مما لاشك فيه أن التعليم الفنى يعد هو قاطرة التنمية الحقيقية فى مصر، فى هذه المرحلة المهمة من تاريخ بناء مصر الحديث، ويعد الاهتمام بهذا القطاع والنهوض به إحدى أهم ركائز الانطلاق نحو المستقبل. والتعليم الفنى كان سببًا رئيساً فى نهضة وتطور العديد من الدول وتقدمها، إلا أنه فى مصر كان عبئًا وأزمة، فبدلًا من تخريج العمالة المهرة التى نحتاج إليها فى مختلف المجالات، أو حتى شبه مهرة، تخرج منه طوابير بطالة وبلطجة. من هذا المنطلق أولت مؤسسة مصر الخير، اهتمامًا خاصًا بهذا القطاع، باعتباره مدخلًا أساسيا لتقدم البلاد وتطورها ونهضتها ونقلها إلى مصاف الدول المتقدمة، ولتحقيق شعارها تنمية الإنسان مهمتنا الأساسية. ولعل أحد أهم أسباب وطرق النهوض بالتعليم الفنى هو دراسة تجارب الدول المتقدمة والاستفادة منها، ومن هذا المنطلق واستلهامَا لتجربة محمد على مؤسس مصر الحديثة الرائدة فى النهوض بالتعليم من خلال البعثات الخارجية، الذى شهد عصره إرسال ما يزيد على 28 بعثة تعليمية إلى أوروبا، وعندما عاد مئات الطلاب كانوا مشاعل التنوير والتقدم، أرسلت مؤسسة مصر الخير ما يزيد على 850 طالبًا فى بعثات خارجية لأربع دول هى إيطالياوالصين وفرنسا وألمانيا. ومن أجل تكريم الأوائل والاحتفال بهم نظمت مؤسسة مصر الخير احتفالية كبرى لطلاب المنح الخارجية وطلاب برامج التدريب من أجل التشغيل، شهدت أيضا الإعلان عن برامج للتعليم الفنى والعالى 2015 -2016 لدعم العملية التعليمية وتحسين جودة المنتج النهائى من الطلاب المصريين، شهدها المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، والدكتور على جمعة رئيس مجلس أمناء مؤسسة مصر الخير، والدكتور السيد عبد الخالق وزير التعليم العالى، والدكتور محمد يوسف وزير التعليم الفنى، والدكتورة غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى، والمهندس خالد نجم وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والدكتور عادل عدوى وزير الصحة، وسفراء دول إيطاليا وفرنسا والصين والبحرين. رحلات الطلاب وطريق المستقبل 3 سنوات فقط، استطاعت خلالها شروق شاكر أن تتقن اللغة الإيطالية وتتفوق على زملائها من مصر وايطاليا، وتنتهى من دراستها فى زمن قياسى، حيث حصلت على شهادة إنهاء منحتها الدراسية فى 3 سنوات، بدلًا من 5 سنوات. تقول شروق أن منحة مصر الخير، هى نافذة أمل لشباب مصر، وإنها لم تكن لتحقق تفوقها، وحصولها على المركز الأول بالمعهد فى إيطاليا، لولا مساندة أساتذتها لها، مؤكدة أن طريق النجاح به العديد من المشكلات التى تحتاج إلى المثابرة والمذاكرة. إسلام أبو السعود، نموذج لطالب مصرى تحدى الصعب وطلب العلم من الصين واستطاع أن يتفوق فى عامه الأول الدراسى بمعهد بكين لتكنولوجيا المعلومات، إسلام قال إنه سافر ضمن 25 طالبًا، حصلوا على منحة من مؤسسة مصر الخير، لدراسة التقنيات الالكترونية الحديثة. وأضاف إسلام أنه يتمنى أن يكون طالبا مشرفا لبلده مصر، وللمؤسسة التى أرسلته للخارج، وللمعهد الذى استقبله، ووافق على تعليمه على يد مدرسيه . تجربتا شروق وإسلام، ما هى إلا تجربتين، ضمن 850 قصة، ل850 شابًا وفتاة حصلوا على منح تعليمية بالخارج، ضمن مشروعات مؤسسة مصر الخير، للنهوض بالحياة الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية فى مصر، فى ظل تأكيد التاريخ على أن نهضة مصر لم تتحقق إلا بالبعثات الخارجية من مصر، كما حدث إبان حكم محمد على رائد النهضة الصناعية والزراعية فى مصر، حيث استطاعت مصر الخير، أن توفر 850 بعثة علمية، ل4 دول، هى ايطاليا وفرنسا وألمانيا والصين. وكما أكد رئيس مجلس الوزراء أن “التعليم الفنى هو طوق النجاة من بحر البطالة”، فإن مؤسسة مصر الخير، تؤكد أنها لن تتوقف عن هدفها فى تنوير عقول