فى ظل تحديات غير مسبوقة، يحفل جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال دورتها ال 70 المنعقدة الآن بمقر المنظمة فى نيويورك، بعدد قياسى من الموضوعات والقضايا المهمة والمتنوعة، والتى يعد من أبرزها أكبر التحديات المعاصرة التى يواجهها العالم، وفى مقدمتها الإرهاب، والانتشار النووي، والتغير المناخي، وأزمتا تزايد تدفق الهجرة إلى أوروبا والنزاعات المسلحة فى الشرق الأوسط. وتتضمن أجندة الدورة الجديدة- التى بدأت فى منتصف سبتمبر الجاري- حوالى 170 موضوعا، من أهمها قضايا الحفاظ على السلام والأمن الدوليين، والحيلولة دون اندلاع نزاعات مسلحة، والتصدى للإرهاب والتمييز العنصرى وإرهاب الأجانب، وحماية البيئة، والمساهمة فى التنمية المستدامة، وحماية حقوق الإنسان، وضمان سيادة القانون. وستركز المناقشات هذا العام على أخطر القضايا المعاصرة، وفى مقدمتها الأزمات فى سوريا والعراق واليمن وليبيا وأوكرانيا. وتأتى أيضا مكافحة الفقر وتمكين المرأة والموارد البشرية وحماية المناخ ومكافحة التصحر والتنوع البيولوجى والطبيعة والمستوطنات البشرية والعولمة والترابط وتسخير العلم لتحقيق التنمية والأمن الغذائى والتنمية الزراعية والكوارث وغيرها من الموضوعات المدرجة على جدول أعمال الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة لهذا العام. ومن المتوقع أن تتناول مناقشات الجمعية كذلك قضايا الصحة والرياضة والإيدز وسلامة الطرق وكبار السن، فضلا عن حقوق الطفل والشعوب الأصلية والتمييز العنصرى والكراهية والتعصب والمساعدات الإنسانية والمساعدات للشعب الفلسطينى وغيرها. ومن المقرر أن تناقش الجمعية موضوعات النظام المالى الدولى وإعادة الممتلكات الثقافية إلى بلدانها الأصلية، والتى ستمكن مصر وغيرها من الدول الأخرى من استعادة بعض آثارها المهربة، فضلا عن مناقشة قضايا اللاجئين والعائدين والمشردين والقضايا الأفريقية وموضوعات السلام والتنمية فيها وكذلك مكافحة المخدرات ومنع الجريمة ومكافحة الإرهاب الدولي. كما ستبحث الجمعية قضايا منح الاستقلال للشعوب المستقرة وموضوع السيادة الدائمة للشعب الفلسطينى فى الأراضى الفلسطينيةالمحتلة، بما فيها القدسالشرقية والسكان العرب فى الجولان السورى المحتل ومواردهم الطبيعية. وستواصل الجمعية العامة خلال اجتماعات هذه الدورة بحث المسائل المتعلقة بإصلاح مجلس الأمن الدولي، وخاصة النقاط المتعلقة بتوسيعه وزيادة عدد أعضائه، وستشهد أيضا حملة انتخابات لأمين عام جديد للأمم المتحدة خلفا للأمين الحالى بان كى مون المنتهية ولايته. وفيما يتعلق بأعمال ومناقشات الدورة السبعين للجمعية العامة، فمن المقرر أن يلقى رؤساء روسيا والبرازيل وإيران وكازاخستان وبولندا والولايات المتحدة وفرنسا كلمات بلادهم من منبر الأممالمتحدة خلال اليوم الأول من المناقشات، التى من المتوقع أن يولى المشاركون خلالها اهتماما خاصا بالأوضاع فى الشرق الأوسط. ومن المقرر خلال الأسبوع الثانى انعقاد قمة الأممالمتحدة لاعتماد جدول أعمال التنمية ما بعد 2015 فى جلسة عامة رفيعة المستوى خلال الفترة من الجمعة 25 إلى الأحد 27 سبتمبر، وهى الفترة التى من المزمع أن يشارك خلالها عدد كبير من قادة وزعماء العالم فى اجتماعات تلك الدورة التى تمتاز بمشاركة عدد قياسى من الرؤساء ورؤساء الحكومات من مختلف أنحاء العالم. من جانبه، أعلن الناطق دميترى بيسكوف باسم الرئاسة الروسية أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين سيركز فى خطابه أمام الجمعية العامة هذا العام على الأزمة السورية ومكافحة تنظيم "داعش"الإرهابى وعلى قضية اللاجئين، التى أكد أنه من المستحيل حلها بالاعتماد فقط على إجراءات يتم اتخاذها خارج المناطق التى يهرب منها الناس، وأكد وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف أن بلاده ستعمل على ضبط الإيقاع خلال المناقشات، بما فى ذلك طرح المبادرة التى قدمها الرئيس بوتين بشأن تشكيل جبهة موحدة لمواجهة التنظيمات الإرهابية مثل "داعش" بموازاة دفع عمليات التسوية السياسية فى سوريا قدما. وفى اليوم نفسه، سيتعقد على هامش أعمال الجمعية العامة اجتماع رفيع المستوى حول القضايا المتعلقة بالهجرة غير الشرعية، واجتماع وزارى لرباعية الشرق الأوسط، سيشارك فيه كل من أمين عام جامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي ووزراء خارجية مصر والأردن والسعودية. كما من المقرر أن يتم فى الأممالمتحدة رفع علم فلسطين للمرة الأولى إلى جانب أعلام دول العضوية الكاملة، وذلك قبل نهاية الشهر الجاري. وسوف يتم تأجيل مناقشة السياسة العامة للجمعية، والتى تجرى بشكل تقليدى فى كل عام عقب الأسبوع الأول من انطلاق أى دورة بوصفها الحدث الرئيسى لها، إلى الفترة ما بين 28 سبتمبر الجارى و3 أكتوبر المقبل هذا العام، حيث ستنعقد قبلها قمة مخصصة لمسائل التنمية. وستترأس روسيا مناقشة وزارية فى مجلس الأمن حول تسوية النزاعات فى الشرق الأوسط فى 30 من سبتمبر الجاري. كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد افتتحت دورتها السنوية، فى الذكرى ال70 لتأسيس المنظمة. ويقول الدنماركى موجنز ليكيتوفت رئيس الجمعية العامة إن هذه الدورة ستكون "تاريخية حقا"، وأن "جدول الأعمال إبداعي"، واعتبر أنه فى الواقع يمثل اتفاقا عالميا ثوريا يليق بإحياء الذكرى السبعين هذا العام، وبمثابة هدية إلى عالم يعانى الحرب والأزمات الإنسانية والطائفية والتطرف العنيف والفقر وعدم المساواة وتغير المناخ والتدهور البيئي."