تبادل المسئولون في دولتي السودان وجنوب السودان التراشق بالتصريحات النارية عقب احتلال الأخيرة حقل هجليج النفطي يوم الثلاثاء الماضي. ففي الوقت الذي أعربت فيه السودان عن أملها في انتهاء العملية خلال ساعات, أكدت جنوب السودان أنها لن تترك الحقل النفطي وذكرت قناة( العربية) أن طائرة حربية سودانية شنت غارة جوية علي مدينة' بنتيو' في جنوب السودان أمس دون المزيد من التفاصيل. وقال والي جنوب كردفان بالسودان أحمد هارون للصحفيين إن الجيش السوداني يتعامل مع الوضع في حقل هجليج النفطي الذي احتلته قوات جنوب السودان معربا عن أمله في انتهاء العملية خلال ساعات. وفي المقابل, رفض رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت الانسحاب من منطقة هجليج وهدد بالاستيلاء علي منطقة أبيي الغنية بالنفط. وقال وزير الإعلام السوداني الجنوبي إن القوات الجنوبية لن تترك حقلا نفطيا حيويا بالنسبة لاقتصاد الخرطوم قبل أن يزول خطر الهجمات الشمالية عبر الحدود. وقال الوزير برنابا ماريال بنجامين نقلا عن رئيس جنوب السودان سلفا كير لابد من وجود آلية تحول دون شنهم هجوما آخر. وأضاف أن القوات الجوية السودانية أسقطت ست قنابل أمس علي ولاية الوحدة علي الجانب الجنوبي من الحدود التي لم يتم ترسيمها علي وجه الدقة. وقال إن ذلك تسبب في مقتل جندي. وكان الجيش الشعبي التابع لدولة جنوب السودان قد استولي يوم الثلاثاء علي مناطق بولاية جنوب كردفان أبرزها منطقة هجليج النفطية, مما دعا مجلس الوزراء السوداني في اجتماعه الطاريء أمس الأول برئاسة الرئيس عمر البشير, إلي اتخاذ قرار بإلغاء الاتفاقات مع حكومة الجنوب علي خلفية هذا الاعتداء, حتي يتم معالجة الأوضاع الأمنية المترتبة علي اعتداء الجيش الشعبي علي منطقة هجليج النفطية بولاية جنوب كردفان.. كما قرر المجلس إعلان التعبئة العامة وتسخير كل إمكانيات البلاد لرد العدوان. كما أعلن المكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان في اجتماعه الطاريء مساء أمس الأول برئاسة البشير, عن نفرة شعبية شاملة حث فيها أهل السودان علي التوجه لمعسكرات التدريب وجبهات القتال لرد عدوان دولة الجنوب علي الأراضي السودانية. وقال مساعد الرئيس السوداني ونائب رئيس الحزب الدكتور نافع علي نافع إن المكتب اطلع علي معلومات تفصيلية حول مسار العمليات التي تخوضها القوات المسلحة, وأكد أن استعادة منطقة هجليج أصبح قاب قوسين أو أدني.وأضاف أن القوات المسلحة والقوات النظامية الآخري تمتلك زمام المبادرة بكافة مسارح العمليات في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.