تشير الإحصائيات إلي أن نحو1.4 مليار شخص حول العالم يعيشون تحت خط الفقر, أي بأقل من1.25 دولار في اليوم, هذا الرقم الضخم مرشح للزيادة في ظل الأزمة الاقتصادية، وتغير المناخ, وهو ما يزيد الحاجة إلي فلسفة جديدة لمكافحة الفقر لاتتوقف عند المعالجة الاقتصادية, لأن الطرق التقليدية لم تعد كافية. هذه الحقيقة أدركتها الوكالة السويدية الدولية للتعاون من أجل التنمية وهي تطلق مبادرتها للحد من الفقر بمصر والشرق الأوسط, من خلال برنامج الابتكار لمكافحة الفقر للتحفيز علي التنمية, التي مازالت غير مرغوبة من القطاع الخاص, بسبب المخاطر التجارية والحرص علي المكسب السريع. سفيرة السويد بالقاهرة مالين كاري أكدت خلال الاحتفال الذي أقامته السفارة السويدية بمناسبة إطلاق البرنامج- أن المبادرة تهدف إلي توفير الحلول الملائمة للفقراء في مصر ودول المنطقة, لتحقيق أكبر استفادة من عملية التنمية, وتوفير مصادر دخل مستديمة لهم, تراعي الأبعاد الاجتماعية وتحافظ علي نظافة البيئة. وأوضحت السفيرة في كلمتها أن المبادرة تأتي ضمن دعم بلادها الكامل لمصر في المرحلة الانتقالية, مؤكدة أن المصريين وحدهم هم القادرون علي إحداث التغيير في مصر, فيما يقتصر دور الدول الصديقة لمصر علي تقديم الدعم الممكن لمساندة هذا ا لتحول. فلسفة برنامج الابتكار لمكافحة الفقر, الذي انطلق في2011 بعدد من دول العالم النامية مثل الهند وتنزانيا وكينيا وأفغانستان, تقوم علي مفهوم الأعمال التضامنية, حيث يشارك المهمشون فيه بوصفهم مبتكرين وأصحاب أعمال ومستهلكين وموزعين, بما يوفر فرصة تنمية إيجابية, من خلال التقدم بأفكار مشاريعهم الصغيرة للحصول علي دعم الوكالة السويدية لها. ويعتمد البرنامج سياسة تأخذ وجهة نظر الفقراء, وإقناعهم بأنه يمكنهم انتشال أنفسهم من الفقر, الذي فرضته الظروف عليهم. ويركز البرنامج حسب سيسليا ماميركا المدير التنفيذي للوكالة السويدية الدولية للتعاون من أجل التنمية- علي المؤسسات الأصغر, التي تتمتع بثروة فكرية, لكنها تحتاج إلي الدعم والمساندة والموارد التي تكفل لها ابتكار أعمال تضامنية. كما أن البرنامج لم يغفل في الوقت نفسه التعاون مع الشركات الكبيرة, لمساعدتها في تطوير نماذج الأعمال التضامنية. وتوضح ماميركا أن الشركات تستطيع التقدم للحصول علي الدعم المالي من خلال نموذجين مختلفين يستهدفان المراحل المختلفة لمسار الابتكار, حيث يوفر برنامج الابتكار لمكافحة الفقر منحا صغيرة تصل إلي20 ألف يورو, بحد أقصي50% من إجمالي تكلفة المشروع, ويمكن استخدام هذه المنحة في دراسات الجدوي المبدئية أو تقييم احتياجات أصحاب المصلحة. ولايتوقف برنامج الابتكار لمكافحة الفقر عند التمويل, لكنه يقدم أيضا الاستشارات اللازمة للشركات لتطوير وطرح نماذج أعمال تضامنية, من خلال جلسات عمل مع إدارات تلك الشركات, وذلك بالتعاون مع برنامج الحكومة البريطانية منشأة ابتكار الأعمال, وكذلك من خلال مجتمع عالمي من الممارسين عبر الإنترنت.