هذه حكاية دالة جداً علي نوعية تفكير أولئك السلفيين الذين تدفع بهم الولاياتالمتحدة- الآن- ليكونوا «دوبلير» أو بديلاً للاخوان الارهابيين، والذين ينفقون أطناناً من الفلوس مجهولة المصدر للنجاح في انتخابات مجلس النواب والتسلل الي مقاعده. اذ حضر الدكتور رفعت السعيد (الكادر اليساري الكبير) اجتماعاً من ذلك الذي كان المجلس العسكري القديم يدعو اليه ممثلي القوي السياسية بعد عملية يناير 2011 برئاسة المشير محمد حسين طنطاوي، وجاءت جلسة الدكتور السعيد علي مقربة من المشير (يفصلهما محمد مرسي أول جاسوس مدني منتخب)، في حين جلس أمامه يونس مخيون رئيس حزب النور السلفي، وحدث نقاش حول الشريعة في الدستور، فقال الدكتور رفعت موجهاً كلامه الي المشير طنطاوي: (حيث تتحقق مصلحة الناس فثمة شرع الله) فأشار طنطاوي الي مخيون قائلاً لرفعت: (قل له)، فتوجه السعيد الي مخيون قائلاً: (ما رأيك في مقولة نجم الدين الطوفي..حيث تتحقق مصلحة الناس فثم شرع الله؟)، فقال مخيون: (حيث يتحقق شرع الله فثم مصلحة الناس)، وعاد الدكتور رفعت يجادله: (ولكن نجم الدين الطوفي هو الذي قالها)، فأجاب بكلمة واحدة: (كافر)!! وأصر د.رفعت علي مواصلة الجدل: (ومن الذي يحدد شرع الله؟). وأجاب يونس مخيون: (أهل الحل والعقد؟). فمازحه السعيد قائلاً: (يعني انت)، واذا بيونس مخيون يجيب: (أيوه)!!!. ............................... نحن أمام فصيل يريد عبر متوالية ادعاء أن مقولاته تمثل شرع الله، أن يحكم فينا ويتحكم مدعياً أن مقولاته لها مرجعيات مقدسة أو شبه مقدسة..هم يريدون الحكم ولا شيء غيره، ولا يهتمون بمصلحة الناس، وانما بما يدعوا أنه شرع الله، وكأننا غير قادرين علي فهم شرع الله بأنفسنا وعلي النحو الصحيح ومن ثم نحتاج الي من ينوب عنا في تفسير شرع الله علي كيفه ومزاجه وعلي نحو يمكنه من إحكام قبضته علينا ودفعنا الي حيث يريد، أو الي حيث تريد أمريكا. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع