إن ما يشهده وطننا العربى والاسلامى من مآس واقتتال ومحاولات تقسيم دينى وطائفى ومذهبى وعرقي، واستمرار ترويع تنظيم «داعش» الذى يعيث فى البلاد العربية فسادا لم يشهده العالم من قبل، هو تطبيق عملى لنظرية «صدام الحضارات» التى طرحها لأول مرة المفكر الأمريكى «صاموئيل هنتجتون» عام 1993، بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، حيث يرى أن محور الصراع الرئيسى فى المرحلة الجديدة سيكون بين ثقافات أو حضارات وبالتحديد بين الغرب ونوع من التحالف الكبير بين الحضارتين الإسلامية والكونفوشيوسية (الصينية).. الحضارة الاسلامية لثرواتها النفطية وجوارها الجغرافى للغرب.. فالصراع بين الغرب والإسلام عنده هو النموذج الأكمل لصراع الحضارات، ووفقا لهذه الرؤية فإن الصراع الطويل بين الإسلام والغرب (المستمر منذ 13 قرنا) هو فى حد ذاته مؤشر على احتمال استمراره لفترة طويلة مقبلة وبعد احداث 11 سبتمبر 2001 فى أمريكا وفى حربها ضد الإرهاب، اشعلت هذا الصراع، بتدمير افغانستان والعراق وتقويض الاستقرار فى سوريا واليمن وليبيا، وزرع تنظيم داعش الدموى لينهش فى جسد الأمة العربية لكى لا تقوم لها قائمة!! وليتمكن الغرب من الانتصار فى صراع الحضارات وتكون إسرائيل هى الرابح، وتتحقق نبوءة هنتجتون بينما نحن غافلون نبكى على الفردوس المفقود!! إبراهيم عبد الموجود الدقى جيزة