تسود حالة من الانقسام والجدل بين القوي السياسية والائتلافات الثورية وتيارات الإسلام السياسي, بشأن المشاركة في مليونية اليوم التي دعت إليها جماعة الإخوان المسلمين لمنع ترشح رموز النظام السابق للرئاسة. وينتظر أن تحشد الإخوان المسلمين الآلاف من أعضائها والمؤيدين للجماعة في ميدان التحرير ومختلف ميادين المحافظات للمشاركة في المليونية التي تستهدف بشكل خاص الاعتراض علي ترشح اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق. وقد أجري حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للجماعة اتصالات بمختلف أمانات الحزب بالمحافظات لحث عناصرها علي الوجود في الميدان منذ ساعات الصباح الأولي لتأمين بوابات الدخول والخروج. وأشار الحزب إلي أن فعاليات المليونية لاتتضمن الاعتصام. كما دعا أحمد عبده أمين الإعلام بوسط القاهرة وسائل الإعلام للمشاركة في تغطية أحداث المليونية, داعيا وسائل الإعلام للإسهام في توجيه الرأي العام نحو عزل الفلول والمحسوبين علي النظام السابق ممن سمحوا لأنفسهم بالترشح للرئاسة ومواصلة إفساد الحياة السياسية. وأعلن نواب الحرية والعدالة والنور بمجلسي الشعب والشوري مشاركتهم في المليونية, وقال الدكتور فريد إسماعيل وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب إن هذه المشاركة تعبر عن رفض النواب لترشح فلول النظام السابق. كما أكد الدكتور يسري حماد المتحدث الرسمي باسم حزب النور مشاركة الحزب في المليونية للتأكيد علي ثوابت الثورة وأن المطلب الأول لها ينحصر في اسقاط النظام السابق بمختلف رموزه ومؤسساته. وطالب حماد جميع المصريين بالمشاركة, مشيرا إلي ان هناك اصابع خفية تحاول ارجاع عجلة الزمان للخلف وإعادة إنتاج النظام السابق. وأشار حماد إلي أن حزب النور لن يكون له منصة خاصة وإنما سيشارك جميع الموجودين في الميدان ضمانا لتحالف جميع القوي الوطنية والشعب للتعبير عن أن الثورة مازالت مستمرة.وأكد اللواء عادل عفيفي رئيس حزبالاصالة مشاركة الحزب. وأكد الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية دعمه لمطالب المليونية وليس لديهم مانع من مشاركة أبناء الدعوة فيها واستنكرت الدعوة السلفية ترشح عمر سليمان وغيره من فلول النظام السابق واستعمال وسائل جهاز أمن الدولة السابق في الضغط علي المواطنين وتهديدهم. وأعلن الدكتور محمد يسري إبراهيم الأمين العام للهيئة الشرعية للحقوق والاصلاح مشاركة الهيئة خاصة في ظل محاولة فرض بعض رموز واركان النظام السابق وكأن الشعب لم يقم بثورة وكأنه لم يحدث تغير في الحياة السياسية المصرية في الوقت الذي تجري فيه محاولات لاستبعاد رموز الإسلاميين تحت علل واهية, بالإضافة إلي أنه من المتوقع التزوير لحساب رموز النظام السابق. وأعلنت الجبهة السلفية مشاركتها في المليونية وأكد الدكتور خالد سعيد المتحدث الرسمي باسم الجبهة السلفية أنه لابد من تطبيق قانون الثورة بعزل الفلول ومنعهم من الترشح للمناصب السيادية في الدولة مرة أخري, ولابد من اعلاء مصلحة الوطن فوق المصالح الشخصية والفئوية. وأكد ضرورة التوحد حول هدف واحد وهو الوقوف صفا واحدا ضد فلول النظام السابق في كل مفاصل الدولة فضلا عن مقعد الرئيس. وفي الاسكندرية أعلن المهندس مدحت الحداد رئيس المكتب الاداري لجماعة الإخوان المسلمين بالاسكندرية وعضو مجلس شوري الجماعة عن مشاركة الجماعة والتوافق مع التيار السلفي علي المشاركة في مليونية إنقاذ وحماية الثورة عقب صلاة الجمعة في ساحة مسجد القائد ابراهيم وتضمنت الفاعليات مسيرات حاشدة في أنحاء المنطقة الشمالية العسكرية, مرورا بشارع بورسعيد وحتي منطقة سيدي جابر مقر المنطقة العسكرية للتأكيد علي مطالب المليونية والتي تشمل منع انتاج النظام السابق ورفض ترشيح اللواء عمر سليمان والفريق أحمد شفيق إلي الانتخابات الرئاسية والتأكيد علي رفض استمرار حكم العسكر والحفاظ علي الثورة. وأضاف الحداد أن هناك مخاوف لدي الجماعة من تزوير انتخابات الرئاسة خاصة أن الجماعة تلقت معلومات وتسريبات من ادارة الأحوال المدنية في الاسكندرية وغيرها من المحافظات أنه يجري الآن اضافة أسماء المجندين بالقوات المسلحة والشرطة إلي قوائم الناخبين, وكذلك لضباط من القوات