تشهد مصر حاليا موجه غريبة من العواصف الترابية والرملية لم نعتد عليها من قبل خاصة فى مثل هذه الآونة من العام وهذه الأتربة والعواصف تؤثر بالسلب على الجهاز التنفسى خاصة الأنف والشعب الهوائية. ويوضح د.نبيل الدبركى أستاذ أمراض الصدر والحساسية، بأن الأتربة والعواصف الرملية تمثل عبئا على الجهاز المناعى لمرضى الحساسية وبالتالى تعرضهم للإصابة بالالتهابات الفيروسية والبكتيرية، وكذلك تثير حدوث نوبات حساسية الأنف وحساسية الشعب الهوائية مما قد تؤدى إلى حدوث نوبات ربوية عند مرضى حساسية الشعب الهوائية، والتى تختلف فى حدتها وطول مدتها من شخص إلى آخر، ولهذا ننصح المرضى بالابتعاد قدر الإمكان عن التواجد فى الأماكن المفتوحة بالشوارع إلا للضرورة القصوى، مع ضرورة ارتداء القناع الواقي (الماسك)، ولا حرج فى ذلك بل يجب أن يكون ارتداء الماسك كثقافة عامة نمارسها فى تلك الظروف. وكذلك يجب وضع فوط أو أقمشة نصف مبللة على النوافذ لحجب دخول الأتربة والتى قد تسبب لنا الإحساس بالاختناق، أما بالنسبة لمرضى حساسية الشعب الهوائية وحساسية الأنف فلابد من أخذ العلاجات الموصوفة بواسطة الطبيب الاخصائى المتابع لحالتهم بكل دقة، ويمكن أخذ الأدوية بجرعات أكبر بعد استشارة الطبيب المختص. كما ننصحهم بالإكثار من المشروبات الدافئة فى تلك الأيام، والإكثار من أكل الخضروات الطازجة والتى تحتوى على مضادات الأكسدة وترفع من كفاءة الجهاز المناعى الخاص بهم، كذلك ننصح مرضى حساسية الشعب الهوائية أن يكون لديهم جميع الأدوية التى تستخدم فى حالة الطوارىء حتى إذا أصيب المريض بأى نوبة ربوية يتم التعامل معه فورا خاصة أجهزة استنشاق أبخرة الأدوية التى تستخدم لعلاج الأزمات الربوية الحادة. وبما أننا نتحول خلال أيام إلى فصل الخريف فيجب مراعاة أنه فى تلك الأيام ستكون حرارة الجو متقلبة ما بين الارتفاع فى درجات الحرارة والبرودة فيمكن مواجهة ذلك بعمل احتياطات بأن يكون لدينا ملابس إضافية يمكن استخدامها أثناء الليل لمواجهة البرد، لأن التغير المفاجئ من السخونة إلى البرودة ينشط بعض الميكروبات فى الجو مما يسهل إصابة الجهاز التنفسى بالالتهابات الميكروبية مثل نزلات البرد والالتهابات الشعبية، ومن ثم يجب التدرج فى استقبال درجات البرودة أو الحرارة عند الانتقال من البرودة إلى السخونة أو العكس خاصة فى الأماكن المكيفة. وعن كيفية مواجهة الأدخنة الناتجة عن حرق قش الأرز فى هذه الآونة شدد د.الدبركى على الابتعاد قدر المستطاع عن الأماكن المفتوحة لا سيما فى أثناء الليل حيث تتكاثر الأدخنة فى تلك الأوقات. فهذه الأدخنة تستفز الأغشية المخاطية للجهاز التنفسى مما تسبب له التهابات متكررة، كما تصيبه بأزمات ربوية حادة خاصة لدى مرضى حساسية الصدر. ونهيب وزارة البيئة والمسئولين باتخاذ اللازم لمنع تلك الممارسات السيئة والتى تضر بصحة المواطنين وبخاصة مرضى الحساسية الصدرية.