مجموعة دول جنوب شرق آسيا، المعروفة باسم رابطة «الآسيان»، هي تجمع اقتصادي جهوي يضم عشر دول من جنوب شرق آسيا، وكان قد تم تأسيس الرابطة عام 1967 بعضوية كل من إندونيسيا وماليزياوسنغافورة والفلبين وتايلاند، ثم التحقت بها سلطنة بروناي في السبعينيات، ثم فيتنام واللاوس وميانمار وكمبوديا في التسعينيات. وأصبحت الرابطة قطباً اقتصادياً عالمياً، وتكتلاً يجمع دولاً صاعدة في منطقة جنوب شرق آسيا. ورغم المعوقات التي تحد من فعالية هذا القطب الاقتصادي فإن دولة تعمل علي مواجهة آثار النظام العالمي الجديد والمنافسة القوية من الدول والأقطاب الصناعية الكبري في العالم. وفي فبراير عام 1976 عقدت الآسيان أول قمة لها في منتجع جزيرة بالي باندونيسيا، ووقع قادتها خلال اللقاء علي اتفاق الوئام والتعاون في شرقي آسيا، وإعلان معاهدة الآسيان. وتطبيقا لهذه الاتفاقات عملت دول الآسيان علي تدعيم تعاونها في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، وتبنت استراتيجيات عملية لتحقيق التنمية السريعة في اقتصاداتها. وتنطوي رؤية الآسيان 2020, التي تبناها قادتها في الذكري ال 30 للرابطة، علي رؤية مشتركة لها كمنتدي لدول جنوب شرقي آسيا، ونظرتها المستقبلية، والعيش في سلام واستقرار ورخاء، والارتباط معا بروابط الأخوّة والتنمية. الهدف الرئيسي للرابطة
الهدف الرئيسي للتجمع هو التنمية الاقتصادية، وتحسين الظروف للسكان في الدول الأعضاء، وتوطيد السلم والاستقرار في هذه المنطقة من العالم، بالإضافة إلي تقوية التبادل الحر بين الدول الأعضاء من جهة والأقطاب الاقتصادية المجاورة لها من جهة أخري؛ مثل اليابان والصين وكوريا الجنوبية. ويتم تسيير الرابطة عن طريق مجموعة من الأجهزة التنظيمية، علي رأسها رؤساء حكومات الرابطة ومجلس الوزراء واللجنة الدائمة والأمانة العامة. ويعتمد تجمع الآسيان علي الخبرة والمساعدة التقنية من الدول المجاورة لها في آسيا مثل اليابان وكوريا الجنوبية وهونج كونج، حيث تعتبر اليابان قطباً اقتصادياً رائداً في المنطقة يقود الدول الصاعدة المجاورة اعتمادا علي نظرية «الإوز الطائر». وتتوافر بمنطقة جنوب آسيا مؤهلات طبيعية مهمة تساعد علي التعاون والتكتل بين دول الرابطة، حيث توجد أراض خصبة وصالحة للزراعة تستغل بشكل مكثف وبنتائج عالية، خاصة في إنتاج الأرز وقصب السكر والمطاط، كما تتوافرالمياه المخصصة للري بفعل التساقطات الموسمية الغريزة، ويوجد مجال رعوي شاسع مخصص لتربية المواشي وخاصة الأبقار. وهناك كذلك احتياطي مهم من مصادر الطاقة؛ كالبترول والغاز الطبيعي خاصة في اندونيسياوماليزيا. وقد أسست الآسيان علي ثلاث ركائز هي الآسيان السياسية والأمنية المجتمعية »APSC« ، ومجموعة الآسيان الاقتصادية » AEC« ، ومجموعة الآسيان الاجتماعية والثقافية ASCC . وتسعي الآسيان للتكامل الاقتصادي من خلال خلق الآسيان الاقتصادية » AEC« بحلول نهاية عام 2015 لإقامة سوق مشتركة، حيث كان متوسط النمو الاقتصادي للدول الأعضاء في الرابطة خلال 1989- 2009 ما بين 3.8% إلي 7% ، وكان هذا النمو الاقتصادي أكبر من متوسط نمو في التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ »ابيك« . وأصبحت آسيان في السنوات الأخيرة مركزاً للاعتماد الرقمي. وقد شهدت التجارة الإلكترونية في المنطقة، وتحديدا في سنغافورةوماليزيا وإندونيسيا والفلبين، مكاسب مثيرة مع سنغافورةوماليزيا الرائدة في المجموعة، حيث بلغ إجمالي المبيعات عبر الإنترنت للآسيان 50% . وتتركز الخطوات القادمة للرابطة في إنشاء