لكل ثورة كتابها وأدباؤها وشعراؤها ومبدعوها الذين يعبرون عن أهدافها والمبادئ التي قامت من أجلها ودورها الوطني سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. والذين يتابعون مسيرة العمل الوطني في مصر والثورات التي قامت علي أرضها وبالذات ثورة19 بزعامة سعد زغلول, وثورة يوليو52 بزعامة عبدالناصر وانتصار أكتوبر73 بزعامة السادات, يتبين لهم أن لكل منها أدباءها وشعراءها وفنانيها الذين قدموا لها أحلي وأجمل ما أبدعته قرائحهم عن توجهاتها في القصة والرواية والقصيدة واللوحة التشكيلية وغيرها من الفنون الأخري, ففي ثورة19 سطع اسم فنان الشعب سيد درويش وأبوالعامية بيرم التونسي, وكانت ابداعاتهما بمثابة طلقات رصاص وقذائف ملتهبة تصبها في وجه المحتل, وجاءت ثورة يوليو لتجمع حولها هذه النخبة من كبار الكتاب والمفكرين والشعراء وتركوا وراءهم هذا الكنز الثري من الابداع الراقي في جميع مجالات الفنون والآداب توفيق الحكيم ونجيب محفوظ ويحيي حقي والسباعي ويوسف ادريس وزكي نجيب وغيرهم في مجال الأدب وشوقي وحافظ وكامل الشناوي ومأمون والحبروك وحسين السيد ومرسي جميل وغيرهم في مجال الأغنية, ليأتي بعدهم جيل انتصار كتوبر في أكبر حشد من الشعراء, وكنت واحدا منهم ليعبروا بكلماتهم عن أعظم انتصار في تاريخ العسكرية المصرية, وبعد نحو37 عاما علي هذا النصر تهب ثورة الشباب في الخامس والعشرين من يناير معلنة مبادئها في العيش والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية دون ظهور أعمال غنائية وطنية تتواكب مع تطلعاتها نحو غد أفضل لمصر وتتفتق أذهان الاذاعة المصرية وتسترجع دورها في مجال الأغنية الوطنية وتبين للمسئولين أن مكتبتها عامرة بأغنيات وطنية كتبها شعراء ثورة يوليو52 وتعبر بالتمام والكمال عن ثورة يناير2011 وكأنها مكتوبة لها خصيصا رغم مرور أكثر من55 عاما علي انتاجها, ونعرض بعضها علي النحو التالي مع تأكيدنا ان جيل الرواد من شعراء ثورة يوليو أبدعوا لنا اعمالا تصلح لكل الثورات الوطنية وتتغني بها الأجيال القادمة وليس جيل يوليو فقط. { علي باب مصر: رائعة أم كلثوم لحن عبدالوهاب اكتشفت الاذاعة انها أفضل تعبير عن ثورة يناير رغم أن كامل الشناوي كتبها منذ55 عاما لثورة يوليو وقال فيها ما لم يقله شاعر عن عظمة مصر.. علي باب مصر تدق الأكف ويعلو الضجيج.. رياح تثور.. جبال تدور.. بحار تهيج.. وكل تساءل في دهشة.. وكل تساءل في لهفة.. أمعجزة ما لها أنبياء.. أدورة أرض بغير فضاء.. أنا الشعب لا أعرف المستحيلا.. ولا أرتضي للخلود بديلا.. { مصر تتحدث عن نفسها: رائعة حافظ ابراهيم ولحن السنباطي.. وقف الخلق ينظرون جميعا, اكتشف الاعلام انها أفضل ما يقدمه بمناسبة ثروة يناير, وجسد فيها شاعر النيل مكانة مصر في المنطقة العربية في البيت الشهير الذي تقول فيه أم كلثوم: أنا.. إن قدر الاله مماتي.. لاتري الشرق يرفع الرأس بعدي.. وكأنها توجه الكلام لكل الأشقاء والزعماء العرب. { كلنا عايزين صورة: كتبها صلاح جاهين لثورة يوليو ويقول فيها: اللي ح يبعد م الميدان.. عمره ما ح يبان في الصورة, وأعتقد كثيرون عند سماعها انها مكتوبة عن ميدان التحرير, ولكن جاهين يقصد التوجه إلي ميدان العمل لدفع عجلة الانتاج بدلا من الاعتصامات والمطالب الفئوية التي تحدث الآن علي أرض الوطن ومايترتب عليها من تعطيل العمل ودعوته لكي يسترد الاقتصاد المصري عافيته من جديد وهو مانحتاجه اليوم. { ثورتنا المصرية: كتبها مأمون الشناوي ولحنها رؤوف ذهني ويقول فيها عبدالحليم ثورتنا المصرية.. أهدافها الحرية.. وعدالة اجتماعية.. ونزاهة ووطنية.. وهي نفس مبادئ ثورة يناير. { الجيش والشعب يد واحدة: الشعار الذي كانت تردده الجماهير في ميدان التحرير والاسكندرية والميادين الأخري بالمحافظات مع الأشهر الأولي لثورة يناير صاغه الشاعر أنور عبدالله منذ57 عاما ولحنه عبدالوهاب لعبدالحليم في رائعته الله يابلادنا الله.. علي جيشك والشعب معاه دون أن يتنبه له أحد من شعراء يناير. { ونعود لأم كلثوم في رائعتها: مصر التي في خاطري وفي دمي التي كتبها أحمد رامي ولحنها السنباطي لتضاف إلي الأغنيات التي تقدمها بصفة دائمة الاذاعة والتليفزيون وصباح الخير يامصر, تأكيدا بأن مصر في دمنا وخاطرنا وانها حبنا الأول والأخير والتي نتمني أن يحميها الله من كل سوء ونتكاتف جميعا في هذه الأيام الصعبة لنصل بها إلي بر الأمان. المزيد من مقالات مصطفى الضمرانى