توفي الباحث السياسي الأمريكي صمويل هنتنجتون صاحب كتاب "صدام الحضارات" ليلة عيد الميلاد عن عمر يناهز 81 عاما حسبما أعلنت ذلك السبت جامعة هارفارد في موقعها على الانترنت. وأوضحت الجامعة في بيان لها أن صمويل هنتنجتون وهو أستاذ سابق في هذه الجامعة العريقة لم يتوقف عن إلقاء محاضراته إلا في عام 2007. وذكرت هارفارد أن هنتنجتون ألف وشارك في تأليف 17 كتابا و90مقالا علميا حول السياسة الأمريكية ونشر الديمقراطية والسياسة العسكرية والاستراتيجية وسياسة التنمية. ولد صمويل فيليبس هنتنجتون يوم 18 إبريل عام 1927 في نيويورك وحصل على شهادة من جامعة ييل العريقة وعمره 18 عاما وبدأ التدريس في هارفارد وعمره 23 عاما. وعرف في الخارج برؤيته عن صدام الحضارات حيث أصدر كتابا لشرح رؤيته هذه عام 1996 ترجم إلى 39 لغة. ووفق "رويترز" قسم هنتنجتون في كتابه "صدام الحصارات وإعادة صياغة النظام العالمي" الذي كان توسعة لمقالة نشرها في مجلة الشئون الخارجية في عام 1993 العالم إلى حضارات متنافسة إستنادا الى التقاليد الدينية مثل المسيحية والاسلام والهندوسية والكونفوشيوسية وقال أن المنافسة والصراع بينها أمر حتمي. ذكر صمويل هنتجتون في كتابه "صدام الحضارات" إن وجود أكثر من جماعة عرقية تعيش في منطقة إقليمية واحدة، ولم تنصهر في مجتمع واحد متجانس، يؤدي إلى وجود قيم وثقافات مختلفة تنشأ حولها الصراعات، عندما تحاول دولة ما أن تتبنى أو أن تفرض قيمها على شعب حضارة أخرى، وهذه القضايا بالطبع هي التي تكون مصدر الصراع بين البشر عبر التاريخ، فإن الاختلافات الثقافية تجعل الصراع أكثر حدة. ويعني صدام الحضارات - وفق هنتجتون - وجود تضادات حضارية على مستوى المفاهيم والقيم لدى شعوب محددة وهذه المفاهيم لا تزال قائمة وفاعلة، وهي تتناقض مع المفاهيم والقيم الغربية الحضارية السائدة والمهيمنة في عصر العولمة. ورأى هنتجتون أن الحضارات الآسيوية عديدة، لكنه يؤكد أن القيم الدينية الإسلامية هي الأشد رسوخا وثباتا ومعارضة لقيم الحضارة الغربية، الأمر الذي قد يترتب عليه صدام مستقبلي على مستوى الأفكار والقيم بين الشعوب الحاضنة لهذه القيم.