مصر ليست لأحد دون سواه.. مصر للمصريين جميعا, ويخطئ كثيرا من يعتقد أنه قادر علي استغفال هذا الشعب العظيم, أو الاستهانة بذكائه, أو ركوب الموجة لتحقيق مصلحة قصيرة النظر.. مضي ذلك الزمن الذي سيضحك فيه بعضهم علي أذقان المصريين, ومن ثم فإن الذي سينجح في اعتلاء عرش قلوب أبناء هذا الشعب الطيب هو من سيسعي جاهدا لخدمته, وحل مشكلاته, وإخراجه من عثراته الاقتصادية والأمنية والاجتماعية. وكانت هذه بالضبط رسالة الآلاف الذين خرجوا أمس وسيخرجون بعد ذلك في ميدان التحرير. لقد صرخ المصريون بصوت واحد رافضين أي عودة للماضي بآلامه وفساده وتزويره, جميعهم يريدون مصر الجديدة, الحرة, الكريمة, الديمقراطية. التي لن ينفرد بها طرف واحد, مهما كان اسمه! وفي هذا الاطار, فإن من حق الجميع ان يتظاهروا, وأن يعبروا عن مطالبهم, وافكارهم, وان يرفضوا ماشاء لهم الرفض.. لكن بشرطين اثنين: أولا: أنه ممنوع منعا باتا مصادرة مطالب وأفكار الأطراف الأخري, وإلا فسوف نعود إلي ما كنا عليه قبل25 يناير, عندما احتكر الحزب الوطني المنحل لعبة السياسة وحده, ومنع الباقين من المشاركة الحقيقية. ثانيا: ألايرتكب أي طرف جريمة التخريب وترويع جموع الناس الذين يريدون الأمن والسلام والاطمئنان في حياتهم اليومية, إن من حقك أن تتظاهر, وتهتف وتعبر عن أفكارك ومعتقداتك ومطالبك. لكن الذي ليس من حقك ان تفرض رأيك علي الآخرين مهما اختلفوا معك في افكارك.