لأننى مغرمة منذ صغرى بأسئلة كشف الشخصية.. وكثيرا ماكنت أشترى كتبا فى علم النفس بها اختبارات من نوعية: كيف تعرف إذا كنت أنانى أو عاطفى أو متردد أو معقد أو كريم أو بخيل أو خجول أو إنطوائى؟ فقد خطر ببالى أن أضع بنفسى لنفسى ولكل مصرى إختبارا يكشف ما إذا كان يلقى المعاملة التي يستحقها كبنى آدم أم لا؟ والهدف طبعا ليس التحقق من جودة الجينات الوراثية أو اكتمال الخلقة الجسدية، وإنما مدى تمتعه بمقومات الحياة الآدمية، فنحن لم نخلق لنعيش فى غابات إستوائية ولا كهوف بدائية، وإنما خلقنا مكرمين من رب العالمين، ومن لايؤمن بهذه النظرية، ويؤمن بأن الإنسان خلق ليعانى ويعانى وأنه لكى يعلو لا بد أن يدنو كثيرا ويطاطى، فأنصحه بأن يغادر صفحة مقالى إلى صفحة حظك اليوم أو كيف تطبخ الملوخية.. والآن إلى الأسئلة الكشفية: هل تجد ببيتك مياه شرب نقية غير مختلطة بصرف أو طحالب بحرية .. ولا تنقطع بالساعات الطوال دون سابقة اعتذار؟ هل تذهب للأحوال المدنية أو المرور أوأى جهة حكومية وتخرج راضيا دون أن تقابل وجوها "مقلوبة" أو تضطر لدفع إكرامية؟ هل تستطيع أن تعترض على نباح كلب الجيران أو دخان مطعم الكباب أو الفول والطعمية وتجد إلا السخرية؟ هل يأتى العيد أو أى مناسبات ولا تتعرض لأبشع أنواع الإستغلال تحت شعار: "كل سنة وأنت طيب " لو اختلفت مع شخص يعمل بجهة قضائية أو شرطية فهل أنت واثق أنكما ستعاملان بندية وحيادية ؟ إذا ذهبت إلى مطعم فهل لديك ضمانة بأنه يخضع لرقابة صحية .. وإذا اشتريت لحوما فهل تضمن أنها ليست كلابا أو حميرا مذبوحة؟ لو كنت فقيرا هل تجد علاجا حقيقيا بالمستشفيات الحكومية؟ لو كنت غنيا هل تعالج فى المستشفيات الخاصة دون إستغلال ومبالغات فى أسعار التحاليل والفحوصات .. ناهيك عن بقشيش الممرضات ؟ لو كنتى فتاة .. هل يقدر صاحب العمل شهاداتك ومهاراتك فقط أم أنه يتطلع للإمكانات الجسدية ؟ إذا كان إبنك متفوقا وتقدم لوظيفة فهل ينالها فى وجود آخر أهم مؤهلاته أنه ابن الأكابر ؟ لو أصطدم أحدهم بسيارتك وحررت محضرا فهل تحصل على حق أو باطل ؟ إذا كانت لديك منازعات قضائية هل تتوقع أن يتم حسمها قبل ثلاث سنوات على الأقل ؟ هل تركب المواصلات دون أن تتعرض لبهدلة ومضايقات وتسمع شتائم الأم والأب والعم من السائق ؟ هل تمضى يومك قابعا فى طوابير أنابيب البوتجاز المكررة كل شتاء ؟ ملحوظة: لم تتعرض أسئلة الاختبار لسكان المقابر والعشوائيات ومن يبيتون بالعراء ومن يتقاسمون دورة المياه مع أربع أو خمس عائلات، لأنهم ليسوا بحاجة لسؤال وجواب ليعرفوا أنهم يعيشون كالأموات ... أما أنت إن شئت فجرب .. واعرف بنفسك إذا كنت فعلا بنى آدم مكرم أو ظل إنسان مهان !! لمزيد من مقالات علا مصطفى عامر