الشباب وتنميتها، بنقل خبرات العالم إليها، من خلال استمرار مشروع “المنح التعليمية فى الخارج”. مصطفى مختار بيومى، المشرف على طلاب المنحة التعليمية بايطاليا يقول» التعامل مع الطلاب فى الخارج يحتاج من مشرفهم، أن يكون أبا ، قبل أن يكون موجها، وهو ما ساعدت «مصر الخير» على تحقيقه، من خلال دورات تدريبية للمشرفين، فى مجال الصحة النفسية، حول كيفية التعامل مع الطلاب فى مثل هذا السن»، ويستكمل: من خلال عملى، كمترجم ومشرف على الطلاب، قمت بترجمة المناهج العلمية التى يحصل عليها الطلاب، لتسهيل حصولهم على المعادلة المصرية، كى يتم اعتماد شهاداتهم التعليمية مع الشهادات المصرية. ويؤكد أن المناهج التى قام بترجمتها، ستقوم مؤسسة “مصر الخير”، بتقديمها إلى وزارة التعليم الفنى، للاستفادة بها فى المناهج التعليمية لمدارس ومعاهد التعليم الفنى فى مصر، خاصة أنه انتهى من ترجمة 8 تخصصات وتم تقديمها إلى الوزارة. توفير فرص تعليمية للطلاب حنان الريحانى رئيس قطاع التعليم العالى والفنى بمؤسسة مصر الخير قالت: إن المؤسسة تعمل على دعم العملية التعليمية وتحسين جودة المنتج النهائى من الطلاب المصريين، من خلال تنمية الطلاب والطالبات فى مختلف القطاعات، وتغيير مسار حياتهم التعليمية والمهنية بتوفير منح دراسية فى ايطالياوالصين، ومصر ، فضلا عن إشراكهم فى برامج تدريب من اجل التشغيل ليشكل هؤلاء الطلاب ، نواة للتعليم الفنى والعالى فى مصر. وأضافت أن “مصر الخير”، تعمل على توفير عمالة مؤهلة بشكل محترف، وإنها نجحت فى توفر 3636، فرصة تدريب قى العديد من المجالات الفنية المختلفة ضمن برنامج التمريض المتخصص والمشروع اللوجستي، والذى يوفر الأيادى العاملة فى مجالات التصدير والشحن الجمركى، ليتناسب مع توجه مصر لتنمية محور قناة السويس خلال المرحلة المقبلة، بالإضافة إلى برنامج التدريب الفندقى وبرنامج التدريبات الصناعية . وأوضحت أن “مصر الخير” احتفلت مؤخرا بتكريم الطلاب الأوائل من جميع منح قطاع التعليم العالى بالمؤسسة وإنها أطلقت برامج التعليم الفنى والعالى 2015-2016، لتؤكد استمرار المؤسسة فى طريقها لدعم العملية التعليمية فى مصر. وأشارت إلى وجود تنسيق كامل مع الحكومة المصرية، من خلال وزارات القوى العاملة، والصحة والتعليم العالى والتعليم الفنى. وأوضحت، انه يتم تأسيس كيانات علمية جديدة، لتوسيع فرص التعليم للطلاب، من خلال المعاهد الدولية التى تقام على الأراضى المصرية، ومدارس المتفوقين، ومشروع “الناهلون” لأبناء الصعيد، ومنح أوائل الثانوية العامة. وأكدت أن الهدف من مشروعات مصر الخير هو توفير فرص تعليمية للطلاب، تمكنهم من الحفاظ على سمعة مصر فى الخارج، من خلال جودة المنتج الذى يقدمونه، والعمل على تحسين الحالة الاقتصادية والاجتماعية فى مصر، من خلال توفير احتياجات سوق العمل، ومد الشركات باحتياجاتها من العمالة المدربة والمؤهلة، لافتة إلى زيادة التعاون الخارجى ليضم دول ايطالياوالصين وفرنسا وألمانيا. تجربة شركاء النجاح مع مصر الخير تشى شاينح القائم بأعمال السفير الصينى فى مصر، قال إن تجربة استضافت 25 طالبا مصريا بمعهد بكين، أثبتت نجاحها، مؤكدا استمرار التعاون مع “مصر الخير”، واستقبال دفعات طلابية جديدة. وقال: “نرحب بالمصريين للدراسة والزيارة، فالصين تقدر مصر، شعبا وحكومة، ونتمنى استمرار التعاون». ماوريتيسيو ماسارى سفير دولة ايطاليا فى مصر، قال إن تعاون دولة ايطاليا مع مؤسسة مصر الخير مستمر منذ 5 سنوات، من خلال المنح التعليمية للطلاب، وأن هذا التعاون، فعال وناجح جدا، وهو ما يظهر من إقرار الحكومة الايطالية بإنشاء معهد”دومبسكو” على الأراضى المصرية ليكون نواة للمعاهد الفنية التعليمية فى مصر. فرصة حقيقية بتحقيق الذات فيما قال الدكتور على جمعة، رئيس