فى تطور جديد للأحداث من شأنه صب المزيد من الزيت على نيران الأزمة السورية المشتعلة، وجهت موسكو مذكرة للسلطات القبرصية طالبت فيها بتحويل مسار الرحلات الجوية العادية، تجنبا لتعارضها مع مسارات مناورات عسكرية للبحرية الروسية تجريها قبالة السواحل السورية الأسبوع المقبل وستشمل إطلاق صواريخ. ومن جانبه، أكد مصدر فى وزارة الدفاع القبرصية أنه تم استلام المذكرة الروسية بالفعل، مضيفا أن تبادل مثل هذه المذكرات «أمر روتيني». وأضاف أن هناك احتمالا بألا تقوم روسيا بالمناورات فى التواريخ المحددة ومن بينها الفترة ما بين 14و17سبتمبر الجاري. وفى السياق نفسه، ذكرت تقارير صحفية أن مذكرة مماثلة تم توجيهها إلى هيئة الملاحة الجوية الأمريكية حول المناورات التى ستجريها موسكو بين مرفأ طرطوس السورى وجزيرة قبرص التى تبعد 100كلم عنه. وفى غضون ذلك، ذكر مسئولان غربيان ومصدر روسى أن المناورات هدفها اختبار نظام صاروخي متقدم مضاد للطائرات سترسله موسكو إلى سوريا. وقال المسئولان الغربيان إن القوات الروسية هى التى ستشغل نظام «إس. إيه.22» وليس السوريون. وأن مكونات النظام من أسلحة فى طريقها إلى سوريا بالفعل لكنها لم تصلها حتى الآن. وعلى الصعيد الأمريكي، أكد مسئولان أمريكيان أن الولاياتالمتحدة لديها دلائل على أن بعض مكونات نظام التحكم تم وضعها بالفعل فى مطار حربى قرب مدينة اللاذقية وهى إحدى معاقل الرئيس السورى بشارالأسد، رغم عدم وصول النظام بالكامل، مشيرة إلى تمركز 200من القوات الروسية فى المدينة. جاء هذا فى الوقت الذى أعلن فيه الرئيس الأمريكى باراك أوباما أن الاستراتيجية الروسية القائمة على دعم نظام بشار الأسد فى سوريا»آيلة إلى الفشل». وقال أوباما فى لقاء مع أفراد الجيش الأمريكى بقاعدة فورت ميد العسكرية بولاية ميريلاند»إذا كانت روسيا مستعدة للعمل معنا ومع الدول ال60 التى يتألف منها التحالف الدولى عندها ستكون هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق سياسى فى سوريا. إلا أن الخبر السيىء هو مضى روسيا بالاعتقاد أن الأسد شخص يستحق الدعم»، على حد تعبير الرئيس الأمريكي. وأضاف أن الأسد شخص «مدمر لشعبه وحول بلاده إلى منطقة جذب للإرهابيين من كل المنطقة». وفى السياق نفسه، ذكرت الخارجية الأمريكية فى بيان لها أنها سترحب بأى «دور إيجابي» لروسيا ضد تنظيم «داعش» الإرهابى فى سوريا لكن ليس بزيادة الدعم للأسد. وقال جون كيربى المتحدث باسم الخارجية الأمريكية «سنرحب بأن تلعب روسيا دورا بناء ضد داعش لكن لا يمكن أن يكون هذا نتيجة لاستمرار الدعم للأسد». ومن جانبه، أكد الجنرال جون ألن مبعوث الرئيس الأمريكى باراك أوباما للتحالف الدولى ضد تنظيم «داعش» أن الولاياتالمتحدة تعارض أى مساعدات عسكرية تقدم للنظام السوري، وتراقب التواجد العسكرى الروسى الجديد فى سوريا. وقال الجنرال ألن:»نراقب الوضع عن كثب، وفى حوار متواصل مع الروس حول حل انتقالى فى سوريا، وقد أعربنا عن رغبتنا فى إنهاء هذا الصراع بحل سياسى فقط «، موضحا أن بلاده أكدت مرارا أن عسكرة الصراع سيؤدى إلى معاناة إنسانية كبيرة فى المنطقة على عدة مستويات». وفى أولى ردود الأفعال الدولية على السجال الحالى الدائر ما بين واشنطنوموسكو، حذر سيباستيان كورتس وزير الخارجية النمساوى من نشوب حرب بالوكالة فى سوريا بين الولاياتالمتحدةوروسيا. وقال وزير الخارجية النمساوى فى تصريح أوردته هيئة الإذاعة البريطانية «بي. بي. سي» إنه «يجب الإقرار بأن الأسد لا يزال يسيطر على أجزاء من سوريا وعلى الجيش السورى أيضا وإذا لم نتمكن من إيجاد حل عسكرى فعلينا التوجه إلى طاولة المفاوضات انطلاقا من كون عملية التفاوض لا يمكن أن تتم مع الأصدقاء فقط بل يجب أن تشمل المعارضين أيضا». وفى برلين، حذر فرانك فالتر شتاينماير وزير الخارجية الألمانى روسيا من اتخاذ مسارات أحادية الجانب فى سوريا. وقال فى تصريحات للصحفيين:»لا أتمنى أن تعول روسيا على استمرار الحرب الأهلية فى سوريا». وأوضح أنه»لا ينبغى نشوء وضع يجعل أى تحرك مشترك للمجتمع الدولى غير ممكن، كما أنه لا ينبغى لكل واحد أن يتحرك بطريقته الخاصة فى سوريا»، مشددا على أن التحرك المشترك وحده هو الذى يمكنه أن يحدث تحولا فى الأزمة. وفى باريس، أكدت الخارجية الفرنسية أن باريس تتواصل بشكل منتظم مع موسكو بشأن الملف السورى بهدف المضى قدما نحو عملية الانتقال السياسى فى هذا البلد. وقال رومان نادال المتحدث الرسمى باسم الخارجية الفرنسية إن التدخل الفرنسى فى سوريا يستند إلى المادة 51من ميثاق الأممالمتحدة للدفاع عن النفس، وأن هذا ما جاء فى الإخطار الرسمى الذى وجهته إلى مجلس الأمن الدولي.وأضاف أن السلطات العراقية طلبت - خلال خطاب لمجلس الأمن الدولى فى 20سبتمبر 2014- مساعدة المجتمع الدولى لمواجهة العدوان المسلح لداعش بما فى ذلك من الأراضى السورية، مشيرا إلى أنه فى هذا الإطار ووفقا للمادة نفسها من ميثاق الأممالمتحدة، قررت فرنسا الأسبوع الماضى إطلاق طلعات جوية استكشافية لمواجهة هجمات التنظيم الارهابى القادمة من سوريا.