة كافية للسيارات الأخري العابرة والتي تليه بالطريق للعبور ما يضطر بعضها لاختراق الموكب قسرا ويحدث ما لا تحمد عقباه كما رأينا فيما سبق وانتهي بحصد 6 أرواح وكذا القيام بحركات خطيرة مثل الدوران في مختلف الاتجاهات وبشكل سريع في نوع من الاستعراض للفت الإنتباه أو السير عكس الاتجاه واعتلاء السيارات أو الجلوس علي النوافذ في الوقت الذي تسير فيه السيارة بسرعه فائقة وهو ما يشكل مجازفة كبيرة قد تؤدي للموت كذلك استخدام مكبرات الصوت وآلات التنبيه والصواريخ والألعاب النارية بشكل كبير والتي تتسبب في الازعاج والضوضاء والتشويش علي الآخرين واستفزازهم ما قد يدفع بهم للتشاحن والتشاجر والاشتباك مع أصحاب العرس الامر الذي يعكر صفو اليوم وينتهي به لنهاية حزينه ورغم التدخل لضبط ايقاع الشوارع ووقف مثل هذه المخالفات وتحرير محاضر وسحب التراخيص والسيارات المشاركة فإن الظاهرة مستمرة وان تراجعت بعض الشئ .