فى جميع بورصات السياحة العالمية تجد الجناح الإسرائيلى يعرض قارورة من رمال البحر الميت يقولون للزائرين انها تشفى المريض وتطيب العليل ويبيعونها بمبالغ كبيرة لمن يصدق.. وتجد الأردن أيضا تنتهج نفس الأسلوب وتحقق مكاسب كبيرة من جذب الآلاف من السائحين طوال العام..اما مصر والتى سبقت كل هؤلاء فى هذا النمط من السياحة وخاصة فى اسوان وسفاجا والوادى الجديد وغيرهما..ما زالت خارج المنافسة لعدم الاهتمام بتنميتها حتى تحتل مكانا بارزا على خريطة السياحة العلاجية العالمية. وما يدعو للدهشة ان مصر لا يوجد بها حتى الآن جمعية للسياحة العلاجية تتولى مخاطبة مستشفيات ومصحات العالم بوجود مراكز طبية وعلاجية واستشفاء بيئى على اعلى مستوي. وتعرف السياحة العلاجية كما يقول الدكتور عبدالرحمن حمادة أحد المتخصصين فى هذا النوع من السياحة.. بإنها انتقال المريض من بلد الى بلد آخر للحصول على خدمة طبية متميزة و المشاركة فى الانشطة السياحية..و مع التطور التكنولوجى الهائل فى سبل الاتصالات وسهولة الانتقال من بلد الى اخر فقد تواكب ذلك مع التقدم غير المسبوق فى السياحة العلاجية حيث تحولت من مجرد رحله للسفر و العلاج الى صناعة متكاملة لها عائد مالى كبير يصل حسب تقرير الجمعية الدولية للسياحة العلاجية الى مائة مليار دولار سنويا ويبلغ معدل الزيادة السنوية لهذه الصناعة من 20% الى 30%.. وينفق الفرد خلال رحلة علاجه ما يتراوح بين 7.000 و 14٫000 دولار فى اليوم الواحد. ويقول الدكتور حمادة ان هناك اكثر من خمسين دولة تحتل مواقع مميزة على خريطة السياحة العلاجية العالمية تأتى شرق آسيا على قائمة تلك الدول، ومن المنطقة العربية فإن دبى والاردن تحققان عوائد غير مسبوقة من تلك الصناعة..ويضيف انه من المؤسف والمخيب للآمال. ان جمهورية مصر العربية بتاريخها وما تمتلكه من امكانيات وخبرات طبية وموقع متميز بين القارات الثلاث إفريقيا وأوروبا وآسيا وما تحتويه من اثار ومتاحف وسياحة ترفيهية ودينية ناهيك عن الطقس المعتدل على مدار العام فإنه على الرغم من كل ما سبق فلا مكان لها على تلك الخريطة السياحية العلاجية. ويؤكد ان العائد المالى من تلك الصناعه يختلف من دولة الى اخرى فتايلاند على سبيل المثال قد نجحت فى تحقيق عائد مقداره 4.31 مليار دولار فى 2013 ..فى حين حققت دبى فى العام نفسه 1.69 مليار دولار وهى تتطلع للوصول الى 6 مليارات دولار بحلول عام 2020 موعد انعقاد المعرض الدولى اكسبو. اما عن الاردن فقد بلغ عائد السياحة العلاجية فى عام 2010 من علاج 250٫000 مريض يصاحبهم 400٫000 مرافق وحققت دخل يصل الى مليار دولار. ويطالب الدكتور عبدالرحمن بان تتبنى الدولة قضية تنمية السياحة العلاجية وتعتبرها قضية قومية ..بإنشاء جمعية لتنمية السياحة العلاجية تساهم فيها كل اجهزة الدولة المعنية مثل وزارة السياحة والهيئات التابعة لها والشركة الوطنية للطيران ومكاتبنا السياحية فى الخارج.. مشيرا الى ان إفريقيا وحدها بها اكثر من 1.2مليون سائح يحتاجون للعلاج فى مصر ويفتقدون الرعاية الصحية التى نمتلكها.