سوق واحدة وقاعدة للإنتاج ومنطقة اقتصادية تنافسية، ومنطقة التنمية الاقتصادية العادلة. والآسيان مندمجة تماما في الاقتصاد العالمي، ومنذ عام 2007 خفضت دول الآسيان تدريجيا رسوم الاستيراد مع الدول الأعضاء بهدف خفض رسوم الاستيراد إلي صفر % بحلول عام 2016 وتخطط آسيان بحلول نهاية عام 2015 لإقامة سوق مشتركة لبناء الحريات الأربع في سوق واحدة، تتضمن التدفق الحر للسلع والخدمات والاستثمار والعمالة الماهرة، والتدفق الحر لرءوس الأموال. ومن المتوقع أن يكون هناك تحرير كامل للسفر الجوي بين الدول الأعضاء في منطقة الآسيان، والسماح لدولها وشركات الطيران العاملة في المنطقة بالاستفادة المباشرة من النمو في السفر الجوي في جميع أنحاء العالم وتحرير تدفقات حركة السياحة والتجارة والاستثمار والخدمات بين الدول الأعضاء . مصر ورابطة الآسيان تسعي مصر إلي دفع العلاقات مع دول رابطة تجمع «الآسيان» إلي آفاق جديدة، بحيث يتم زيادة التبادل التجاري، وجذب مزيد من الاستثمارات من دول التجمع إلي مصر، بالإضافة لبحث إمكانية تعزيز التعاون في مجالات التعليم والتدريب الفني وقطاع الصناعات الصغيرة والمتوسطة، كما يمكن أن تستفيد مصر من خبرات دول التجمع لإيجاد فرص عمل للشباب. وكان المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء قد التقي - خلال مشاركته في القمة الأفروآسيوية بالعاصمة الإندونيسية بجاكرتا نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي في إبريل الماضي- بسكرتير عام رابطة دول جنوب شرق آسيا «الآسيان»، حيث تم تأكيد العلاقات التاريخية القوية التي تربط مصر ودول التجمع، والتطور الكبير في هذه العلاقات في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. وتتطلع مصر إلي تعزيز علاقتها في الفترة المقبلة علي مسارين؛ الأول إقامة علاقة مؤسسية مع الرابطة من خلال الانضمام لمعاهدة الصداقة والتعاون، تمهيدًا للحصول علي وضعية «شراكة الحوار»، والثاني من خلال دفع العلاقات الثنائية مع دول الرابطة في مختلف المجالات. أما وزارة الخارجية المصرية فقد كشفت منذ شهرين عن أن مصر ترغب في تفعيل علاقاتها مع رابطه الآسيان، وتوقيع اتفاقية الصداقة والتعاون معها، والتي تضم قرابة 600 مليون نسمة، وتقترب من انشاء مجتمع الآسيان الاقتصادي بنهاية هذا العام، وذلك بتدشين مرحلة جديدة مع دول الرابطة ثنائياً وجماعياً. وكان سامح شكري وزير الخارجية قد وجة خطابين؛ الأول الي وزيرخارجية ماليزيا باعتبارها الرئيس الحالي للرابطة، تم فيه الإعراب عن رغبه مصر في التوقيع علي اتفاقية الصداقة والتعاون، والخطاب الثاني إلي سكرتير عام الآسيان، وأشار إلي أن مصر تعتزم توقيع اتفاقية الصداقة والتعاون مع الرابطة، وقامت بالفعل بمخاطبة رئاسة الآسيان الحالية للتوقيع علي هذه الاتفاقية، وذلك استعداداً للحصول علي وضعية شريك حوار مع الرابطة. وأشار شكري إلي العلاقات المتميزة التي تتمتع بها مصر مع دول الرابطة، والمزايا المتعددة التي يمكن أن تتحقق للطرفين من خلال الدخول في علاقة مؤسسية. كما تمت الإشارة إلي أنه تم بالفعل البدء في اتخاذ الإجراءات الرسمية لتعميق التعاون مع الآسيان من خلال مشاركة مصر مؤخراً في اجتماع لجنة الآسيان في القاهرة، حيث اطلعت مصر سفراء الرابطة المعتمدين في القاهرة بهذا التوجه لسياسة مصرالخارجية في المرحلة القادمة، وسعي القاهره للانضمام لمعاهدة الصداقة والتعاون مع عواصمهم. هذا الي جانب توجيه سفارات مصر لدي دول الآسيان في هذا التوجه الذي تنفذه الدولة المصرية .