انتشار مخلفات الذبح مظهر بيئى سيئ يتكرر سنويا فى مصر مع كل عيد أضحى، وبالرغم من استغاثات خبراء الصحة والبيئة، من أجل تدارك مشكلات الذبح فى الشوارع فإنها تتكرر سنويا، وبصورة أكبر من ذى قبل. ومن هذا المنطلق نظم مركز النيل للإعلام بالإسكندرية - التابع للهيئة العامة للاستعلامات - برئاسة عزة مصطفى، حلقة نقاشية عن خطورة مخلفات الذبح وآثارها على شبكات الصرف الصحى والبيئة»، أوضح فيها د. محمد عبد الواحد مدير إدارة الإرشاد البيطرى بالإسكندرية أن الذبح فى الشوارع عملية غير صحية، لإن دماء الحيوانات المختلطة مع الأتربة والطين تمثل مخزوناً لنحو 300 مرض تنتشر عدواها طوال العام، باعتبار أن معظم الحيوانات المذبوحة لا تظهر عليها الأمراض، لكن معظمها خطر على حياه الإنسان . وذكر الدكتور عبد الواحد أن المخلفات الأخرى التى تُلقى بالشارع لا تقل خطورة عن هذه الدماء، وأن هذه العاده تسبب أخطارا مضاعفة مع انخفاض الوعى، لأن معظم الماشية من أبقار وأغنام تعانى أمراضا برغم مظهرها الصحى الجيد، لذلك لابد من عرض الحيوان على الطبيب البيطرى قبل الذبح، مع حسن اختيار الأضحية صحيحة الشكل والوزن والمناسبة للذبح. وأكد أنه مع الحرص على صحة المواطن فإن القانون يحرم هذا المسلك من الذبح فى الشوارع، فالأفضل من كل ذلك الاتجاه إلى المجزر القريب، الذى يعمل على مدى ال 24 ساعة أيام ذبح الأضاحى. وتناول خطورة ما يفعله البعض بغمس أيديهم فى الدماء بعد الذبح اعتقادا منهم بأنها مصدر البركة والخير، ثم قيامهم بطبع الكف على المنزل، فيصابون بالأمراض، وينقلونها لغيرهم مباشرة. فى السياق نفسه، طالبت بهية عباس السيد مدير عام الوعى البيئى بشركة صرف صحى الإسكندرية بإطلاق حملة لتوعية الجزارين عند الذبح فى البيوت بعدم إلقاء مخلفات الذبح بطريقة خاطئة، إذ تقدر كمية المخلفات الناتجة عن عمليات الذبح والتجهيز بنحو 50% من وزن الأضحية، واتباع الاشتراطات الصحية فى أثناء الذبح فى البيوت - إن كان ضروريا - ولكن من الأفضل اللجوء للذبح فى المجازر، وتجميع المخلفات والدم فى أكياس مخصصة، على أن تحكم جيدا، ثم يتم التخلص منها، إذ إن مخلفات الأضاحى تضغط بشكل كبير على شبكات الصرف الصحى. من جهته، أوضح الدكتور ناصر صابر أحمد مدير محطة معالجة المعمورة بشركة الصرف الصحى أن تكلفة إحلال وتجديد شبكات الصرف الصحى عالية جدا، وفى حالة إلقاء مخلفات الأضاحى فى شبكات الصرف تخرج هذه المخلفات من المنازل لشبكات الصرف ثم لمحطات المعالجة، التى تقوم بمعالجة مياه الصرف، وتتفاعل مع بكتريا معالجة المياه، فتقوم بتلويثها، وتصبح غير قادرة على أداء وظيفتها. ويشير إلى أنه كانت محطات معالجة الصرف الصحى من قبل معالجة ابتدائية، ولم يكن لها أهميه، أما اليوم فيوجد نحو 20 محطة للمعالجة الثانوية. وذكر أن استهلاك المواطنين للمياه فى العيد بعد ذبح الأضاحى يتكلف أكثر من نحو ألفى متر مكعب من المياه مما لا تستوعبه شبكات الصرف الصحى. والاخطر من ذلك - كما يقول الدكتور ناصر صابر - المخلفات الناتجة عن ذبح الأضاحى إذ تعتبر ثروة هائلة ذات أغراض متعددة لكنها تتطلب وضع تخطيط حضارى للاستفادة منها بطريقه صحية واقتصادية، للحد من تلوثها للبيئة، واستخدامها فى أغراض التصنيع المختلفة، للحفاظ على العائد الاقتصادى منها لمواجهة مشكلات التنمية بإنشاء صناعات حديثة، وتشغيل الأيدى العاملة. ويختتم الدكتور نصار تصريحه مؤكدا أنه إذا ما أحسنت الاستفادة من تلك المخلفات فسوف يمكن زيادة المردود الاقتصادى لها، من خلال تدويرها وتحويلها إلى مكوناتها الأساسية من البروتينات والدهون واستخدامها فى شتى الأغراض الصناعية.