منذ اندلاع ثورة يناير, ظهرت خبايا كثيرة داخل جماعة الإخوان المسلمين بشأن سياساتها تجاه القضايا العامة وأساليب معالجتها, مما اضطر عددا كثيرا من قياداتها وشبابها الي التمرد عليها. رافضين تلك السياسات, ومتعجبين من جماعة تتفاخر دائما بعراقة تاريخها وتدعي أنها تحمل الخير لمصر, وهي لا تسعي إلا لمصالحها الشخصية. ولم يستطع الإخوان احتواء غضب هؤلاء الشباب الذين ظهر استياؤهم الشديد فجأة بعد الثورة عندما بدأت الجماعة تتخبط في قراراتها, وامتنعت عن المشاركة في بداية الثورة, ثم ادعت بعد ذلك أنها حمتها ولاتزال فضلا عن اتصالاتها السرية بالمجلس العسكري وبعض الدول الأجنبية وعلي رأسها الولاياتالمتحدة, وأخيرا رجوعها في قرار عدم خوض الانتخابات الرئاسية ثم دفعها بالنائب الأول لمرشدها العام المهندس خيرت الشاطر. المرارة والحزن يخيمان علي عدد كثير من شباب اخواني طردتهم الجماعة من حظيرتها لأنهم اقترفوا اثما من وجهة نظرها وهو أنهم بدأوا يسألون, وهي أشياء يعتبرها مكتب الارشاد معصية كبري لأن المكتب ومجلس شوري الجماعة لا يسألان عما يفعلان! وذكر محمد شمس أحد الشباب النشط الذي فصلته الجماعة ثم انضم كعضو مؤسس لحزب التيار المصري مع بقية الشباب من توجهات مختلفة أن الجماعة تمر بحالة تخبط وارتباك داخليا وخارجيا في سياساتها العامة وهو ما أسفر مؤخرا عن دفعها بالشاطر للرئاسة, خوفا من تأييد قواعدها الشعبية للمرشح الرئاسي والقيادي الإخواني السابق الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح الذي يحظي بتأييد من شبابها. وقال شمس إن الإخوان اتخذوا القرار بطريقة متعجلة وهو ما جعل الشارع ينفر منها ويكشف وجهها الحقيقي, فلو كان سبب الدفع بالشاطر هو مقاومة مرشحي الفلول كما تدعي فلماذا لم تدعم أبوالفتوح, أو حازم أبوإسماعيل, أو حمدين صباحي الذين يحظون بشعبية تستلزم دعمها ومساندتها؟ لكنها بهذا القرار ستفتت الأصوات وتمنح فرصة كبيرة لنجاح الفلول. ووصف شمس إعلان الإخوان قبل ذلك عن محاولتهم دعم مرشح مستقل مثل المستشارين حسام الغرياني وطارق البشري بالسخيف لأن أمامها مرشحين كثيرين يمتلكون برامج ورؤي جيدة, كما أن دفعها بالدكتور محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة كمرشح احتياطي للشاطر قرار مرتعش لأنه سيؤثر علي صورتها وسمعتها, ويدل علي أنها لا تبحث عن مصلحة وطن, لكن مصلحتها الشخصية فحسب. وأكد الشاب الإخواني المفصول أنه غير مقتنع بوجود تصادم بين الإخوان والمجلس العسكري, خاصة بعد العفو العام الذي منحه المجلس للشاطر, وأن أبوالفتوح سيحظي بأصوات شبابية في الجماعة, وأن حزب التيار المصري الملغوم بشباب إخواني مفصولين سيدعم أبوالفتوح. وفي الوقت نفسه, ذكر معاذ عبدالكريم عضو المكتب التنفيذي لائتلاف شباب الثورة وأحد المفصولين من الإخوان أن هناك علاقة غامضة بين الجماعة والعسكري وأن الشاطر ليس ورقة رابحة, وقرار الدفع به نتج عن ضغوطه علي مجلس شورتها العام ليترشح للرئاسة, وأن اجتماعات المجلس الثلاثة, حصل فيها الشاطر علي تأييد31 عضوا مقابل رفض18, بينما حصل في الثاني علي63 مقابل16 لكنه حصل في الاجتماع الأخير علي45 مقابل25 ورجحت كفته بعد ضغوطه. وأضاف عبدالكريم أن صدور حكم يمنع أيمن نور من الترشح للرئاسة دليل علي خروج الشاطر مستقبلا من حلبة المنافسة لان موقفه القانوني به عوار وأن مرسي لا يحظي بأية شعبية سواء داخل أو خارج الإخوان. وأفاد عبدالكريم أن الجماعة فصلت نحو21 شابا بمحافظة الجيزة وخمسة وثلاثين في أكتوبر بعد أن مثلوها في تنسقيقة الثورة, لكنها غضبت من مشاركتهم في مليونية جمعة72 مايو الماضي, وأصدرت بيانا وضعت فيه المليونية بأنها جمعة الوقيعة بين الشعب والجيش وتنكر تماما أن الوقيعة الحقيقية هي إدارة الجيش للدولة, وبرغم كل ذلك تدعي أنها تحمي الشعب والثورة. ورفض أحمد أبوذكري أحد الشباب الغاضبين من الجماعة التعليق مؤكدا أنه يمتنع عن الإدلاء بأية تصريحات لوسائل الإعلام في هذا الشأن. ولجأ بعض الشباب المفصولين الذين رفضوا الانضمام لأي فصيل سياسي بعد صدمتهم من الإخوان إلي تأسيس مواقع علي فيس بوك كشفوا فيه بعض ممارسات الجماعة التي وصفوها بالدكتاتورية ونادوا بإسقاط ولاية المرشد, فضلا عن تأسيسهم صفحات تحمل اسماء إخوانية مثل لا تجادل ولا تناقش فأنت إخواني وغيرها. ويحاول الإخوان احتواء غضب الشباب في المحافظات بتكثيف اللقاءات والاجتماعات والنصح وتارة بالترهيب والتهديد بالفصل في حالة مخالفة قراراتها أو التمرد عليها.