لم أكن أتوقع ان يفجر ما تناولته «صفحات سياحة وسفر» فى العدد قبل الماضى الذى نشر قبل التغيير الوزارى بيومين فقط ..و جاء تحت عنوان «كشف حساب 8 أشهر من المسئولية..هل نجح رامى فى إدارة ملف السياحة» أن يأتى بهذا الكم الهائل من ردود الأفعال.. التى لم تخرج عن تأييد ما تناولناه بأن وزير السياحة السابق لم يأت بجديد لانعاش الحركة السياحية فى عهده. .أو تأكيد أن وزارة السياحة أصابتها السكتة القلبية ودخلت فى ثبات عميق خلال الشهور الماضية. ولكن هناك تعليقات تمادت فى الاعتقاد بأن ما جاء فى متن المقال من رصد لاخفاقات الوزارة السابقة..كانت وراء عدول المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء عن قراره باستمرار رامى وزيرا للسياحة..وتعيين هشام زعزوع بدلا منه.. خاصة أن المقال أجرى دراسة مقارنة بين كلا الوزيرين..جاءت فى مصلحة الوزير الحالى الذى كان أكثر نشاطا وتواصلا مع القطاع السياحي. وعلى أى حال فقد صدقت توقعات «الأهرام» وجاء زعزوع وزيرا للمرة الثالثة وهو الأمر الذى اعتبره البعض صك اعتراف من الدولة بأنه وزير المرحلة الحالية وانه الأقدر على إدارة ملف السياحة فى ظل الضربات المتلاحقة التى تتلقاها وكان آخرها حادث الواحات الذى لن يؤثر على السياحة الوافدة لمصر من المكسيك فقط بل من الممكن أن تمتد آثاره إلى دول أخرى عديدة. ولعلى لن أكون مجاملا إذا قلت إن بداية عمل وزير السياحة بلقاء منظمى الرحلات والسفير المكسيكى لمعالجة آثار الحادث.. تعكس إلى حد بعيد قدرته على سرعة التحرك للحد من تداعيات الأحداث التى تتعرض لها السياحة المصرية..وهنا تذكرت كلمة رئيس اتحاد شركات السياحة الألمانية «توماس بازل» التى ألقاها فى حفل افتتاح مؤتمرهم السنوى فى الأقصر العام الماضي.. التى اكد خلالها أن زعزوع نجح فى قيادة سفينة السياحة المصرية والرسو بها إلى بر الأمان على الرغم من العواصف والأمواج الهادرة التى سببتها الثورة المصرية.. وقد جاءت هذه الاجتماعات مع الجانب المكسيكى كما أكد لى وزير السياحة، بتويجهات من الرئيس عبد الفتاح السيسى والذى كلفه بمعالجة الحادث بالتعاون مع وزيرى الخارجية والداخلية.. ولكن ما يؤكد أن ملف السياحة سوف يسير فى الطريق الصحيح هو ما أكده وزير السياحة لى بأنه سيعمل مع الجميع بروح الفريق الواحد وانه لم يرجع إلى وزارته بأى أجندات تنال من منظومة عمل من سبقه على رأس الوزراة..وإنه يركز فقط على عودة الحركة السياحية إلى سابق عهدها وان الفترة المقبلة سوف تشهد سلسلة من الاجتماعات المكثفة مع القطاع الخاص السياحى للتعرف على جميع مشكلاتهم والعمل على حلها فورا دون أى تباطؤ لأن مصر تطلب من الجميع العمل كفريق واحد حتى تحصل على نصيبها الطبيعى من حركة السياحة العالمية. وبالفعل صدق الوزير وزار أمس الأول مدينة الأقصر التى عانت على مدى أربعة أعوام من تراجع الحركة السياحية إلى أدنى معدلاتها..وقام برفقة محمد بدر محافظ الأقصر بالاجتماع مع نقيب المرشدين السياحيين وممثلين عن الجمعية ولقاء المرشدين السياحيين واصحاب البازارات واهالى الاقصر ومجموعة من المستثمرين الاجانب. وخلال هذه الاجتماعات أكد زعزوع أن الركيزة الأساسية فى حل المشكلات التى استمع إليها تكمن فى استعادة الحركة السياحية. وتبقى كلمة اخيرة ان قطاع السياحة أصبح أكثر تفاؤلا بعد اختيار زعزوع الذى يعتبره البعض «رجل» المرحلة..ويتوقعون منه أن يدفع الصناعة إلى الأمام وأن يستفيد من الأخطاء السابقة لمن سبقه.وستقوم «صفحة سياحة وسفر» برصد ما له وما عليه انطلاقا من مسئوليتنا تجاه القارئ وأيمانا منا بأن مستقبل مصر أمانة فى أيدينا جميعا وإنها لن تكون «أم الدنيا» إلا بتكاتف الجميع والعمل معا على قلب رجل واحد.