مجلس أمناء مؤسسة مصر الخير أن البعثات العلمية، هى التى ساعدت فى بناء مصر الحديثة، التى أسسها محمد على، وأن إرسال بعثات جديدة للخارج، هو الطريق إلى نقل العلم والتكنولوجيا، لمصر، لعمل نهضة صناعية وتكنولوجية جديدة، مؤكدا أن الشباب يحتاج فرصة لتحقيق الذات والتفوق على اقرأنه. وأضاف: أن أول البعثات فى عهد محمد على منذ كانت لإيطاليا، حيث أرسل نحو 28 بعثة يزيد طلابها على 500، وبالمقارنة بعدد السكان وقتها وعدد السكان حاليا فإننا نحتاج حاليا لنحو 5 آلاف، فى حين إننا لم نخرج سوى 850 طالبًا، موضحًا أن الطريق الطويل، وأن العاملين فى المؤسسة عاهدوا الله على عدم اليأس والاستمرار فى العمل حتى نبنى مصر الحديثة. ووجه الشكر إلى دول إيطاليا وفرنسا والصين وألمانيا لتعاونهم الصادق ووقوفهم بشكل مشرف فى مصر سواء فى مجال التنمية أو فى مواجهة الإرهاب الأسود وغيرها من المجالات، قائلًا: اللسان يعجز عن شكرهم، لافتا إلى أن التعاون بين مؤسسة مصر الخير وبين هذه الدول لعمارة الأرض وبناء الإنسان، موجهًا شكره وشكر المؤسسة للطلاب الذين رفعوا رأسنا عالية وقاربوا على الانتهاء من منحهم. وأكد أن هذا العمل وعمارة الأرض وبناء الإنسان حجة على المفسدين فى الأرض الذين يريقون الدماء ويفجرون ويكفرون، قائًلا: نستمر فى عملنا ونقول حسبنا الله ونعم الوكيل وأعمالنا سوف تستمر حتى نعبد الله ونعمر الأرض ونزكى النفس». محلب: التعليم الفنى طوق النجاة من جانبه أكد المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، أن الحكومة تملك رؤية للنهوض بالتعليم الفنى، لأنه هو طوق النجاة من بحر البطالة، مضيفًا أنه المرة الأولى التى يكون فى مصر وزارة بالتعليم الفنى، مشيرًا إلى أنه محور رئيسى للتنمية المستدامة، وخاصة مع دخول عصر المشروعات الكبيرة والتنمية المستدامة. وقال فى كلمته خلال الاحتفالية، إنه حريص على التواجد والمشاركة فى هذه الاحتفالية، وفى أى تجمع شبابي، لأنه مؤمن أنه لا يبنى هذه البلد إلا شبابها، مؤكدًا أن شباب مصر قادر على بنائها، ولكن يجب تسليحه بالعلم، وليس أمامنا إلا هو للنهوض، مضيفًا أن وجود تمثال نهضة مصر أمام جامعة القاهرة دليل على أن النهضة مرتبطة دائمًا بالعلم. وأكد أن الحكومة تحدثت كثيرًا عن إصلاح التعليم، وإنها قررت فتح هذا الملف واقتحامه سواء التعليم ما قبل الجامعى أو التعليم الجامعي، لأنه هناك مشكلات تراكمت منذ سنوات ولابد من اقتحامها، موضحًا أن انضمام المجتمع المدنى للحكومة فى اقتحام العديد من المجالات وخاصة التعليم شئ يقدر ويشكر عليه، وخاصة مؤسسة مصر الخير التى تتعاون مع الحكومة فى عدة مجالات من أجل تنمية الإنسان وتلبية احتياج والمواطنين، مما يحسن الأداء ويشعر المواطن بثمار الإصلاح . وقال إن من أهم عناصر الجذب للمشروعات والاستثمارات توفير العناصر البشرية القادرة على تلبية احتياجات بالصناعة، موضحًا أنه هناك العديد فرص العمل بأجر جيد وفى ظروف عمل ممتازة ولكن لم تكن هناك العمالة المدربة المؤهلة لشغل تلك الفرص. وأشاد بفكرة البعثات للخارج للتعلم ثم العودة إلى مصر من أجل النهوض بها، موضحًا أن العلم ملك الإنسانية والتعاون بين الدول وتبادل المعلومات والتعليم والتدريب مع الحفاظ على الهوية، سيكون إضافة لمستقبل هذا الوطن. وأضاف العلم لابد من ثقله بثقافة العمل واحترام العمل وتنظيم الوقت وقبول الرأى والرأى الآخر والانضباط والالتزام موضحا أن العمل عبادة واتقانه شئ مطلوب وضرورى. وأشار إلى أن مصر ينتظرها مستقبل مشرق بجهد أبنائها، مطالبًا بمزيد من الأمل المستند على التاريخ والإمكانيات الهائلة الموجودة فى مصر والإدارة الجيدة، قائلًا :”مصر بشبابها هتبقى قد الدنيا، مصر كانت الأساس ومنارة للعالم كلها من 5 آلاف سنة وستعود»