المسلحة والشرطة ليكون لهم الحق في الانتخاب من خلال وضعهم في القوائم عبر وظائف أخري ومطابقه لبيانات الارقام القومية في نية لتزوير الانتخابات الرئاسية لصالح الفلول للرئاسة, وذلك بالمخالفة لقانون مباشرة الحقوق السياسية. وقال الحداد تعليقا علي تغيير موقف الجماعة من ترشح رموز النظام وقبولهم في الانتخابات البرلمانية ورفض دخولهم الانتخابات الرئاسية إن التنافس علي مقعد في مجلس لا يؤثر علي مصلحة الوطن, لأن الأغلبية تعبر عن الثورة أما الانتخابات الرئاسية فلا تقبل المجازفة في ظل وجود معلومات حول السعي لتزوير الانتخابات لصالح عمر سليمان لذا جاء الموقف برفض ترشح رموز النظام السابق من الأساس لأن انتخابهم سيؤدي إلي اعادة النظام وفشل للثورة المصرية التي قامت لتحقيق الحرية والعدالة وليس للعودة إلي الوراء. يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت عدد من القوي السياسية الكبيرة عدم مشاركتها في مليونية اليوم. وقالت حركة شباب6 أبريل انها لن تشارك في مظاهرات اليوم, وأنها ليست طرفا ولن تستقطب إلي صراعات سياسية علي السلطة والامتيازات التي يسعي اليها بعض الفاعلين في المشهد السياسي المضطرب, تلك الصراعات التي لا علاقة لها بالثورة ولا مطالبها الجامعة التي توافقت عليها جموع المصريين وقالت انجي حمدي المتحدث, باسم الحركة أن الحركة دعت وستشارك في مليونية الجمعة المقبلة علي أرضية وطنية من أجل لم شمل الجميع خلف أهداف الثورة لا من منطلق سياسي أو حزبي ضيق لغير ذلك في هذه الآونة. وتؤكد حركة شباب6 أبريل الدعوة والمشاركة في فعاليات جمعة تقرير المصير20 أبريل بميدان التحرير بالقاهرة وميادين التحرير في ربوع الجمهورية لرفض المادة28من الاعلان الدستوري التي تحصن لجنة انتخابات الرئاسة بشكل يفتح الباب أمام الشكوك في نزاهة العملية الانتخابية. وإعادة تشكيل تأسيسية الدستور علي قاعدة أن الدستور ملك لكل الوطن, لا علي قاعدة الأغلبية البرلمانية المؤقتة. ورفض تمهيد الطريق أمام فلول النظام السابق للترشح لأرفع منصب في الجمهورية بعد25 يناير ألا وهو منصب الرئاسة وتأتي هذه المليونية ومن أجل التشديد والضغط علي مرشحي الرئاسة الثوريين والقوي السياسية لنبذ الخلافات والتوحد خلف الثورة ومطالبها التي لم تتحقق حتي اللحظة. كما أعلنت الجمعية الوطنية للتغيير بأنها لن تشارك في مليونية اليوم ضمن الحركات والائتلافات والأحزاب التي دعت لها وأكد أحمد طه النقر المتحدث الإعلامي للجمعية ألا علاقة للجمعية بهذه المليونية, ولم يتم توجيه أي دعاوي بخصوصها أو التنسيق من أجلها. وأضاف النقر إن موقف الجمعية الوطنية للتغيير يتفق مع كل القوي الوطنية والسياسية ضد الفلول وضد عمر سليمان, وطالب في بيان بمحاكمة عمر سليمان وأحمد شفيق مع مبارك باعتبارهما مسئولين عن جميع الجرائم التي ارتكبها لانهم شركاء ولابد من أن يحاكما معا بدلا من الترشح. وأشار النقر إلي الاستمرار في معركة الدستور لمحاولة وضع قواعد ومعايير لاختيار الجمعية التأسيسية التي ستضع الدستور, وبذل الجهد للخروج بوثيقة تعبر عن المصريين والوطن وأهداف ثورة25 يناير. وعلي نفس السياق قال: نبيل زكي المتحدث الرسمي لحزب التجمع أن الدعوة للاحتشاد بميدان التحرير اليوم والتي دعا اليها حزبا الحرية والعدالة والنور والجماعات الاسلامية هي دعوة لا تخص القوي الثورية التي وقفت موحدة ضد سلطة وحكم حسني مبارك حتي إسقاطه واستمرت في الضغط من خلال كل ميادين مصر من أجل استكمال الثورة باسقاط كامل النظام وليس رموزه فقط. وأكد الحزب أن الدعوة للتظاهر تحت شعار اسقاط الفلول ومنعهم من الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية لن تكون خادعة لنا ولا للقوي الثورية رغم رفضنا لترشح رموز النظام السابق. ولذا فإن حزب التجمع قرر المشاركة في الدعوة لمليونية20 أبريل من أجل إلغاء المادة28 من الاعلان الدستوري التي تمنع الطعن علي نتائج انتخابات الرئاسة. وإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور علي أسس ومعايير توفر تمثيلا لكل مكونات الشعب المصري السياسية والمهنية والاجتماعية بعيدا عن اعضاء مجلسي الشعب والشوري علي أن تضم خبراء الدستور, وممثلي الأزهر والكنائس المصرية.